الثلاثاء، 26 مايو 2015

هل السلمية أقوي من الرصاص؟

هل السلمية أقوي من الرصاص؟

بقلم: المعلم المصري
هل السلمية أقوي من الرصاص؟
أثير جدل كبير في الفترة الأخيرة حول السلمية واللاسلمية في الصراع بين الثورة والثورة المضادة ممثلة في المجلس العسكري وأذرعه من شبكات الخيانة والفساد
إن حياة الفرد عبارة عن مجموعة من القرارات اتخذها ويتحمل مسئولية أثرها الايجابي أو السلبي العائد عليه نتيجة لها  
وتاريخ وحاضر ومستقبل  الشعوب والأمم والجماعات والثورات عبارة عن قرارات اتخذتها قيادتها وكلما كان القرار معبر عن أفراد المجتمع يحدث التبني الفعال له ويتحمل مسئوليته الجميع .
وعندما تحدث فجوة بين قيادة الثورة والثوار علي الأرض وضعف التواصل الفعال تحدث مشكلات وإن لم يتم التعامل لردم هذه الفجوة سريعاً بكفاءة تامة تتحول المشكلات لأزمات ثم كوارث تهدد كيان الثورة والثوار ويحسم الأمر لصالح شبكات الخيانة والعمالة والفساد .
وأعتقد أن اللغط حول أن السلمية ونبذ العنف سبيلنا كثابت من ثوابت جماعة الإخوان المسلمين أم أن الأمر يتغير طبقاً للواقع علي الأرض وأن الثورات تحسم في النهاية للثوار بالقوة في جميع المجالات .
فقد حدث هذا لأسباب منها البطئ في التواصل بين القيادات التي تدير المشهد الثوري وقيادات الحراك علي الأرض والثوار عموماً وغياب المعلومات واستعجال انتصار الثورة بدون امتلاك أدوات قوة الحسم وتعامل النظام العسكري مع الثوار الأحرار بمعادلة صفرية مع ظهور بعض جنرالات المقاهي والكنبة وكثرة التحديات للثورة و ........ إلخ

فك الاشتباك
مفهوم السلمية : هو التعبير عن الرأي بكل الوسائل الممكنة مع عدم المبادرة بالاعتداء علي الأشخاص أو المؤسسات أو الممتلكات العامة والخاصة .
أما رد الاعتداء والقصاص لدماء الشهداء ولانتهاك الاعراض والدفاع عن النفس وردع من يعتقل ويعذب الثوار وهدم جدار الخوف الذي بناه النظام العسكري المجرم بقتل وقمع واعتقال الثوار و ........ إلخ فكل هذا حق وواجب كفلته الشريعة الإسلامية والأعراف والدساتير الدولية ولا يندرج تحت مسمي سلمية أو عنف .
أتقن التفكير داخل الصندوق أولا :
عندما نفكر لحل مشكلة أو التعامل مع أزمة يتبادر إلي الذهن وخاصة للخبراء التفكير خارج الصندوق وأتسائل هل أتقنا التفكير داخل الصندوق أولا ؟
هل استنفذنا كل الوسائل التي تربك النظام العسكري وتنهكة وتفشله ؟ قطعا لا
من فوائد السلمية لمدة عامين علي الثورة المصرية :
فشل الانقلاب التسويق بأن الثورة المصرية مسلحة فخسر التعاطف الداخلي والخارجي ، وتم تكوين حاضنة شعبية للثورة من الشعب المصري وإن كان مازال سلبيا ، والحفاظ علي مؤسسة الجيش وليس قادته لآخر لحظة ، وفضح الإعلاميين والقضاة بأنهم دمي في يد العسكر ، وحماية المجتمع من حرب أهلية مدمرة لسفينة الوطن التي نحن جزء من ركابها ، وعدم وجود أي مبرر للأنقلاب أمام الشعبللفشل والإنهيار في كل المجالات - إقتصادي وأمني وخدمي وتعليمي وتنموي و.......إلخ ، والمجتمع غير المساند للإنقلاب يتفهم الأن لجوء الثوار للقصاص لدماء الشهداء ورد الإعتداء والدفاع عن النفس ،
وأيضاً لجوء الثورة والثوار للقصاص من البداية ورد الإعتداء قبل فضح أذرع الإنقلاب في الإعلام والقضاء والشرطة والبلطجية ورجال الأعمال خطر كبير علي الثورة ، وخروج كل مؤسسات وأفراد الثورة المضادة من جحورها وتصدرها للمشهد من جديد فقد أصبحت معروفة للجميع ، وفشل الانقلاب الترويج للعالم بأنه قام بثورة شعبية علي الإرادة الشعبية ممثلة في الرئيس مرسي ، وظهور معادن الشعب المصري والفرز الدقيق بين مؤيدي الثورة ومؤيدي الثورة المضادة ، وفضح شبكات الخيانة والعمالة والفساد في جميع مؤسسات الدولة ، ورفض أعداد كبيرة من الجيش تدخله السافر في السياسة وقتله للشعب المصري وإن كانوا مازالوا سلبيين ويتحملون مسئولية إراقة دماء المصريين ، وفشل الإنقلاب بالترويج بأن الثوار وفي القلب منهم الإخوان المسلمين جماعات إرهابية ، وفقدان معسكر الإنقلاب لمعظم المغرر بهم والمغيب وعيهم وأصبحت حاضنته الشعبية هي شبكات الخيانة والفساد والمصالح .
رسائل إلي الثوار :
أيها الثوار الأحرار استعينوا بالله وحده واطلبوا من الله المدد والعون بالدعاء والتضرع وثقوا في أنفسكم فأنتم أقوياء بما تحملون من حق فالله معلم ولن يتركم أعمالكم .
وإعلموا أن مصدر قوتكم هو  ثباتكم علي الحق واستخفافكم بالباطل .
خذوا بالأسباب وخططوا جيداً وفق ومعلومات صحيحة وادرسوا السناريوهات المتوقعة المبنية علي واقع وتعاملوا معها بما يكسر الانقلاب وعودة الشرعية والقصاص لدماء الشهداء وتحقيق كل أهداف ثورة 25 يناير .
أيها الثوار لا تنخدعوا بأقوال من ساهموا في الإنقلاب علي ثورة يناير قبل أن ينقلبوا علي الإرادة الشعبية متمثلة في أول رئيس مدني منتخب حتي وإن كانوا شباب ثورة الحناجر والفضائيات فهؤلاء حرضوا علي القتل وشكلوا غطاء سياسي للإنقلاب وللقمع والقهر وإراقة دماء المصريين .
أيها الثوار أبدعوا وابتكروا مسارات جديد للحراك الثوري تحقق : ( إرباك الإنقلاب وإنهاكه - إعادة وعي المجتمع المغيب - إحداث توازن في الرعب وافضحوا شبكات الخيانة والعمالة والفساد في مؤسسات الدولة ، واعملوا علي زيادة الغضب الشعبي ضد الانقلاب وأوجدوا للمجتمع دور فعال لكسره .
أيها الثوار طوروا الخطاب الثوري لاستيعاب الشباب غير المسيس والذي يمثل 90 % من الشباب المصري في الحراك الثوري لكسر الإنقلاب فالشباب مصدر القوة وعماد المستقبل .
أيها الثوار الأحرار اهدموا جدار الخوف الذي بناه العسكر بقتلكم واعتقالكم وقمعكم وحينئذ ستجدون أمواج هادرة من الشعب المصري فتجرف الإنقلاب وأتباعه فتقتلعه من جذوره ولكن تنتظر تهيئة الأجواء الثورية منكم .
أيها الثوار انتشروا في المجتمع وبثوا الأمل وارفعوا الوعي وأوجدوا أدوار له ولوبسيطة فأنتم قيادة له ولا تنوبون عنه في انتزاعحريته وكرامته .
الانقلاب يوهم الجميع بأنه قوي ومتماسك ومدجج بالسلاح فهو من الداخل يحمل عوامل إنهياره وسينهار أسرع مما يتخيل الجميع .
في الختام نعم السلمية أقوي من الرصاص ومن ثوابتنا أن السلمية ونبذ العنف
سبيلنا مع تمسكنا بحقنا وواجبنا الشرعي في الدفاع عن النفس ورد الإعتداء والقصاص لدماء الشهداء ولانتهاك الأعراض .
 ( فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق