فورين بوليسي: السيسي ديكتاتور يواجه الفشل ومصيره نفس نهاية المخلوع
25/05/2015
كشفت مجلة "فورين بوليسي" فى مقال لثاناسيس كامبانيس، إن أحكام
الإعدام التي صدرت في مصر نهاية الأسبوع، والتي ووجهت من الحكومات الغربية
بالصمت، تشير إلى أن عبد الفتاح السيسي وصل إلى ائتلاف حكم يدفعه من
المرحلة الانتقالية إلى مرحلة تكريس السلطة على المدى الطويل. وبحسب "عربي21"، فإنه في خضم الأحكام بالإعدام، التي طالت مئات المعتقلين من أكاديميين وأعضاء في الإخوان المسلمين ورافضى الانقلاب، وحتى الرئيس الوحيد المنتخب، محمد مرسي، فإن هناك أدلة تشير إلى أن عبد الفتاح السيسي استطاع صياغة معادلة يقوم من خلالها بحكم مصر، وقد يكون محكوما على هذه المعادلة بالفشل على المدى الطويل، ولكن المدى الطويل قد يطول فعلا.
وتشير المجلة إلى أن الأحداث الأخيرة تعكس قلق السيسي، مثل منع نوادي الألتراس، والحكم غيابيا على أستاذ العلوم السياسي عماد شاهين في المنفى، حيث علق الأستاذ على الحكم قائلا: إن هذه الأحكام تشكل محور جهود السيسي "لإعادة بناء الدولة الأمنية وتخويف المعارضين كلهم".
ويعتقد كامبانيس أن سياسة السيسي القلقة هي نتاج رؤية من الأجهزة الأمنية، التي توحدت للقيام بحملة ضد المعارضة السياسية كلها، وتعاونت في ذلك الشرطة العسكرية والمخابرات والمحاكم لتنفيذ رؤية الحكومة السياسية، وهو إنجاز بيروقراطي كبير، ولكنه لا يخدم الإصلاحات الديمقراطية.
وتستدرك المجلة بأن أسلوب حكم الديكتاتور الجديد سيكون ساما لمصر على المدى الطويل، فضمان تعاون البيروقراطيات المقسمة ليس شبيها بالسيطرة عليها؛ لافتة إلى أن السيسي وجد المحاكم إلى جانبه في تناغم ولكن على حساب سمعتها، حيث ظهر أن المحاكم حرضت على الحكم العسكري بحلها البرلمان المنتخب شرعيا بحجج واهية، ومنع المرشحين الرئاسيين ذوي الشعبية، وصادقت على قوانين تخدم العسكر.
ويرى الكاتب أن الاستقرار على المدى المتوسط لنظام السيسي سيقود إلى المزيد من المشكلات على المدى الأبعد. وسياسة السيسي القمعية لن تعالج مشكلات البلد الكبيرة، وستقود مصر إلى أوضاع أسوأ من تلك التي دفعت بالشعب للثورة ضد مبارك في شهر يناير 2011.
وتوضح المجلة أن الإبقاء على السلطة يتطلب لعب السياسة حتى من الحاكم الديكتاتوري لإرضاء المؤسسات الرئيسة التي تدعمه. وتحت حكم الديكتاتور السابق حسني مبارك كان على الجيش أن يتنافس مع الشرطة والمخابرات ودائرة التجار الكبار حول العائلة الحاكمة؛ للحصول على امتيازاتها. واليوم يملك الجيش سلطة غير محدودة، وغالبا ما تؤدي إلى مزيد من الفساد، وعدم المساءلة، والفشل في القيام بالأساسيات التي تتطلبها الدولة، وهذا الفشل بدوره سينعكس سلبا على "الحرب على الإرهاب"، التي يبني السيسي شرعيته عليها. وتابع التقرير أن السيسي يواجه خطرين ليسا من صنعه تماما، وهما صعوبة المحافظة على موازنة وطنية معقولة، حيث الدعم مكلف جدا وصعب إلغاؤه، وتزايد البطالة وشح مياه الزراعة.
وتختم "فورين بوليسي" تقريرها بالإشارة إلى أن النظام الجديد غير قادر على التعامل مع تلك التحديات، ولكن التاريخ يقول إن سوء الإدارة قد يستمر طويلا، فأخطر ما يواجه مصر هو أن يستمر السيسي في تخبطه، ومع أن هناك تصدعات في نظامه، إلا أنه يحتاج فقط ما يكفي من السلطة محليا، وغض الطرف دوليا عن الغضب الشعبي المصري، المطالب بالحقوق والإصلاح الاقتصادي للبقاء في الحكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق