وائل قنديل: فوبيا يناير تكشف نفاق الانقلابيين لهذا السبب
الكاتب الصحفي وائل قنديل
01/12/2015
قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن ثورة يناير في وعي قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وإعلامه "هي النكسة"، وفي عقلهم الباطن هي" 25 زفت"، وفي خطابهم المعتمد رسميًّا، وغير المعلن، هي "المؤامرة" التي أطاحت دولة فسادهم، وفساد دولتهم.
وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء- أن الانقلابيين إذا استشعروا أن الأمور استتبت لهم، واستقرّ لهم الملك، لا يتورعون لحظةً عن دعوة جمهورهم إلى ولائم الانتقام والكراهية والتشفي من مؤيدي ثورة يناير، فيختفي حديث الثورتين، وتصبح هناك، من منظورهم بالطبع، ثورة واحدة، اسمها الثلاثون من يونيو، والأخرى وكسة أو نكسة أو جريمة أو مؤامرة، وإنْ جاءت لحظةٌ بدا فيها أن الثورة المجهضة تستجمع شتاتها، وتحاول أن تستعيد كيمياءها، بمواجهة السلطة الحالية، تسارع أجهزة النظام، وخصوصًا الإعلامية، إلى الاشتغال على النص البديل: "يونيو ويناير توأمان"، أو أن يونيو هو المكمل ليناير، لتسمع ثرثرة كاذبة عن نبوغ الجنرال حامي الثورتين.
وأوضح أن هناك فوبيا خطيرة عند السيسي ومؤيديه من ذكرى يناير القادمة، خوفًا من سقوط النظام الانقلابي، موضحًا أن ذلك يتيبين جليا من خلال تصريحاتهم يوميا.
وتابع قنديل: "جاء رد فعل النظام على التلويح بورقة الاصطفاف بين من تبقى من سكان "يوتوبيا يناير" سريعًا، إذ أعلن "بيت السيسي"، حالة الاستنفار، فنشرت صحفها ما أسمتها "خطة احتواء شباب يناير".
وفي التفاصيل أن "اتصالات جرت بين مؤسسة الرئاسة ومجموعة من شباب 25 يناير، لعقد لقاء بين السيسي وممثلي الائتلافات والحركات الاحتجاجية التى تشكلت عقب ثورة 25 يناير" وفي اليوم نفسه، احتفلت صحف ومواقع "منظمة بيت السيسي" بنبأ الحكم على الضابط قاتل شيماء الصباغ، شهيدة اليسار، بالسجن 15 عامًا، في الوقت الذي يشدّد فيه النظام قبضته، ويواصل التنكيل بناشطين سياسيين وإعلاميين في زنازينه، فيتم تجديد حبس إسراء الطويل، والصحافي والباحث المعروف هشام جعفر، ويضاف إلى قائمة المعتقلين الصحافي إسماعيل الإسكندراني، الذي تم اقتناصه من مطار الغردقة، لدى عودته الطارئة لمعاودة والدته المريضة.
وتساءل قنديل: "فيما يخص العلاقة مع نظامٍ حوّل الدولة كلها إلى كمين أمني متحرك، يقتل ويعتقل ويبتز ويسمح بالحياة مقابل رشىً لا تعرف الأقنعة: هل يصلح مع كل هذا القبح أن يصبح منتهى الحلم، وذروة المطالب تخفيف القبضة الأمنية، وإيجاد هامش للحريات، بإسقاط قانون التظاهر، أو العفو عن مجموعة من المعتقلين المشهورين، مثلا، أم أن التخلص من كل هذا الظلم وكل هذه البشاعة بات واجب الوقت، قبل أن تدخل البلاد إلى جحيم، يوشك أن ينقض؟ ".
واستدرك: "السؤال بصيغة أخرى: هل بات مجديًا الحديث عن ترقيعات للنظام، تجسدها دعوات إلى انتخابات مبكرة، أو ترحيب وإشادة بتعيين شخصياتٍ يشهد لها معارضون بالكفاءة، منذ كانت تخدم في حكومة حسني مبارك، في جهاز مشروعات السيسي الوهمية، كما هو حاصل مع تعيين الوزير أحمد درويش، في مشروع محور قناة السويس؟ حسنًا، ماذا لو اختار السيسي أكثر من "أحمد درويش" في حكومته، وعينهم نوابًا في برلمانه، وألغى لكم قانون التظاهر، وأفرج عن أصدقائكم، في الشلة والحزب والتيار، هل سيصير السيسي حلواً والنظام محترما؟
هل تعارض لتحقيق منافع مصالح، وتحسن شروط الحياة في ظل سلطة فاشية، أم تقاوم للانتصار لمبادئ وقيم، وأهداف نبيلة، تنحاز للحق، بما هو حق، بلا تلوين أو أصباغ، وتدافع عن الإنسان بما هو إنسان، بلا تعصب للشلة والجماعة والعشيرة؟".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق