سكين اليهود..
كيف دمّر السيسي عقيدة الجيش المصري؟
11/01/2016
" لا يرحم وتغضبه رحمة ربنا إذا نزلت" هذا
المثل ينطبق تماماً على نظام الانقلاب في مصر، الذي اعترض على منح تركيا
حرية في إيصال مساعدات إنسانية لقطاع غزة، الذي تحاصره إسرائيل من جهة
وعسكر "السيسي" من الجهة الأخرى.
"السيسي" طالب إسرائيل صراحة بتقديم إيضاحات
حول طبيعة ومضمون المساعدات التركية، وما إذا كانت إسرائيل التزمت فعلاً
للطرف التركي بتخفيف "الحصار"، وفتح الطريق أمام دور إنساني لتركيا في
القطاع المنكوب بعسكر الانقلاب.
أين تتجه مصر؟
كان هذا عنوان المؤتمر الذي نظمته جامعتا
"أريئيل و"بار إيلان" الإسرائيليتان، أول أمس السبت، وفقا لموقع "فوندر"
الصهيوني، المعني بالشئون السياسية.
وتطرق المؤتمر شامتاً من ثورات الربيع
العربي، بالقول أنه بعد 5 سنوات من اندلاع ثورات الربيع العربي، وعلى الرغم
من الآمال الكبرى التي توقعتها شعوب المنطقة، لم تأت هذه الثورات بأي
ديمقراطية أو تحرير للشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن المؤتمر ضم بين المشاركين
به، يتسحاق لفانون، السفير الاحتلال الأسبق بمصر، والذي حضر فترة الثورة
عام 2011.
وقال لفانون، خلال المؤتمر: "لقد تم إطلاق
اسم الربيع العربي على الثورات من قبل أكاديميين لم يفهموا الشرق الأوسط
جيدا، في الفترة التي سبقت الثورة المصرية، لم يكن أحد يفكر في إحتمالية
سقوط نظام مبارك، لقد كانت مصر دولة قوية، وعندما كانت تخرج أصوات تتحدث عن
إسقاط النظام، كان دائما الشعور أن الحديث يدور عن نظام سياسي قوي
ومستقر".
تدمير عقيدة الجيش
لن ينس أحد صورة جنود مصر الأشاوس وهم يعبرون
قناة السويس ويحطمون خط بارليف الحصين بخراطيم المياة وسط صيحات "الله
أكبر"، ويضعون علم مصر فوق ثرى سيناء الحبيبة، ويسجد الجنود شكرا لله وهم
يقبلون تراب سيناء، فرحين بتحريرها من يد المغتصب الصهيوني.
واليوم تطالعنا صورهم وهم يعتلون دباباتهم فى
وسط شوارع مصر وميادينها ويوجهون رصاصاتهم لصدور أبناء شعبهم وكذلك صور
القذائف التى يلقونها لتدمير منازل أهلنا فى سيناء على رأس من فيها وصور
جرافات الجيش المصرى وهى تقتلع أشجار الزيتون وتفرغ سيناء من أهلها لصالح
العدو الصهيوني.
صورتان يفرق بينهما فقط 42 عاما لكنهما
تجسدان وبقوة التطور المذهل الذى طرأ على عقيدة الجيش المصرى ليتحول من
"جيش النصر" إلى جيش الخسة والعمالة " جيش السيسي " .
وهو ما تطرق اليه سفير الاحتلال الصهيوني،
الذي رصد أسباب تغير عقيدة الجيش المصرى من حماية الحدود ومقاومة الأعداء،
إلى جيش مرتزقة يترك الحدود ويقف بكامل سﻻحه فى وسط الشوارع والميادين
ليقتل أبناء شعبه بدم بارد .
ولفت إلى أن "مبارك قام بالعديد من الأخطاء
خلال فترة حكمه من بينها أنه كان متعاليا وفوق الشعب، ولم يكن يتوجه لوسائل
الإعلام ولهذا فتح الطريق للشكوى من نظام حكمه ما أدى في النهاية لاندلاع
ثورة يناير 2011".
وعن رؤيته لمستقبل الانقلاب، قال لفانون:
"من الصعب أن نتحدث عن اتجاه للنمو في مصر، التحدي الكبير للسيسي هو تحقيق
الاستقرار للدولة بزيادة المستثمرين الأجانب وتعزيز السياحة والاعتماد على
الدخول الكبيرة الآتية من تصدير الغاز الطبيعي وغيرها، إلا أن السيسي ملزم
بالقضاء على الإرهاب"، مضيفا "عقيدة الجيش المصري محافظة جدًا ولابد أن
يغير من نهجه كي يتمكن من محاربة الإرهاب بشكل فعال".
ما يؤكد كلام لفانون ، أنه بعد أن تبدلت
عقيدة الجيش عقب إتفاقية كامب ديفيد لتتحول من حماية الحدود والدفاع عن
الوطن ليصبح حامى حمى العدو وليمتلك الجيش مؤسسات إقتصادية كبرى تتحكم فيما
يزيد عن 40%من الإقتصاد المصرى لم يكن مقبوﻻ لدى قيادات أن تخضع ميزانتهم
للرقابة والمحاسبة وأن يتخلو عن تلك الإمبراطورية الإقتصادية الهائلة وذلك
كما كان ينص دستور الشعب فكان الإنقلاب على إرادة الشعب فى يوم 3/7 وترسيخ
عسكرة الدولة بشكل مباشر.
لينقلب وزير الدفاع على أول رئيس مدنى منتخب
، ثم يرشحه الجيش لرئاسة البلاد وبذلك تسقط أكذوبة مدنية الدولة ولتسقط
الدولة مرة أخرى تحت الحكم العسكرى المباشر الذى ظل جاثما على صدور
المصريين ما يزيد عن 60 عاما جلب للمصريين الفقر ؛ليصبح ما يزيد من 40%من
الشعب المصرى تحت خط الفقر والمرض؛ ولتتصدر مصر دول العالم فى انتشارأمراض
الكبد و فيرس c- ، وجلب الجهل، وسرق مقدرات الوطن وإستولى على أغلب الأراضى
المصرية .
وبعد أن ترك الجيش حماية الحدود وتحول للحكم
كان لزاما أن يوجد عدو جديد بدلا من العدو الصهيونى ليحاربه وليوجد المبرر
القوى لوجود المدرعات والدبابات وآلات القتل فى الشوارع والأزقة فكانت "
الحرب على الإرهاب" أو " الحرب على الإخوان " - كما يدعون - هما البدائل
المتاحة لهم .
وبحسب دراسات وخبراء استراتيجيين، عمدت
الولايات المتحدة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد وتخصيص معونة سنوية عسكرية
واقتصادية لمصر، لتغيير عقيدة الجيش المصري من الحرب مع إسرائيل باعتبارها
هي “العدو الأول والأساسي” لكي يكون العدو هو “الإرهاب” تارة، والتيارات
الإسلامية في الداخل تارة أخرى.
وتحدث عراب الأمريكان في المنطقة "محمد
البرادعي" فى السابق، عن وجوب تغيير عقيدة الجيش المصري؛ لكي يصبح جزءا من
ما يسمى بـ”الحرب العالمية على الإرهاب"، التى تقودها أمريكا، بدلا من
العقيدة التقليدية القديمة للجيش المصري كعدو تقليدي لإسرائيل، تماما مثل
عقيدة الجيش الباكستاني الذي أصبح الذراع العسكرية للمخابرات الأمريكية،
على الحدود الباكستانية الأفغانية في ما يسمى “الحرب على الإرهاب".
السيسي سكين التقسيم
بدوره، ألمح الأكاديمي الصهيوني حين كرتشر،
أحد المشاركين بالمؤتمر، أن السيسي من الممكن ان يلعب دور السكين الصهيوني
في تفتيت وتقسيم دول المنطقة، وقال إن "الشعوب العربية بالمنطقة لن تقبل
أبدًا وجود دولة إسرائيل ولهذا من الصعب أن يحدث تعاون مع جيراننا العرب"،
لكنه أشار إلى أن "الوضع الإقليمي يمكنه أن يفتح فرصة أمام إسرائيل لتكون
لاعبا مركزيا في تشجيع إقامة دول جديدة، في إطار حماية الأقليات".
كرميت فلنسي، أكاديمية بمركز أبحاث الأمن
القومي الإسرائيلية، قالت في المؤتمر: "تل أبيب لم تنجح في توقع ثورات
الربيع العربي، وذلك بسبب انشغالها بتحليل شخصيات القادة والنخب في الشرق
الأوسط دون الاهتمام بشعوب المنطقة التي قامت بالثورات، علاوة على وجهات
النظر الإسرائيلية الخاطئة التي ترى في الجماهير العربية، جماهير لا مبالية
وستقبل أي سلطة أو نظام، وأن الجيوش في الدول العربية ستبقى موالية للأبد
للنظام الحاكم".
وكان السيسي قال في حوار تلفزيوني أواخر
العام الماضي 2014 إن الهدف من العمليات التي يقوم بها جيشه في سيناء هو
"تأكيد السيادة المصرية على سيناء، إضافة إلى الحفاظ على الأمن الإسرائيلي
وعدم جعل سيناء منطقة خلفية لشن الهجمات على الإسرائيليين".
السيسي تجاهل قضية المسجد الأقصى
والاعتداءات الإسرائيلية ضده في الوقت الذي كان فيه يتحدث من نيويورك أمام
المحفل الدولي الأهم، كما تجاهل حصار غزة الذي تشارك فيه بلاده، والذي بدى
وكأنه "عربون محبة للإسرائيليين"؛ حيث يتحدث السيسي في أعقاب إغلاق شبه
كامل لكافة الأنفاق التي كانت تربط بين سيناء وغزة وكانت حيلة الفلسطينيين
للالتفاف على الحصار الإسرائيلي المصري.
ولاحقا لتصريحات السيسي التي يتغزل فيها
بإسرائيل ويدعو فيها إلى توسيع اتفاقات السلام، توالت عمليات تدنيس باحة
الحرم القدسي الشريف، وطرد المرابطين والمرابطات فيه، في حادثة هي الأولى
من نوعها منذ احتلال القدس في العام 1967.
شاهد الفيديو:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق