السبت، 28 مارس 2015

لماذا يخشون صلاح الدين؟ بقلم: محمد سيف الدولة

لماذا يخشون صلاح الدين؟

بقلم: محمد سيف الدولة
 لماذا يخشون صلاح الدين؟
فى شهر مارس من عام 2015، وفى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء ابراهيم محلب ووزير التربية والتعليم محب الرافعى، تم الغاء درس "صلاح الدين الايوبى" من منهج اللغة العربية للصف الخامس الابتدائى، فى اطار تغييرات أخرى  تستهدف تطهير المناهج التعليمية من الموضوعات التي يمكن أن تحث على العنف أو تشير إلى أي توجهات سياسية أو دينية أو أي مفاهيم يمكن أن تستغل بشكل سيئ،.
ولكن لماذا تم الغاء هذا الدرس بالتحديد؟
هذا ما سنحاول البحث عن اجابته معا، بعد ان نقرأ معا نص الدرس الملغى فيما يلى :
((بعد تناول العشاء جلست أسرة أمير أمام التليفزيون تتابع نشرة الأخبار وفى أثناء الاستماع للنشرة دارت تعليقات ومناقشات وفجأة صمت الجميع وارتفعت أصوات الطلقات النارية والانفجاريات المدوية، وتصاعدت ألسنة اللهب من المنازل، وتوالت صور الأطفال في عمر الأزهار وقد قتلوا وشردوا، وشيوخ وعجائز لا حول لهم ولا قوة سقطوا صرعى . تأثر أفراد الأسرة تأثراً بالغاً بمناظر القتلى والجرحى، وأمير وأميرة يتابعان المشاهد بحزن شديد، وجذب انتباه أمير وأميرة رسالة قصيرة من أحد المشاهدين مكتوبة في أسفل شاشة التليفزيون (أين أنت يا صلاح الدين؟)
سأل أمير والده : من صلاح الدين ؟
قال الأب: صلاح الدين الأيوبي بطل عظيم من أبطال المسلمين، ولد في عام 532ﻫ (خمسمائة واثنين وثلاثين) من الهجرة بقلعة تكريت ببلاد العراق، وقد نشأ على حب الفروسية ومكارم الأخلاق، واهتم بالعلم والعلماء، وتحصين البلاد ضد الأعداء من الصليبيين فحين داهموا الأرض العربية في الشام، واحتلوا مدينة القدس، استطاع أن يوحد صفوف العرب من مسلمين ومسيحيين، وهزم الصليبيين في موقعة (حطين) في عام 583ﻫ  (خمسمائة وثلاثة وثمانين) من الهجرة، وخلص البلاد العربية من خطر هؤلاء الصليبيين، وأعاد القدس إلى أهلها.
قال أمير: أريد يا أبى أن أعرف المزيد عن حياة هذا البطل.
قال الأب: إن حياة صلاح الدين مليئة بالمواقف الرائعة. فمن هذه المواقف: أنه بعد أن انتصر في موقعة حطين وقع كثير من الرجال والنساء الصليبيين في الأسر فعفا عن النساء والأطفال والشيوخ وسمح لهم بمغادرة البلاد وقبل أن يغادروا بيت المقدس جاءت مجموعة من الأميرات وتشبثن بردائه وبكين وطلبن منه أن يعفو عن أزواجهن، فرق لحالهن وعفا عن الأسرى.
أضاف الأب: إن صلاح الدين الذي تتجسد في شخصيته مبادئ الحضارة العربية الإسلامية التي تنادى بالحب والسلام والصفح والتسامح.
إن سلوك صلاح الدين مع هؤلاء الأميرات ينبئ عن حسن خلقه وتمسكه بالمبادئ الإسلامية.
قالت الأم : المواقف كثيرة يا أمير فابحث في المكتبة عن سيرة هذا البطل؛ لتعرف المزيد.
علقت أميرة قائلة: وأنا يا أمي سأبحث عن أبطال آخرين لا يزالون يدافعون عن القدس مثل صلاح الدين.))

***
انتهى الدرس، والسؤال الآن هو ما هى يا تُرى تلك المعانى التى رأت وزارة التعليم المصرية، خطورتها على تكوين شخصية ووعى الطفل المصرى ؟
·       هل لطمس القضية الفلسطينية وحقيقة ان هناك عدوا اسرائيليا مجرما وبربريا لا يزال يقتل الفلسطينيين ويحتل اراضيهم؟
·       هل لان صلاح الدين حارب من اجل فلسطين رغم انه من تكريت العراق، بما يرسخ قاعدة خطيرة ومحظورة فى هذا العصر وهى ضرورة دفاع العرب والمسلمين عن بعضهم البعض؟
·       هل لأنه قاتل وانتصر على الذين احتلوا بلاده، مما يعلى من قيم الوطنية والتحرر والاستقلال والايمان بحتمية النصر، التى لا تتناسب مع حالة الهوان والاستسلام والتبعية والهزائم المتتالية لأنظمة الحكم العربية؟
·       هل لأن صلاح الدين حارب "اسرائيل عصره" ولم يعترف بها؟
·       هل لما ذكره الدرس من إعادته القدس الى "اهلها"، بما يتناقض مع الرواية الصهيونية بان القدس ارض يهودية منذ آلاف السنين؟
·       هل لأن في الدرس تحريض للشباب على المشاركة فى تحرير فلسطين، وهو ما يهدد امن اسرائيل ويضر بالعلاقات المصرية الاسرائيلية "الحميمة" و يتعارض مع نصوص اتفاقيات كامب ديفيد؟
·       هل لما ذكره الدرس من تجسيد شخصية صلاح الدين لمبادئ الحضارة العربية الاسلامية، التى اصبحت اليوم حضارة سيئة السمعة متهمة بالحض على الارهاب؟
·       هل بهدف تجريد الاجيال المصرية الجديدة من الوعى بحقيقة دور مصر ومسئوليتها التاريخية فى قيادة الامة والدفاع عنها؟
·        أم  لتجريدهم من الوعى بالهوية والتاريخ العربي والاسلامي، والروابط الوثيقة بين مصر و فلسطين، فى زمن يتم فيه شيطنة كل ما هو فلسطينى؟
·       هل لما جاء فى ختام الدرس من بحث "أميرة" عن أبطال آخرين لا يزالون يدافعون عن القدس فى اشارة ضمنية الى المقاومة الفلسطينية التى يعتبرها النظام المصرى واسرائيل وامريكا، جماعة ارهابية؟
·       أم انهم يريدون التماهى مع المطالبات الاسرائيلية الامريكية الحثيثة، بإعداد جيلا جديدا لا يعادى امريكا واسرائيل؟
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق