تبين أن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية المعروف بعدائه للمسلمين دونالد ترامب حقق جزءا كبيرا من ثروته عن طريق شراكاته مع رجال أعمال خليجيين، وهم رجال الأعمال الأثرياء الذين يصفهم بأنهم “أصدقاء جيدون”، ومن بينهم الرئيس التنفيذي لشركة “داماك” العقارية الإماراتية حسين السجواني.
وكان ترامب طالب في تصريحات مثيرة للجدل بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة وإغلاق الحدود في وجوههم، وزعم ترامب أن استطلاعا للرأي أظهر بأن المسلمين يكرهون الأمريكيين، مضيفا: “الحدود ينبغي أن تظل مغلقة أمام المسلمين حتى يتوصل نواب الشعب إلى فهم واضح لأسباب تلك الكراهية”.
وبحسب المعلومات التي جمعتها “عربي21” فإن ترامب يقيم علاقات تجارية وثيقة وشراكات مهمة مع رجال أعمال خليجيين أهمها الشراكة التي يقيمها مع شركة “داماك” العقارية العملاقة في دولة الإمارات، فضلا عن أن وسائل إعلام غربية تتحدث أيضا عن شراكة بين ترامب والأمير السعودي الوليد بن طلال الذي يتربع على عرش أغنى أغنياء العرب.
شراكة عملاقة مع “داماك”
وكشف موقع “ديلي بيست” الأمريكي عن شراكة عملاقة بين ترامب و”داماك” التي يملكها الإماراتي حسين السجواني، والتي أقامت مجموعة من المشاريع المشتركة في الإمارات، وتحمل تلك المشاريع اسم “ترامب” أيضا. فيما تلفت “ديلي بيست” إلى أن ترامب يصف السجواني بأنه “صديق جيد”، وأنه “رجل عظيم”، وذلك في أعقاب المشروعات العملاقة المشتركة بينهما.
ومن بين المشروعات الكبيرة المشتركة بين “ترامب” و”داماك” مشروع (yuge) الذي يقع على مساحة 42 مليون قدم مربع، ويضم 104 فلل تتراوح سعر الوحدة السكنية الواحدة منها بين مليون و10 ملايين دولار، إضافة إلى مشروع (Trump World Golf Club) الذي وصفه ترامب بأنه سوف يكون “أكبر وأفضل وأقوى من أي مشروع مشابه للجولف في منطقة الشرق الأوسط”.
ورغم التصريحات المعادية للمسلمين التي أطلقها ترامب فإن شركة “داماك” الإماراتية أكدت عدم اكتراثها بذلك، واعتبرت أن هجومه على المسلمين في أمريكا والعالم ليس سوى “موقف سياسي”، مشيرة إلى أنها لا تتدخل في المواقف السياسية لشريكها.
ونقلت مجلة “كوارتز” الأمريكية عن نائب الرئيس في شركة “داماك” الإماراتية نيال ماكلوكلين أن “الشركة تتعامل مع الشراكة بينها وبين ترامب بمعزل عن آرائه السياسية”، وأضاف: “نريد التأكيد على أن اتفاقيتنا مع شركة ترامب تتعلق بمشروعات مشتركة ومن بينها ملعب غولف، ولا نستطيع التعليق على القضايا الشخصية التي تتعلق بترامب، أو بأجندته السياسية، كما لا نعلق على الجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة”.
ثروة ترامب: 2.9 مليار دولار
وفي وقت مبكر من العام الجاري قدرت وكالة “بلومبرغ” المتخصصة بأخبار الاقتصاد الثروة التي يتربع عليها ترامب بأنها 2.9 مليار دولار تقريبا، على أن هذه الثروة تم تقديرها بشكل أساسي بالاعتماد على ما يملكه الرجل من عقارات، أي أن جزءا كبيرا من هذه الأموال موجودة في دولة الإمارات التي يستثمر فيها بمشروعات عقارية عملاقة.
الوليد بن طلال.. أيضا
وبحسب المعلومات التي جمعتها “عربي21” فإن ترامب ليس شريكا فقط مع “داماك” العقارية، وإن كانت أكبر شراكاته معها، لكنه شريك أيضا لأثرى أثرياء العرب الأمير السعودي الوليد بن طلال، حيث تقول مجلة “كوارتز” إنه “عندما انهارت إمبراطورية ترامب في التسعينيات من القرن الماضي، وافق الأمير الوليد بن طلال على شراء حصة أغلبية مسيطرة في فندق بلازا نيويورك”.
وفي العام 1995 كتبت جريدة “نيويورك تايمز” أنه بفضل تدخل الأمير الوليد فإن ترامب “تمكن من أن يأخذ فسحة تنفس مع البنوك الدائنة لشركاته”.
وقبل أربع سنوات اشترى الوليد بن طلال يختا فارها من ترامب يبلغ طوله 300 قدم مقابل 18 مليون دولار، وهو ما وفر لترامب سيولة إضافية من الأموال.
الخطوط القطرية تدفع لترامب
وتقول المعلومات أيضا أن شركة الخطوط الجوية القطرية المملوكة للحكومة في الدوحة والتي يديرها أكبر الباكر تستأجر أيضا طابقا كاملا في برج ترامب بمنطقة منهاتن في مدينة نيويورك منذ العام 2008 وحتى الآن.
ورغم أنه من غير المعروف بالضبط كم تدفع الخطوط القطرية إيجارا مقابل المكاتب التي تشغلها في البرج الشهير، إلا أن أسعار الإيجارات في ذلك البرج تبدأ من 19 ألف دولار في الشهر الواحد، وتصل إلى 100 ألف دولار شهريا، أي أن الإيجار السنوي في البرج المملوك لترامب يصل إلى 1.2 مليون دولار.
وبينما يجمع ترامب أمواله ويكدس ثروته بأموال الأثرياء الخليجيين والعرب، فإن العديد من النشطاء والمراقبين يتساءلون عن سر عدم اكتراث الرجل بشركائه من العرب والمسلمين، وعدائه للمسلمين، ويتساءلون: هل سيوقف العرب الخليجيون استثماراتهم وشراكاتهم مع ترامب الذي يطالب بطردهم ومنعهم من دخول الولايات المتحدة أم لا؟
الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية أكبر الباكر (يمين) مع ترامب – “عربي21″
صورة تذكارية تجمع الباكر مع ترامب وعاملين من الشركتين – “عربي21“
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق