الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

قنديل: السيسي أول عنصري ضد المسلمين لهذه الأسباب


قنديل: السيسي أول عنصري ضد المسلمين لهذه الأسباب



الكاتب الصحفي وائل قنديل
22/12/2015


قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن اليوم هو الذكرى الأولى للبيان التحريضي الأول الذي أطلقه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي ضد المليار وستمائة ألف مسلم، ووجهه إلى الحكومات والمجتمعات الغربية.

وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء- أنه في اليوم الذي صادف موعد الاحتفال بنبي الرحمة، محمد صلى الله عليه وسلم، استثمره السيسي في مواصلة التحذير من خطورة المسلمين على العالم، خصوصًا الذين يعارضونه، ويندّدون بالمذابح التي ارتكبها بحق مواطنيه.

وأشار إلى أن السيسي هو أستاذ كل عنصري في هذا العالم، ومنهم دونالد ترامب المرشح الأمريكي، متسائلا: "فلماذا نغضب من المرشح الأمريكي، حين يصب وقاحته على المسلمين، ويطالب بمنع وجودهم على الأراضي الأمريكية؟ ولماذا ندين ركلة الصحافية المجرية الطفل السوري اللاجئ، إذا كان السيسي وبشار الأسد يمارسان الركل بالرشاشات والبراميل المتفجرة؟".

ونوه إلى أنه في الاحتفال بمولد النبي، العام الماضي، "أطلق السيسي الرصاصة الأولى ضد المسلمين المهاجرين، حين قال "لا يوجد دين يصطدم مع الدنيا كلها، انظروا إلى الخراب والدمار الذي يسببه بعض المسلمين، وزاد على ذلك أنهم يحملون فكرًا "يدفع بالأمة كلها لتكون مصدرًا للقلق والقتل والخطر والتدمير في الدنيا كلها، هؤلاء قادمون من بيئةٍ، تحمل فكرًا يجعلها تعادي الدنيا كلها.. يعني الواحد وستة من عشرة مليار هيقتلوا الدنيا كلها اللي فيها سبعة مليار عشان يعيشوا هم".

وأوضح قنديل أنه منذ ذلك الخطاب، مطلع العام الماضي، ومؤشر التوجس العنصري من المسلمين في المجتمعات الغربية يتصاعد، غير أن الأخطر أن كل الإجراءات التي تفرضها سلطات هذه البلاد على المسلمين والعرب القادمين إليها، تكاد تكون تطبيقًا حرفيًّا لبروتوكولات السيسي التي لا يترك مناسبة من دون أن يعيد بثها، مشيرًا إلى أن عبد الفتاح السيسي قتل آلاف المعتصمين السلميين بموجب تفويض، قال إنه يطلبه لمواجهة عنف وإرهاب محتملين، وبالصياغة نفسها تقرأ في خطاب رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، المتضمن نتائج التقرير الخاص بالإخوان المسلمين في بريطانيا، حين يتحدث عن "تطرف محتمل"، ويطلب فرض رقابة على الأفكار.

ولفت إلى أنه عقب صلاة الجمعة الماضية وقفت سيدة بريطانية على المدخل الرئيس للمركز الإسلامي في لندن، تنتظر المصلين بمنشورات توعوية ضد الجرائم العنصرية، باللغتين العربية والإنجليزية، ومعها فريق عمل يوزع الأوراق بابتسامات ودودة.

المنشور تحت عنوان "المساعدة على منع جرائم الكراهية" وصادر عن فريق سلامة الأحياء، ويؤكد دعمه لأعمال مؤسسة (tell Mama)، وهي منظمة مستقلة، تقدم الدعم لضحايا الكراهية ضد المسلمين، وتراقب الأحداث المضادة للمسلمين وتقيسها.

يقول المنشور "نحن نتعامل مع سلامة المجتمع المحلي، باعتبارها أولويتنا العليا، ونهدف للقضاء على هذه الأنواع من الأحداث، ويهمنا أن يتم الإبلاغ عن جميع أحداث جرائم الكراهية، سواء كانت عنصرية أو دينية، لكي نتمكن من اتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع وقوع هذه الجرائم وكشفها، إلى جانب تقديم الدعم المناسب للضحايا".

وقارن قنديل بين هذه المبادرة الإنسانية المتحضرة أمام شلالات الكراهية والإقصاء والعنصرية التي تتدفق من وسائل الإعلام المصرية، ضد "الجاليات المصرية في مصر"، فكل من يفكر ويحاول الفهم، وكل من يمتلك وعيًا وضميرًا، وكل من يجرؤ على الاحتجاج ضد الظلم والقبح، وكل من لا يسبح بحمد الرئيس الضرورة، والرسول الملهم، هو بالضرورة في مرمى نيران الإقصاء والكراهية، باعتباره عدوًا، أو عنصرًا غريبًا، يهدد أمن دولة الخرائب الإنسانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق