د. عز الدين الكومي : أدر لهم خدك الأيسر
كنا نقرأ أن من تعاليم الكنيسة والإنجيل
التي تحض على المحبة والسلام وعدم الاعتداء والظلم أنه (إذا ضربك أحد على
خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر) هذا الذي كانت تروجه الكنيسة تدليلاً على
سماحة النصرانية والمحبة والسلام.
لكن اليوم في مصر وفي ظل الانقلاب العسكري
ومن قبله حكم العسكر طوال عقود أصبحت الكنيسة المصرية دولة داخل الدولة
والكل يطلب ودَّها ويتغزل في محبتها وتعاليمها خاصةً من عاهرات الفن والعري
والسقوط وبلاعات الإنتاج الحيواني ومشايخ السوء، وكان آخر المحبة والسلام
هو قضية هروب الرهبان من دير وادي الريان، والذي أثبت بما لا يدع مجالاً
للشك سطوة الكنيسة وضعف سلطات الدولة أما جبروتها وأنها تتصرف على أساس
أنها دولة داخل الدولة وأنه حققت من المكاسب التي لم تكن تحلم بها يومًا من
الأيام !!.
واتضح فيما بعد أن فيلم هروب رهبان وادي
الريان كان بقصد الطرمخة على ضلوع الكنيسة في عمليات التنقيب عن الآثار
وسرقتها وبيعها وكل ذلك تحت وسمع وبصر الأجهزة الأمنية التي تفرغت فقط لقتل
معارضي الانقلاب داخل وخارج السجون.
ومما لا شك فيه أن حادثة كنيسة منشية ناصر
أيضًا بعثت بعدة رسائل إلى داخلية الانقلاب وبلطجيتها من ضباط الشرطة
مفادها ممنوع الاقتراب أو الاستعراض وقد كانت مشاجرة وقعت في منشية ناصر في
منطقة (الزرايب) بين عائلتين في المنطقة وتم إبلاغ الشرطة بالواقعة
وغالبًا لا تأتي الشرطة إلا عقب فض المشاجرة بين الأطراف لكن لا بد لبلطجية
داخلية الانقلاب أن يأتوا لإحداث نوع من استعراض القوة والفتونة؛ حيث
يترجل الضابط من مركبته وعلى الفور يأخذ في إطلاق دفعات من الرصاص في
الهواء مع توجيه سيل ووابل من السباب والشتائم لأهل المنطقة؛ باعتبار أنه
السيد الذي جاء لتأديب العبيد وبينما الضابط البلطجي في غروره ونشوته
بإطلاق الرصاص في الهواء وشتم المارة أصاب _كريستينا – بالخطا حيث كانت تقف
في شرفة منزلها وتوفيت مباشرة قبل أن تصل المستشفى وظن البلطجي أن هذه
الحادثة ستمر مرور الكرام ولكن لم يفطن أنها كريستينا حيث قام الأقباط
باحتجاز معاون مباحث منشية ناصر –محمد المجلي - واقتادوه إلى الكنيسة
وقاموا بسحله وضربة وتمزيق ثيابه.
تخيل لو كانت المصابة زينب بدلا من كريستينا
ماذا كان سيحدث بالطبع محاصرة المسجد واقتحامه وإشعال النار فيه ورمي
المصاحف على الأرض واعتقال إمام المسجد وعشرات المصلين وبالليل ستجد بلاعات
الإعلام من الخونة وكلاب العسكر وشيوخ الفتنة يولولون وينبحون كالكلاب
الضالة على الإرهاب والكباب والمطالبة بتجديد الخطاب الديني.. لا تعجب إنها
دولة تواضروس وساويرس وكريستينا.
لكن الذي حدث أن قيادات مديرية أمن القاهرة
انتقلت إلى المنطقة للتفاوض مع الأقباط وبشكل ودي؛ حيث نجحوا - انظر للنجاح
– في تحرير الضابط العرة الذي تم سحله وضربه في الكنيسة وتم تحرير محضر
بالواقعة وإحالة الضابط إلي النيابة للتحقيق وتحديد المتسبب في مقتل
كريستينا، وأتوقع خلال الأيام القادمة ستصدر وزارة البلطجة اعتذارًا من أجل
المحبة والسلام وهي التي تقوم بتصفيات جسدية لكل من يعارض النظام
الانقلابي وتعذيب المعتقلين وقتلهم أو ترك العلاج عنهم وكله قتل عمد مع سبق
الإصرار من داخلية الانقلاب.
اعلموا يا سادة أن الكنيسة في مصر مثل الجيش
دولة داخل الدولة لها اقتصادها ومشروعاتها وممتلكاتها وأراضيها التي
استولت عليها الأديرة وما قدم لها من عربون المشاركة في الانقلاب العسكري
والسكوت عن مذبحة ماسبيرو فلا رقابة عليها وعلى ميزانيتها وعلى مصادر
تمويلها وعلى مساحات الأراضي الشاسعة التي تعادل مساحات دول التي استولت
عليها الكنيسة يحدث كل هذا في ظل انقلاب العسكر وبمساعدة المتصهين ساويرس
والتواطؤ مع تواضروس وتغطية الإعلام المضلل وصمت المسئولين ومباركة قائد
النظام الانقلابي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق