الجمعة، 1 مايو 2015

"فريدم هاوس": حرية الإعلام في مصر الأسوأ منذ 11 عاما

"فريدم هاوس": حرية الإعلام في مصر الأسوأ منذ 11 عاما


01/05/2015
قال التقرير السنوي للحريات الصحفية الذي تصدره منظمة "فريدوم هاوس" الأمريكية غير الحكومية: إن حرية الإعلام العالمي في عام 2014 "لا تزال في أدنى مستوياتها منذ 1999"، مشيرة إلى أنها الأسوأ منذ 11 عاما في مصر.
التقرير الذي صدر أمس الأربعاء، ذكر أنه "من بين 199 دولة، وإقليمًا، تم دراسة حالتهم، خلال عام 2014، فإن 63 دولة فقط قد طابقت مقاييس الحرية الصحفية أي ما يعادل 32%، بينما سجلت 71 دولة ضمن مجموعة الصحافة ذات الحرية الجزئية بنسبة 36% من مجموع الدول التي تم مسحها، بينما بلغ عدد الدول التي لم تتمتع بحرية الصحافة 65 دولة، أي بنسبة 32%".
وقال التقرير إن مصر سجلت درجة 73 (من أصل مئة نقطة) و"هو الأسوأ خلال 11 عاماً، محرزة ليس تراجعاً في المكاسب التي حققتها بعد إسقاط الديكتاتور الطويل الأمد حسني مبارك فحسب بل انحدار باتجاه السنوات الأكثر قمعاً من نظام مبارك، وذلك بسبب إلقاء القبض على الصحفيين، وعدد من الدعاوى القانونية المعيبة بشكل كبير والتي تمخض عنها عقوبات قاسية لصحفيين وعاملين في وسائل الاعلام، فيما أدت الأجواء العدائية إلى زيادة للرقابة الذاتية وتدهور في تنوع وسائل الاعلام مع تحول العديد من وسائل الاعلام إلى أنصار متحمسين للنظام".
وأشار التقرير إلى أن "درجة ليبيا استمرت بالتدهور بسبب تأثير الحرب الأهلية على الأجواء الإعلامية في مرحلة ما بعد (معمر) القذافي"، و"تراجع ليبيا من 62 إلى 73" كان بسبب التدهور المستمر للوضع الأمني والذي حرم الصحفيين من الوصول إلى العديد من المناطق، وكان موظفي وسائل الاعلام معرضين للهجمات والخطف والاغتيال كما أنهم واجهوا أحكامًا بسبب التشهير وغيره من الجرائم الجنائية، فيما اضطرت وسائل الإعلام تحت الضغط الحاد إلى الرضوخ لوجهات نظر الميليشيات المسيطرة في منطقتهم، بينما فاقمت الحرب الأهلية من الاستقطاب السياسي".
وذكر التقرير أن "الصراع الدائر في سوريا قد فاقم الظروف داخل البلاد واسهم بشكل غير مباشر في تدهورها داخل العراق بما في ذلك صعود الدولة الإسلامية (داعش)".
ونوه إلى أن "لبنان بلغ أقل درجة لها منذ خمس سنوات بحصولها على 55 بسبب قضايا التشهير ضد الصحفيين في عام 2014، جراء عقوبات مثل الحبس والغرامات الباهظة ومواجهة العديد من المطبوعات لدعاوى قانونية متعددة من نفس الطرف المشتكي، إضافة لذلك، فإن الأحكام الصادرة عن محكمة مطبوعات لبنان خلال العام أشارت لوجود تحيز ضد وسائل الإعلام ودوافع سياسية خلف العديد من القضايا". إلا أن فريدوم هاوس استثنت من الشرق الأوسط الاحتلال الإسرائيلي، واصفة الأخيرة بأنها "البيئة الإعلامية الحرة الوحيدة في المنطقة"، مشيرة إلى "انخفاض مستوى الضفة الغربية وقطاع غزة بدرجتين لتصبح 84 كنتيجة للحرب في غزة"، وليس ذلك بسب مقتل وجرح عدد من موظفي وسائل الإعلام خلال الصراع بين إسرائيل ومسلحي حماس، ولكن "لأن كلاً من إسرائيل والسلطات الفلسطينية قيدت حركة الصحفيين في غزة والضفة الغربية".
ومن الاحتلال إلى الخليج حيث ذكر التقرير بقيام قطر بـ"تمرير قانون لجرائم الإنترنت يحتوي على عقوبات شاقة على الأخبار الكاذبة، والتشهير، على الرغم من أنه لا يزال هنالك آمال في سياسة تتعلق بالبيانات المفتوحة يمكن بها تحسين الشفافية".
كما ألمح إلى أن "وسائل الاعلام في البحرين لاتزال تعاني من المراقبة الذاتية والاضطهاد بينما مازال المواطنون الصحفيون الذين يتجرأون على الكتابة عن المظاهرات المستمرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يواجهون انتقام الحكومة".
أما الإمارات فقالت عنها المنظمة إنها "واحدة من البيئات الإعلامية الأكثر قمعا في المنطقة، ما يتنافى مع صورتها كواحدة من الواحات العالمية بين الأنظمة الاستبدادية المحافظة"، فيما وصفت السعودية على أنها "نظام أوتوقراطي عزز من القيود الموجودة على وسائل الإعلام بتمرير تشريعات قاسية لمكافحة الإرهاب وزادت الاعتقالات ضد الناقدين".
وفقا للتقرير فان الجزائر "تراجعت من حرية جزئية إلى غير حرة بسبب قيود على وسائل الاعلام تم فرضها خلال الانتخابات الرئاسية في عام 2014، حيث وضع قانون أصدر في يناير تحديداتٍ على القنوات التلفزيونية ذات الملكية الخاصة، وسحبت المؤسسات الحكومية إعلاناتها من وسائل الإعلام التي غطت أحزاب المعارضة، فيما رفضت طلبات سمات الدخول (فيزا) للصحفيين الأجانب وتم تقييد سمات دخولهم أو واجهوا عراقيل في التحرك على الأرض".
وعزت المنظمة تراجع الحريات الإعلامية في العراق إلى "ازدياد الرقابة على تغطية داعش والقوات الأمنية العراقية بما في ذلك انقطاعات الإنترنت في صيف 2014 كما أن الأجواء الأمنية المحفوفة بالمخاطر جعلت التحدث عن أجزاء واسعة من البلاد أكثر صعوبة وخطورة".
وأفاد التقرير بأن تونس هي الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط، التي شهدت تقدمًا بين دول العالم العربي، وأن الاحتلال هو البلد الوحيد الذي تمتعت فيه الصحافة بحريتها. وقال إن تونس هي "البلد الوحيد التي استمرت في التقدم باتجاه تحقيق بشائر الربيع العربي (اندلع في 2011)، محرزة موقعًا أفضل من أي بلدٍ عربي خلال عقد، رغم بقائها في خانة الحرية الجزئية، وعلى العكس حافظ كل من مصر وليبيا، وهما بلدان آخران شهدا تطورات كبيرة، على نمط من التراجع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق