الثلاثاء، 22 ديسمبر 2015

شاهد.. بعد حسم موقعة "الميكرفون".. "وباء السدود" يفضح عجز السيسي


شاهد.. بعد حسم موقعة "الميكرفون".. "وباء السدود" يفضح عجز السيسي


سد النهضة
22/12/2015


لم تكد الدبلوماسية المصرية تحتفي بانتصارها المظفر في موقعة الميكرفون عقب مباحثات فاشلة مع إثيوبيا حول سد النهضة، حتى تلقت صفعة جديدة من أحدث بلدان القارة السمراء "جنوب السودان" على خلفية إعلان بناء سدين جديدين على منابع النيل ما ينذر بكارثة مائية تلوح في الأفق المنظور.

وفى الوقت الذي قللت فيه دولة السيسي من أهمية فشل مفاوضات سد النهضة في ظل تلاعب أديس أبابا بعد عشر جلسات عجاف، وقررت البحث عن مسارات بديلة من أجل إيجاد أوراق ضغط على الجانب الإثيوبي أو مخرج للأزمة المائية المرتقبة، عبر بوابة أوغندا والتي حاولت خارجية العسكر استقطابها عبر حزمة من المنح والمعونات.
وقبل أن يحط وفد العسكر رحالة في مطار القاهرة، كانت جنوب السودان تعلن عن الانتهاء من دراسات أولية لبناء سدَّين جديدين على النيل الأبيض، الأول "كايا" على الحدود مع أوغندا التي تعهدت بتوفير الدعم المالي للمشروع، والآخر على شلالات "فولا" بمدينة نمولي، بغرض توليد الكهرباء وإنشاء مزارع سمكية.

وباتت مساعي السيسي للخروج من مأزق العطش المرتقب محاصرة بين خطوات أثيوبيا المتسارعة في بناء سد النهضة، وطموحات جنوب السودان في اقتحام عالم السدود، إلى جانب خسارة واحدة من أوراق الضغط بعد قرار أوغندا مساندتها جنوب السودان في بناء سد "كايا" بتوفير الدعم المالي، من خلال اتفاقية سيجرى توقيعها قريبًا، للاستفادة من الطاقة الكهربائية المولدة.

وفي الوقت الذي تعاني مصر من انهيار اقتصادي حاد وضعها على حافة الإفلاس، قدمت منحة لا ترد إلى دولة أوغندا بـ22 مليون دولار من أجل بناء 50 بئرًا ومقاومة الحشائش المائية، فضلا عن تخصيص مبلغ 300 مليون دولار منحة لا ترد لحكومة جنوب السودان لتنفيذ مشروعات لأغراض التنمية في جوبا، كانت الدولتان تتفقان على المضي في إنشاء السدود إعلاءً لمصالحها القومية ودون أن تكلف خاطرها أن تستطلع رأي القاهرة أو التشاور معها أو مجرد إخطارها.

وباء السدود الذي تفشي في بلاد المنبع في غفلة من نظام العسكر الذي تفرغ لترسيخ أركان دولته الفاشية على حساب الأمن القومي المصري، ودون موافقة الجانب المصري وفقًا للاتفاقيات التاريخية الموقعة بين دول حوض النيل والموثقة منذ مطلع القرن الماضي، كشف عن مخططات لست دول لإنشاء سدود جديدة في كينيا، وأوغندا، وبوروندي، ورواندا، وتنزانيا، إضافة إلى إثيوبيا، عقب توقيعهم بشكل منفرد على اتفاقية (عنتيبي)، التي تبحث إعادة تقسيم مياه النيل في صورة حصص مائية.

كعادتها لم تبرح دبلوماسية العسكر المربع صفر، وخرجت لتمنح بسخاء مزيد من المسكنات للشعب المنكوب تحت مجنزرات الانقلاب، زاعمة أن مخطط السدود في أربع دول لا يمثل ضررًا لمصر والسودان، مع التأكيد على أن أبرز المخاطر تأتي من كينيا وإثيوبيا، دون تعقيب صريح على إعلان جوبا بناء السدود دون الإخطار المسبق الذي نصت عليه الاتفاقيات الموقعة بين مصر والسودان ودول المنبع.

فشل فوقه فوق بعض، وتقزم إقليمي ودولي غير مسبوق، تلك هي الحالة التي باتت عليها مصر في ظل حكم فاقد الشرعية ويستجديها بتقديم مزيد من التنازلات والرقص على كافة الحبال والأكل على كل الموائد، ليهدر في طريقه حقوق الأجيال القادمة، في الوقت الذي لا يزال إعلام العسكر يطبل لمجد النصر المظفر على ميكرفون "الجزيرة" قبل أن يعلن وزير الخارجية ذاته أنه لا عداوة مع دولة قطر وأن ما يجمع القاهرة والدوحة أهداف عربية مشتركة.

الإعلامي معتز مطر سخر- عبر برنامجه على فضائية "الشرق"- من تلك الحالة المزرية التي وصلت إليها دولة العسكر من التذلل على كافة العتبات من أجل الخروج بأية إيجابيات تروجها إلى البسطاء، بينما تنهال الصفعات من كافة الجهات مستفيدة من حالة الوهن التي تسيطر على السلطة الحاكمة وتستثمر في وضعية بائسة باتت فيها الدولة على استعداد أن تبيع الماضي والحاضر والمستقبل من أجل حصة من الرز.

شاهد الرابط:
 https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=uIIDM1WMfpo

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق