سر نقل انعقاد القمة العربية من الإمارات إلى مصر
سر نقل انعقاد القمة العربية من الإمارات إلى مصر
السؤال الذي يفرض نفسه على القمة العربية المنعقدة بشرم الشيخ حاليا والذي
لم يناقشه أي إعلام محايد أو مؤيد أو رافض للانقلاب.. ما الداعي لنقل القمة
العربية أصلا في دورتها العادية من الإمارات إلى مصر ومن صاحب هذا
القرار؟!
وللإجابة عن هذا السؤال بالمنطق والتتبع لليد الأمريكية التي تبسط يدها
بقوة حاليا على الأحداث في المنطقة؛ فسوف تجد أن نقل القمة إلى أحضان
الانقلاب في مصر هو قرار أمريكي مائة بالمائة؛ لا سيما مع حضور قادة
التحالف الخليجي بأمر أمريكي وعدم إرسال من ينوب عنهم، نظرا لأحداث اليمن
التي من الطبيعي أن تمنعهم من الحضور (وفي ذلك تفاصيل سنتناولها في تقرير
آخر) إلا أنهم قد حضروا استجابة للهدف الأمريكي المطلوب من انعقاد القمة
بمصر؛ وهو بكل بساطة لمواصلة ما يمكنني أن أطلق عليه (بروباجندا السيسي)
اختصار وتعني بروباجندا من أجل السيسي وتثبيت الانقلاب بمصر لأمد أكبر الذي
تعيش إسرائيل فيه عصرها الذهبي، كما أن كل الفرص فيه متاحة للتخطيط
الأمريكي دون منغصات وعقبات التيار الإسلامي متمثلا في الإخوان، وإن بدا
هذا التيار غير معاد لأمريكا فإن أمريكا تعلم تماما أن لحظة الصدام مع حكم
الإخوان كانت قادمة لا محالة (فمرسي لم يكن ليسمح مثلا ببناء السد أو تهجير
أهالي سيناء).
نعود إلى البروباجاندا الأمريكية لصناعة رئيس إعلامي على الأقل؛ حيث أن
شخصية السيسي تحول بين نقل الشخصية للواقع كزعيم فيما يسمي بأمريكا بفن
صناعة الزعماء وتلهث أمريكا وراء شخصية قائد الانقلاب بصناعة بروباجندا
وراء كل حدث كما في المؤتمر الاقتصادي الذي أشرف على إخراجه بهذه الصورة جون كيري شخصيا الذي حضر
المؤتمر منتشيا بما صنعت يداه، وكالمؤتمر تأتي القمة العربية كتجمع جديد
لفرح العمدة الأمريكي وكلها اجتماعات لا تحرك ريشة في هواء السياسة العربية
المحكومة بالقبضة الأمريكية، وكما كان الغرض من المؤتمر الاقتصادي يأتي
مؤتمر القمة بعد نقله من الإمارات إلى مصر لكي يتحول السيسي من مجرد ضيف
بقمة الإمارات إلى صاحب الفرح الذي يستقبل المعازيم، ثم تمارس البروباجاندا
عملها في صناعة الرئيس الإعلامي؛ أملا في تثبيته وانقلابه العسكري على أرض
الواقع ووأد ثورة الشعب المصري للأبد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق