المفكر اليساري حسن حنفي: رفض الانتخابات الرئاسية المبكرة يؤكد أن "3 يوليو" انقلاب.. وأسئلة صعبة
12 ديسمبر , 2015
في تعبير عن تحولات في المشهد المصري بعد فشل السيسي في تثبيت أركان انقلابه، وبعد دعوة د.عبد المنعم أبو الفتوح في الخروج من أزمات مصر التي تسبب فيها الانقلاب العسكري، وفشل عبد الفتاح السيسي، بالانتخابات الرئيسة المبكرة، جاءت دعوة المفكر اليساري حسن حنفي ليكرر الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، اليوم من خلال مقال بالمصري اليوم.
ودعا المفكر اليساري حسن حنفي إلى ضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، حتى يتم حسم الجدل حول إذا كانت 30 يونيو وما تبعها ثورة أم انقلاب، وحتى يتوقف الدم المصري.
وقال: إن ثورة يناير 2011 قد توحد الكل معها وفيها، وهو أحد أسباب نجاحها، ثم حدث لها ما حدث، تموجات بين عسكريين وإسلاميين حتى بدأ البعض يضج من الإسلاميين، فقامت حركة 30 يونيو من الشعب ثم 3 يوليو من الجيش.
وأضاف: «نشب الخلاف، ما حدث ثورة أم انقلاب؟ ولا توجد إجابة نظرية عن هذا السؤال إنما توجد إجابة عملية،
بداية العنف والمظاهرات ثم الاعتقالات، وسالت الدماء من الطرفين. وظل الأمر كذلك على مدى سنتين دون حل ودون رؤية نهاية الطريق المظلم. وازدادت الشقة بين الحكومة والمعارضة، بين العسكريين والإسلاميين، الخلاف قائما بعد أن تحول إلى صراع دموى لا نهاية له، وتدخل الدول الكبرى فيه، وانهيار اقتصاد البلاد الذى يدور هذا الصراع فيها، ومصادره وأولها السياحة، وطُرحت عدة مبادرات للمصالحة والحوار دون جدوى. واتهم الداعون أيضا بالخيانة والعمالة أو الولاء المتخفى للتيار الإسلامى.
وتابع حنفي: ثم جاءت مبادرة أخيرة بعقد انتخابات مبكرة يحتكم إليها الفريقان المتصارعان لمعرفة ماذا يريد الشعب، وقد كانت المبادرة مطروحة قبل 30 يونيو ولكن تأخر النظام الإسلامى الحاكم فى قبولها بعد أن تبناها نائب رئيس الجمهورية المؤقت، وقبل مغادرته البلاد إحساسًا منه بأن الدماء ستسيل عن قريب، وهو ما لا يقبله عقله الليبرالي، هذه الانتخابات المبكرة يمكن أن تحسم الخلاف بين الثورة والانقلاب.
الانتخابات المبكرة التى لا يخاف منها إلا من يعلم أن الشعب ليس معه، وهو اقتراح قادر على إيقاف سفك الدماء، وتوحيد الجبهة الداخلية؟ وتحسين صورة الجبهة الخارجية، فلا يتغير شيء فى الخارج إن لم يتغير فى الداخل أولا، ورفض الاقتراح يعنى تأييد ما حدث فى 30 يونيو بأنه انقلاب.
وأشار المفكر اليساري إلى أن حرية الرأى ليست جريمة، وما دام الشعب منقسمًا فإن الانتخابات المبكرة هى التى تقرر أى تيار له الأغلبية وقادر على التحالف مع الأقلية فى برنامج اجتماعى سياسى مشترك، التعبير عن حرية الرأى بصراحة أفضل من السعى إلى المناصب البرلمانية أو الرئاسية أو الشهرة الإعلامية.
وشدد «حنفي» على أن الاتهام بالخيانة الوطنية التى تقارب الخيانة العظمى، يأتي من الوصوليين الذين يظنون أنهم بمعارضة اقتراح الانتخابات المبكرة إنما يدافعون عن النظام وعن الرئيس، وكأنه باق إلى الأبد، وكأننا لم نتعلم من الرئيس المخلوع الذى بقي رئيسا بالغش والتزوير ثلاثة عقود من الزمان حتى جرفته الثورة الشعبية فى يناير 2011، ومن يكسب رضا النظام يخسر احترام الشعب، ومن يحاول الاقتراب من الرئيس يبتعد عن الشعب.
وفى النظام من باع الغاز إلى الاحتلال الإسرائيلي بأسعار أقل من السوق بعد دفع العمولات لرجال السياسة باعتباره رجل أعمال، وفى النظام من يشترى الغاز من الاحتلال ويكسر سلاح المقاطعة.
وفى النظام من يدعو باقى الأنظمة العربية لتوسيع قاعدة السلام مع هذا الكيان قبل أن تنسحب من الأراضى المحتلة والاعتراف بحقوق شعب فلسطين.
وما هى نقطة الوصول، قصر الرئاسة أم قلوب الشعب؟
واختتم مقاله قائلًا: الدعوة إلى انتخابات مبكرة ليست جريمة ولا خيانة عظمى أو صغرى، بل هى رأى حر فى لحظة يعز فيها التعبير عن حرية الرأى، وهى ليست بدعة، فكثيرًا ما لجأت إليها الدول حتى تحمى نفسها من الانشقاقات التى قد تنتهى إلى حرب أهلية بين القوى المتصارعة، كما يحدث فى ليبيا واليمن وسوريا والعراق.
ودعا حنفي لإجراء حوار علنى الآن حول «إنقاذ مصر» وطرح جميع الآراء، مشيرًا إلى أن الحوار العلنى أفضل من الحوار الصامت، وحديث النفس أو الحديث السرى بين المهمومين بقضايا الوطن.
أسئلة صعبة.!!
وتبقى دعوة حنفي ومن قبله عبد المنعم أبو الفتوح محاولات لتحريك المياه الراكد، دون حراك فعلي بفعل بندقية العسكر الذي تحولت لحائل دون حوار وطني، مبقية المعركة بخياراتها الصفرية.
فإسقاط الانقلاب أولوية لتحريك أي حوار حقيقي.. ويبقى الحوار بعيد المنال في ظل آلاف الشهداء بلا قصاص، وعشرات الآلاف من المعتقلين ومئات الآلاف من المطاردين، وقبل ذلك الرئيس الشرعي معتقل.
أسئلة وحقوق صعبة التجاهل خلال الحوار.. وتبقى لدعوات الانتخابات الرئاسية المبكرة وجيهة نظريًّا، طالما بقيت الأسئلة السابقة بلا إجابات!!
12 ديسمبر , 2015
في تعبير عن تحولات في المشهد المصري بعد فشل السيسي في تثبيت أركان انقلابه، وبعد دعوة د.عبد المنعم أبو الفتوح في الخروج من أزمات مصر التي تسبب فيها الانقلاب العسكري، وفشل عبد الفتاح السيسي، بالانتخابات الرئيسة المبكرة، جاءت دعوة المفكر اليساري حسن حنفي ليكرر الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، اليوم من خلال مقال بالمصري اليوم.
ودعا المفكر اليساري حسن حنفي إلى ضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، حتى يتم حسم الجدل حول إذا كانت 30 يونيو وما تبعها ثورة أم انقلاب، وحتى يتوقف الدم المصري.
وقال: إن ثورة يناير 2011 قد توحد الكل معها وفيها، وهو أحد أسباب نجاحها، ثم حدث لها ما حدث، تموجات بين عسكريين وإسلاميين حتى بدأ البعض يضج من الإسلاميين، فقامت حركة 30 يونيو من الشعب ثم 3 يوليو من الجيش.
وأضاف: «نشب الخلاف، ما حدث ثورة أم انقلاب؟ ولا توجد إجابة نظرية عن هذا السؤال إنما توجد إجابة عملية،
بداية العنف والمظاهرات ثم الاعتقالات، وسالت الدماء من الطرفين. وظل الأمر كذلك على مدى سنتين دون حل ودون رؤية نهاية الطريق المظلم. وازدادت الشقة بين الحكومة والمعارضة، بين العسكريين والإسلاميين، الخلاف قائما بعد أن تحول إلى صراع دموى لا نهاية له، وتدخل الدول الكبرى فيه، وانهيار اقتصاد البلاد الذى يدور هذا الصراع فيها، ومصادره وأولها السياحة، وطُرحت عدة مبادرات للمصالحة والحوار دون جدوى. واتهم الداعون أيضا بالخيانة والعمالة أو الولاء المتخفى للتيار الإسلامى.
وتابع حنفي: ثم جاءت مبادرة أخيرة بعقد انتخابات مبكرة يحتكم إليها الفريقان المتصارعان لمعرفة ماذا يريد الشعب، وقد كانت المبادرة مطروحة قبل 30 يونيو ولكن تأخر النظام الإسلامى الحاكم فى قبولها بعد أن تبناها نائب رئيس الجمهورية المؤقت، وقبل مغادرته البلاد إحساسًا منه بأن الدماء ستسيل عن قريب، وهو ما لا يقبله عقله الليبرالي، هذه الانتخابات المبكرة يمكن أن تحسم الخلاف بين الثورة والانقلاب.
الانتخابات المبكرة التى لا يخاف منها إلا من يعلم أن الشعب ليس معه، وهو اقتراح قادر على إيقاف سفك الدماء، وتوحيد الجبهة الداخلية؟ وتحسين صورة الجبهة الخارجية، فلا يتغير شيء فى الخارج إن لم يتغير فى الداخل أولا، ورفض الاقتراح يعنى تأييد ما حدث فى 30 يونيو بأنه انقلاب.
وأشار المفكر اليساري إلى أن حرية الرأى ليست جريمة، وما دام الشعب منقسمًا فإن الانتخابات المبكرة هى التى تقرر أى تيار له الأغلبية وقادر على التحالف مع الأقلية فى برنامج اجتماعى سياسى مشترك، التعبير عن حرية الرأى بصراحة أفضل من السعى إلى المناصب البرلمانية أو الرئاسية أو الشهرة الإعلامية.
وشدد «حنفي» على أن الاتهام بالخيانة الوطنية التى تقارب الخيانة العظمى، يأتي من الوصوليين الذين يظنون أنهم بمعارضة اقتراح الانتخابات المبكرة إنما يدافعون عن النظام وعن الرئيس، وكأنه باق إلى الأبد، وكأننا لم نتعلم من الرئيس المخلوع الذى بقي رئيسا بالغش والتزوير ثلاثة عقود من الزمان حتى جرفته الثورة الشعبية فى يناير 2011، ومن يكسب رضا النظام يخسر احترام الشعب، ومن يحاول الاقتراب من الرئيس يبتعد عن الشعب.
وفى النظام من باع الغاز إلى الاحتلال الإسرائيلي بأسعار أقل من السوق بعد دفع العمولات لرجال السياسة باعتباره رجل أعمال، وفى النظام من يشترى الغاز من الاحتلال ويكسر سلاح المقاطعة.
وفى النظام من يدعو باقى الأنظمة العربية لتوسيع قاعدة السلام مع هذا الكيان قبل أن تنسحب من الأراضى المحتلة والاعتراف بحقوق شعب فلسطين.
وما هى نقطة الوصول، قصر الرئاسة أم قلوب الشعب؟
واختتم مقاله قائلًا: الدعوة إلى انتخابات مبكرة ليست جريمة ولا خيانة عظمى أو صغرى، بل هى رأى حر فى لحظة يعز فيها التعبير عن حرية الرأى، وهى ليست بدعة، فكثيرًا ما لجأت إليها الدول حتى تحمى نفسها من الانشقاقات التى قد تنتهى إلى حرب أهلية بين القوى المتصارعة، كما يحدث فى ليبيا واليمن وسوريا والعراق.
ودعا حنفي لإجراء حوار علنى الآن حول «إنقاذ مصر» وطرح جميع الآراء، مشيرًا إلى أن الحوار العلنى أفضل من الحوار الصامت، وحديث النفس أو الحديث السرى بين المهمومين بقضايا الوطن.
أسئلة صعبة.!!
وتبقى دعوة حنفي ومن قبله عبد المنعم أبو الفتوح محاولات لتحريك المياه الراكد، دون حراك فعلي بفعل بندقية العسكر الذي تحولت لحائل دون حوار وطني، مبقية المعركة بخياراتها الصفرية.
فإسقاط الانقلاب أولوية لتحريك أي حوار حقيقي.. ويبقى الحوار بعيد المنال في ظل آلاف الشهداء بلا قصاص، وعشرات الآلاف من المعتقلين ومئات الآلاف من المطاردين، وقبل ذلك الرئيس الشرعي معتقل.
أسئلة وحقوق صعبة التجاهل خلال الحوار.. وتبقى لدعوات الانتخابات الرئاسية المبكرة وجيهة نظريًّا، طالما بقيت الأسئلة السابقة بلا إجابات!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق