الأحد، 29 مارس 2015

علي نضافه عشان تتقدم زي بقيه خلق الله

 علي نضافه عشان تتقدم زي بقيه خلق الله

نبدأ هنا بعون الله سلسله جديده حنتكلم فيها عن ازاي نبني البلد دي علي نضافه عشان تتقدم زي بقيه خلق ربنا. الحقيقه زهقنا من ان كله إخفاقات و كله يقارن مصر باليابان و كوريا و تنزانيا و يقول مش عارف مين بدأ النهضه معانا و كل الكلام اللي بقاله الف سنه ده.
مشكلتنا مع الدوله المصريه:
احنا ايه مشكلتنا مع الدوله المصريه و دراويشها ممن نطلق عليهم “الدولجيه”؟ هل مثلا احنا شايفين ان مصر ميبقالهاش دوله و تبقي فوضي؟ إطلاقا. هل مثلا احنا مبسوطين ان سينا بتنفصل تقريبا عن مصر؟ أبدا.
امال ايه المشكله؟
المشكله ان الدوله المصريه عاجزه انها توفر للمصريين المتوقع من اي جهاز اداري في العالم انه يعمله:
١- الكرامه
٢- العداله
٣- الكفاءه
يعني ايه الكلام ده؟ يعني انا عاوز لما اروح مصلحه حكوميه اتعامل بكرامه اني بني آدم. و محدش يطلع قدامي ياخد حقي. و ان الموظف اللي قدامي عنده كفاءه و بيستخدم مخه.
طيب هل الدوله المصريه بتوفر الكلام ده للمصريين؟ إطلاقا. و اي حد يقول غير كده يبقي أكيد أكيد مش في مصر.
طيب ايه دخل الجيش في الموضوع ده. ما هو لما لواء في الجيش يكلم قاضي في التليفون عشان أبن لواء تاني يطلع من قضيه قتل. تقدر تقولي العداله في كده ايه؟
و طبعا مفيش كرامه من الأساس لان اللواء في التليفون بيقولك الكام و تلاتين واحد اللي أتقتلوا.
و طبعا احنا شايفين الكفاءه و هي تنضح من المحليات في كل أنحاء الجمهوريه و كل من يدير المحليات دي لواءات سابقين زي ما احنا عارفين.
و من الصعب تخيل ان جنرال جايب ٦٠٪ في ثانوي و متعود انه يشخط و ينطر في عساكر بيسمعوا كلامه و خلاص انه حيحل مشاكل علميه معقده. المفروض انه ندي الحاجه للناس اللي بتفهم فيها. و مشكله الجيش في مصر انه فاهم انه بيفهم في كل حاجه و انه يقدر يحل اي حاجه (الجيش بيقولك اتصرف). و ده بيؤدي لمواقف كوميديه مثل اختراع علاج الإيدز و مشروع قناه السويس (مصدر ١) و الخ من مواقف الكوميديا السوداء.
الحل اللي العالم كله عمله:
طيب بدل ما نخترع العجله. العالم كله حل المشكله دي ازاي؟
إنجلترا في عام ١٨٥٤ عملت تقرير اسمه نورثكوت – ترافيليان. و بقي هو الأساس لأي بلد عاوزه تتطور (المصدر ٢).
التقرير ده لا بيقول ديمقراطيه و لا حاجه من الحاجات اللي الشعب المصري بيخاف منها. بيقول حاجه بسيطه قوي.
بيقول ان “المناصب في الإدارات البريطانيه بقت بالمحسوبيه و المعارف”. بالنص. وقتها يعني كانت المناصب لازم ياخدها سير فلان أبن علان و يتوارثونها كمان.
و بيقول ان “المناصب الحكوميه بقت مصدر للدخل مضمون بدون عمل حقيقي”. يعني مش احنا بس. بس دي بريطانيا في ١٨٥٠. خد بالك.
و بالتالي بيقول التقرير ان “الوضع ده بيعرض بريطانيا للخطر”.
و دي بلد وقتها كانت داخله في حرب القرم و كان أداؤهم سيئ جدا في الحرب لذلك خافوا.
اقترح التقرير ان التعيينات كلها لازم تبقي بناءا علي الكفاءه. و بامتحان. و ان الشهادات و العلم و الكفاءه تبقي الوسيله الوحيده للوظائف و المناصب في اي حته.
الجميل ان اليابان خدت الكلام ده و طبقته عندها. لغت كل طبقه الساموراي المحاربين القدماء و طردتهم (مصدر ٣) و دول ناس كان عندهم امتيازات رهيبه. و فعلا عملوا كذا تمرد ضد القرارات دي. لكن ده خلي اليابان تبني جيش وطني حديث و تبني دوله حديثه تعتمد علي الكفاءه.
طبعا لما تحط الشخص السليم في المكان المناسب و واحد عنده علم حيحل المشاكل. المصيبه عندنا ان الجيش عاوز يسيطر علي كل حاجه: المكرونه و الحلل و المياه المعدنيه و كله.
الحل ايه لمصر:
عشان نبني علي نضافه سيبك من خناقه الدستور و الماده التانيه. كل ده كان كلام فارغ. لا الماده التانيه حتخلي المصريين مسلمين و لا عدمها حيخليهم كفره. و ادي احنا شايفين أهو الماده التانيه موجوده و منوره و واحد طالع في التلفزيون يقولك محتاجين شويه عري في التلفزيون.
كل ده كان عك. لكن درس مفيد.
مصر محتاجه وثيقه زي تقرير نورثكوت – ترافيليان. و نعمل امتحان لكل ضابط جيش و شرطه و كل موظف لم يشارك في جريمه. و قبل الامتحان نديله فرصه انه يتعلم. و نخليه يذاكر و يدرس عشان يبقي احسن. فتره انتقاليه و بعدين امتحان. الشاطر يفضل. اللي مش شاطر يدور علي وظيفه تانيه و يتعلم. و نشجعه انه يتعلم.
و مش عيب اننا نجيب الامتحانات من بره و نترجمها. مش عيب. يعني الطبيب يمتحن امتحان البورد الامريكاني عشان يفضل طبيب. مش عيب.
مصر ثروتها مش بترول و لا نيل و لا سواحل و لا قناه سويس و لا سياحه. مصر ثروتها في شعبها. محتاجين نزود الرأسمال الإنساني ده، او الهيومان كابيتال. عشان يبقي فيه ٣ حاجات:
١- كرامه
٢- عداله
٣- كفاءه
كده ممكن نبني دوله علي نضافه. من غير كده حنفضل نعيط.
و نكمل الحلقه الجايه.
المصادر:
١- ملف جوده عن مشروع قناه السويس:
٢- تقرير نورثكوت – ترافيليان:
٣- كيف تقدمت اليابان:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق