السبت، 30 مايو 2015

الدياثة السياسية والإعلامية بقلم: د. عز الدين الكومي



الدياثة السياسية والإعلامية
 
بقلم: د. عز الدين الكومي
 
لقد كان أهل الجاهلية الأولى رغم جاهليتهم كانوا يمقتون الزنا ويرونه عارا وجاء الإسلام ليؤكد على ذلك وجاء ليتمم مكارم الأخلاق ويضبطها بضوابط الشريعة، فالرجل الجاهلي كانت تحمله الغيرة على وأد ابنته وهي حيّة فجاء الإسلام وأقرّ الغيرة وحرم وأد البنات، أما ما نراه اليوم من الدياثة والخنوع في فضائيات العار والتي تروج للفواحش والعمل على إشاعتها من خلال نماذج شيطانية كالدغيدي وغيرها.
 
والرسول صلى الله عليه وسلم عرف لنا من هو الديوث وأنه هو من يقبل الخبث في أهله، ومع ذلك يخرج علينا الانقلابي تامر أمين في إحدى بلاعات الإنتاج الإعلامي ليحدثنا عن شقة يديرها زوج وزوجته لتبادل الأزواج في مدينة نصر، والحقيقة على أنه ليست هذه هي الدياثة فقط؛ فهناك أنواع أخري من الدياثة وهي الدياثة السياسية والإعلامية التي يمارسها أنصار الانقلاب وأذرعه الإعلامية، فمثلا عندما يعلن شيخ الأزهر أنه سيلتقي ماري لوبان رئيسة حزب الجبهة الوطنية النائبة الفرنسية المتطرفة، ومن قبل قابل رئيسة أفريقيا الوسطي وفي نفس الوقت يمارس الرذائل السياسية بشتى صنوفها من حضوره المشهد الانقلابي وصمته عن جرائم الانقلاب، هي جريمة شرعية تسقط شرعيته وتهدر مكانته وتجعله شريكا للقتلة وسفاكين الدماء في كل ما اقترفته أيديهم. 
 
 ومن ذلك أيضا ما أعلنه الانقلابي نادر بكار أنه لا مانع من وجود حزب شيعي أو حزب للملحدين في مصر، وقال :"نقبل بأي حزب تطابق شروطه نصوص الدستور لا يملك أحد حق حظره أما الأحزاب التي تكون من البداية مناقضة للدستور يكون طرح وجودها نوعا من تضييع الوقت.
 ومن ذلك أيضا مطالبة وزير أوقاف الانقلاب محمد مختار جمعة بإدراج ”الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” ضمن الكيانات الإرهابية، ومعاملة أعضائه معاملة أعضاء الجماعات الإرهابية، نكاية في البيان الذي أصدره العشرات من علماء الأمة الإجلاء لرفض أحكام الإعدام بمصر بحق الرئيس مرسي ومؤيديه.
وهاجم الوزير الانقلابي في بيان له الموقعين علي بيان التضامن مع الرئيس مرسي، موجهاً لهم السباب وملقيا عليهم تهم الخيانة.
 
وما تقوم به وتروج له الأذرع الإعلامية للنظام الانقلابي لتبرير الفشل الانقلابي ومحاولة تسويقه لدي المصريين عبر كائنات فضائية كما طالب الانقلابي عمرو أديب والانقلابي تامر أمين المصريين المشككين في النجاحات الباهرة للنظام الانقلابي إلى الهجرة خارج مصر، وكذلك الانقلابية أماني الخياط تستضيف أحد الخبراء الأمنيين السابقين ليحذّر المصريين من مجرد التململ أو الاعتراض والشكوى من سوء الأوضاع ليذكرهم بنعمة الله عليهم بأن أرسل لهم أحد القادة الملهمين، ليقودوا سفينة الوطن إلى بر الأمان.
 
وإمعاناً في تخويف المصريين وبث الرعب في النفوس بشّر الضيف المصريين بحياة اللاجئين والعيش في خيام الإيواء واغتصاب النسا، والجوع والقتل بديلاً لبقاء النظام الانقلابي جاثما على صدور المصريين.
في الوقت الذي تنتهك فيه الأعراض ويقتل فيه الشباب بالفعل ويعذب في أقسام الشرطة بشهادة الصحف الانقلابية فما الذي سيتغير في المشهد.
وبالتأكيد هذه التصريحات تأتي استجابة لتعليمات مدير مكتب قائد الانقلاب عباس ترامادول والذي بعث برسائل للأذرع الإعلامية مفادها أنا يا الفوضى وإنكم هتناموا في خيام علي الحدود وحريمكم هتغتصب. ومن ذلك أيضا ما تروج له الانقلابية أماني الخياط من أن حملة أنت الرئيس فخ من الإخوان وبيعلقوا اللافتات في الشارع لتأييد الحملة تأييدا وابتهاجا بقدوم الفاتح أحمد شفيق.
 
ولعل ما قاله الانقلابي تامر أمين أن بعض رجال الأعمال والمالكين لقنوات فضائية دعموا النظام الانقلابي لحماية مصالحهم لكنهم اكتشفوا أن ذلك لن يحدث فبدأوا بالهجوم وأن هؤلاء يسعون لعودة مصر لما كانت عليه في السابق لضمان مصالحهم ثم يقول إنه سعيد بتظاهر الإعلاميين ضد قائد الانقلاب لأنه كشف من يتظاهر أنه مع الثورة وفي الواقع هو مع مصلحته يظهر بجلاء عمل هذه الأذرع لتحسين وجه النظام الانقلابي.
والحقيقة أنهم كلهم عملاء لنظام المخلوع وكم طبلوا وهللوا للتوريث كما هللوا لثورة يناير والآن رأوا أن مصالحهم تدور مع النظام الانقلابي فتروجون له الأكاذيب والأساطير للتغطية علي فشله وإخفاقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق