الأربعاء، 30 ديسمبر 2015

شاهد.. أذرع السيسي تعترف بفشل "الجنرال" وتسخر من "دبلوماسية الكفتة"


شاهد.. أذرع السيسي تعترف بفشل "الجنرال" وتسخر من "دبلوماسية الكفتة"

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=1st0nyvlux8

الانقلابي جابر القرموطي
30/12/2015

لم تبرح دبلوماسية السيسي بقيادة بطل موقعة الميكرفون سامح شكري المربع صفر على مدار 11 جولة من المفاوضات الثلاثية مع الجانب الإثيوبي حول سد النهضة، بعدما نجحت أديس أبابا فى التلاعب بوفد العسكر للمتاجرة فى الوقت بحثًا على فرض سياسة الأمر الواقع متمرسة خلف اعتراف قائد الانقلاب بحق البلد الرابض على منابع النيل فى بناء السد عقب التوقيع على وثيقة الخراب.

الدبلوماسية التى تترقب وجود مايك "الجزيرة" فى كل مرة من أجل البطولة الوهمية التى تساق للشعب المنكوب باعتبارها نصرًا مؤزرًا فى معركة العطش، لم تفلح فى إثناء الخصم الإثيوبي على تقديم أي تنازلات أو تؤرق نفسها بوقف البناء المتنامي لحين الانتهاء من الوقوف على أرض مشتركة بين أطراف النزاع أو إيجاد صيغة تفاهم مشتركة، بل انتهت إلى فشل يهدد الأمن القومي المصري.

ولم يكن المفاوض المصري على مستوى الحدث الجلل الذى ساقه العسكر ضمن مسوغاته انقلابه على السلطة الشرعية، إلا أنه يبقي أفضل حالا من السيسي الذى نزل على الجانب الإثيوبي بردا وسلما فمنحهم بسخاء مفرط الاعتراف الرسمي بالحق فى استيلاب حصة مصر التاريخية فى مياه النيل، وسحب من الدبلوماسية الحق فى التحكيم الدولي، بل منح الأفضلية القانونية للخصم للجلوس بأريحية على مائدة المباحثات، بل فقد الدعم السوداني فى الملف، بينما السد فى الخلفية أوشك على الانتهاء.

ولم تكد تمر لحظات على انتهاء جولة جديدة من المباحثات السداسية بحضور وزراء الخارجية والري للدول الثلاث حتى "فاجأتنا إثيوبيا بتحويل مجرى النيل الأزرق الذي يأتينا منه 80% من حصتنا المائية لتمر المياه ولأول مرة عبر سد النهضة بعد الانتهاء من إنشاء أول أربعة مداخل للمياه وتركيب مولدين للكهرباء".

خالد إمام -الصحفي بمؤسسة "الجمهورية" الموالية للانقلاب- اعتبر تلك الخطوة المفاجأة جاءت صادمة لنا كشعب، مضيفا: "فقد حدثت قبل ساعات من الاجتماع السداسي الثاني لوزراء الخارجية والري في مصر والسودان وأثيوبيا، وهذا -في عرفنا- يعني أن أديس أبابا غير معنية بالمرة بشواغلنا وقلقنا أو بالمفاوضات ذاتها وتعتبرها مجرد تحصيل حاصل".

وأضاف الصحفي المقرب من الأجهزة الأمنية -عبر مقاله بجريدة "المسا"-: "هذا يعني أيضا أن إثيوبيا بدأت فعلاً تخزين المياه وبما لا يقل عن 14 مليار متر مكعب بدليل تركيب مولدين للكهرباء، وهذا يعني كذلك أن ما نطالب به من وقف بناء السد حتي يتم الاتفاق علي المكتب الاستشاري وكيفية إدارة السد وطمأنتنا علي حصتنا لن يتحقق ولو رقصنا عشرة بلدي، وليس أصلاً في حسابات الإخوة الإثيوبيين، فقد قرروا منفردين وفعلوا ما قرروه، حولوا المجري وإحنا قاعدين، ولا أدري "قاعدين ليه"؟".

الإعلامي المثير للجدل جابر القرموطي –عبر برنامجه "مانشيت" على فضائية "أون تي في"- اعتبر ما يحدث فى مصر الآن "شغل كفته"، صارخا فى النظام العسكري أن إثيوبيا قامت فعليا بتحويل مجري النهر قبيل اجتماع اللجنة السداسية فى سخرية فجة من الدبلوماسية المصرية ولازال النظام المصري فى غيبوبة.

وسخر القرموطي من وزير الري حسام المغازي الذى قلل من أهمية ما فعلته اثيوبيا معتبرا أن تحويل مجري النيل الأزرق هو "إجراء طبيعي" ولن يكون له أي تأثير علي المفاوضات السداسية المنعقدة حاليا بشأن سد النهضة، مشيرا إلى أنه لم يطلب أحد من الوزير أن يعلن الحرب ولكن للأسف أن أدرت الملف بشكل خاطئ.

ونقل الإعلامي المثير للجدل قلق الخبراء من سير التفاوض وتلاعب أديس أبابا، مشيرا إلى أن سكرتير المخلوع السابق مصطفي الفقي -خبير القانون الدولي- أكد أن اتفاق مارس الذي تم توقيعه بين مصر ودول حوض النيل يعد توصيات غير ملزمة للأطراف الثلاثة تلزمهم أدبيا وأخلاقيا وليس قانونيا، وأن ما يحكم الدول الثلاث هو القواعد الدولية المتعلقة بالأنهار الدولية.

وشدد الفقى على أنه على مصر ان تلجأ إلى الوساطة والمساعي الحميدة مع الدول الإفريقية والصديقة، وإذا لم تؤد إلى نتيجة فلا سبيل أمامها إلا الاتجاه إلي مجلس الأمن الدولي باعتبار ان المسألة تهدد السلم والأمن الخاص بالمياه لمصر، واستخدام الضغوط الدولية كصندوق النقد الدولي مؤكدا أن الأزمة أكبر من أن نقاط الخلاف ليست خطيرة.

أذرع السيسي الإعلامية لم تكد سبيلا غير الاعتراف بالفشل الذى جلبه الجنرال وأذرعه على الدولة المصرية فى مفاوضات السد المأساوي الذى يهدد بعطش يلوح فى الأفق المنظور، والذى بدأ بتوقيع قائد الانقلاب على الوثيقة العار واعترف رئيس حكومته السابق محلب بأن السد مفيد لمصر ليرد نظيره الإثيوبي بأن مرسي كان عقبة أمام طموح بلاده بيمنا الجنرال أكثر مرونة، واختتم المغازي سلسال الفشل بالتقليل من أهمية تحويل مجري النيل والاستمرار فى مفاوضات صفرية، تواصل فى خلفيتها إثيوبيا على نحو متسارع مشروعها الصادم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق