باعو النيل وسلموا سيناء.. ماذا بعد؟!
بقلم: عامر شماخ
لا نبالغ إذا طرحنا هذا العنوان، فإنه بالفعل تم إعطاء إثيوبيا الضوء الأخضر لاستكمال سدها، دون النظر إلى ما يترتب عليه من كوارث سوف تلحق بنا، أما تفاصيل ما جرى من اتفاقات سرية، فهذا ما لا علم للشعب المغلوب على أمره به، وكما هى عادة العسكر- الذين يفكرون بأحذيتهم- فإنه لم يستشر خبير، ولم يستفت برلمان، ومثلما نعانى الآن من الاتفاقيات التى عقدها السادات من وراء ظهر الأمة مع الصهاينة فى نهاية السبعينيات ولا نعلم ما تحوي- فكذلك الأمر بالنسبة لاتفاقيات الانقلابيين مع الطرف الإثيوبي.
أما سيناء فلا يخفى على أحد- رغم التعتيم الإعلامى التام وقلب الحقائق- أنها صارت شبه جاهزة لتسليمها للصهاينة- لو أرادوا- وأجزم أن ما تم ويتم بها من جرائم من جانب العسكر فى حق أهلنا الأصلاء، لهو تنفيذ لاتفاقياتهم الحرام مع الصهاينة والأمريكان والتى تم عقدها قبل الشروع فى انقلابهم الدموى البغيض.
أحد خبراء السياسة أكد لى فى حوار خاص أن ما جرى بعد الثورة جاء خارج إطار ما تم الاتفاق عليه بين السادات والصهاينة وما زال العسكر ملتزمين به، من ثم جاءت جميع (السيناريوهات) غير الشرعية من أجل العودة إلى المسار الذى تم رسمه من قبل، وهذا المسار للصهاينة دور رئيس فيه فيما يخص إدارة الشأن المصرى الداخلي، قلت: لا أفهم ما تقول، قال: بمعنى أن (لإسرائيل) الحق -حسب هذه الاتفاقيات التى لا يعلم الشعب عنها شيئًا- فى أن توافق هى أولاً على أى رئيس مصرى يتم اختياره، وهذا الأمر أعطاها الفرصة فى أن تصنع على عينيها رئيسًا يوافق طموحاتها، وينفذ سياساتها، ويكون صهيونيا أكثر من الصهاينة وإن تسمّى باسم إسلامى عريق، قلت: هذا كلام لا يصدقه عاقل، قال: كم من الأفكار طُرحت من قبل واتهم أصحابها بالجنون وهم أعقل العقلاء، وكم من تحذيرات صدرت من أفواه الحكماء فى العقود الماضية فزج بأصحابها فى السجون والمعتقلات، واستطرد: وأحداث اليوم ووقائعه تشير إلى أن ليس شىء مستبعدًا على الإطلاق، فلا تستبعد يا أخى أن يجف النيل خلال سنوات معدودة، وبعد أن كانت مصر «هبة النيل» ستكون -لا سمح الله- «ضحية النيل»!!
إذًا، لماذا كل هذه التنازلات من جانب العسكر؟، ما مبررها؟ وما المقابل الذى سيجنيه البلد فى مقابل ذلك؟ قال: لا شيء!! المقابل: أن يظل هؤلاء فى مقاعدهم فرحين بها، مستمتعين بالحكم والسلطان، يوزعون الهبات هنا وهناك، على أقربائهم وأحبابهم ومن عاونوهم فى جرائمهم، وأضاف: إذا كان ما أقوله خطأ فبم تفسر ما فعله -على مدى سنين - صدام والقذافى ومبارك وبن على والأسد، وغيرهم من تلك الشخصيات الشاذة التى لا يختلف اثنان على عمالتها وحقارتها.
وأضاف الصديق: لا تنس أن هناك تنازلات أخرى تمت، مثل التنازل عن حقول الغاز فى البحر المتوسط، لإسرائيل وقبرص، والتنازل عن حلايب وشلاتين، للسودان، هذا ما نعلمه، ولعلك ترى التجريف المريع لمقدرات البلد، ووضع أبنائها على فوهة بركان، والتحريش بينهم لإيقاد حرب أهلية تسيل فيها الدماء أنهارًا، ونظل فى حالة من التخلف والتردي، أشبه بمن يصارع الموت، فلا هو حى يحسب على الأحياء، ولا هو ميت يكتب فى عداد المقبورين.
أما ماذا بعد، فأتوقع الآتي: أن يظل «سيناريو» التنازلات مستمرًا حتى يصل هؤلاء إلى انبطاح كامل أمام الآخرين، ومثل هذه الدول- إن جاز أن نسميها دولا- تنتظر الزوال فى أى لحظة، أما زوالها فله كلفة كبيرة للغاية، قد يكون ذلك حربًا أهلية مدمرة، بين هذه العصابة- التى باعت كل شيء- من جهة، وغالبية الشعب الحر من جهة ثانية، مع توقعات ما ستقوم به الأطراف الخارجية وخصوصًا الصهاينة من إطالة أمد الحرب، ومد تلك العصابة بالمال والسلاح والعتاد حتى تقضى على ما تبقى من دولة ومؤسسات، وهذا ما يريدونه تمامًا؛ إذ ليس فى وسعهم أن يدخلوا حربًا لاحتلال مصر أو تقسيمها إلى دويلات وطوائف، إنما بإمكانهم إضعافها بأيدى أبنائها، وإبقائها كالمريض الكسيح لا تستطيع الوقوف على رجليها ساعة من ليل أو نهار.
وهذا «السيناريو» - كما ذكرت- ربما يراه البعض غريبًا، لكنى أراه أقرب إلينا من أى شيء، وانظروا- إن شئتم- إلى ما يفعله المجرم النصيرى الكافر بأهلنا فى سوريا، وانظروا من يمده بالأسلحة والطائرات، وانظروا إلى صمت الصهاينة المطبق إزاء الحرب الدائرة فى أرض الخلافة الأولي- مع العلم أن بإمكانها أن تحتل سوريا بأكملها فى ساعات معدودة، خصوصًا أن قواتها الضاربة تتمترس فى الجولان ولا تبعد دمشق العاصمة عن تلك الهضبة سوى ثلاثين كيلو مترًا، وإن كانت ظروف الصهاينة غير مواتية لاحتلال سوريا لمدة 48 سنة مضت، فهى مواتية الآن؛ للدمار الذى حل بالبلاد ولانهيار مؤسساتها وكياناتها.. لكنها الخطة الصهيونية المحكمة التى أسلفنا بالإشارة إليها.. الخطة نفسها التى يودون تنفيذها فى مصر بأيدى هؤلاء الجنرالات التعساء.
بقلم: عامر شماخ
لا نبالغ إذا طرحنا هذا العنوان، فإنه بالفعل تم إعطاء إثيوبيا الضوء الأخضر لاستكمال سدها، دون النظر إلى ما يترتب عليه من كوارث سوف تلحق بنا، أما تفاصيل ما جرى من اتفاقات سرية، فهذا ما لا علم للشعب المغلوب على أمره به، وكما هى عادة العسكر- الذين يفكرون بأحذيتهم- فإنه لم يستشر خبير، ولم يستفت برلمان، ومثلما نعانى الآن من الاتفاقيات التى عقدها السادات من وراء ظهر الأمة مع الصهاينة فى نهاية السبعينيات ولا نعلم ما تحوي- فكذلك الأمر بالنسبة لاتفاقيات الانقلابيين مع الطرف الإثيوبي.
أما سيناء فلا يخفى على أحد- رغم التعتيم الإعلامى التام وقلب الحقائق- أنها صارت شبه جاهزة لتسليمها للصهاينة- لو أرادوا- وأجزم أن ما تم ويتم بها من جرائم من جانب العسكر فى حق أهلنا الأصلاء، لهو تنفيذ لاتفاقياتهم الحرام مع الصهاينة والأمريكان والتى تم عقدها قبل الشروع فى انقلابهم الدموى البغيض.
أحد خبراء السياسة أكد لى فى حوار خاص أن ما جرى بعد الثورة جاء خارج إطار ما تم الاتفاق عليه بين السادات والصهاينة وما زال العسكر ملتزمين به، من ثم جاءت جميع (السيناريوهات) غير الشرعية من أجل العودة إلى المسار الذى تم رسمه من قبل، وهذا المسار للصهاينة دور رئيس فيه فيما يخص إدارة الشأن المصرى الداخلي، قلت: لا أفهم ما تقول، قال: بمعنى أن (لإسرائيل) الحق -حسب هذه الاتفاقيات التى لا يعلم الشعب عنها شيئًا- فى أن توافق هى أولاً على أى رئيس مصرى يتم اختياره، وهذا الأمر أعطاها الفرصة فى أن تصنع على عينيها رئيسًا يوافق طموحاتها، وينفذ سياساتها، ويكون صهيونيا أكثر من الصهاينة وإن تسمّى باسم إسلامى عريق، قلت: هذا كلام لا يصدقه عاقل، قال: كم من الأفكار طُرحت من قبل واتهم أصحابها بالجنون وهم أعقل العقلاء، وكم من تحذيرات صدرت من أفواه الحكماء فى العقود الماضية فزج بأصحابها فى السجون والمعتقلات، واستطرد: وأحداث اليوم ووقائعه تشير إلى أن ليس شىء مستبعدًا على الإطلاق، فلا تستبعد يا أخى أن يجف النيل خلال سنوات معدودة، وبعد أن كانت مصر «هبة النيل» ستكون -لا سمح الله- «ضحية النيل»!!
إذًا، لماذا كل هذه التنازلات من جانب العسكر؟، ما مبررها؟ وما المقابل الذى سيجنيه البلد فى مقابل ذلك؟ قال: لا شيء!! المقابل: أن يظل هؤلاء فى مقاعدهم فرحين بها، مستمتعين بالحكم والسلطان، يوزعون الهبات هنا وهناك، على أقربائهم وأحبابهم ومن عاونوهم فى جرائمهم، وأضاف: إذا كان ما أقوله خطأ فبم تفسر ما فعله -على مدى سنين - صدام والقذافى ومبارك وبن على والأسد، وغيرهم من تلك الشخصيات الشاذة التى لا يختلف اثنان على عمالتها وحقارتها.
وأضاف الصديق: لا تنس أن هناك تنازلات أخرى تمت، مثل التنازل عن حقول الغاز فى البحر المتوسط، لإسرائيل وقبرص، والتنازل عن حلايب وشلاتين، للسودان، هذا ما نعلمه، ولعلك ترى التجريف المريع لمقدرات البلد، ووضع أبنائها على فوهة بركان، والتحريش بينهم لإيقاد حرب أهلية تسيل فيها الدماء أنهارًا، ونظل فى حالة من التخلف والتردي، أشبه بمن يصارع الموت، فلا هو حى يحسب على الأحياء، ولا هو ميت يكتب فى عداد المقبورين.
أما ماذا بعد، فأتوقع الآتي: أن يظل «سيناريو» التنازلات مستمرًا حتى يصل هؤلاء إلى انبطاح كامل أمام الآخرين، ومثل هذه الدول- إن جاز أن نسميها دولا- تنتظر الزوال فى أى لحظة، أما زوالها فله كلفة كبيرة للغاية، قد يكون ذلك حربًا أهلية مدمرة، بين هذه العصابة- التى باعت كل شيء- من جهة، وغالبية الشعب الحر من جهة ثانية، مع توقعات ما ستقوم به الأطراف الخارجية وخصوصًا الصهاينة من إطالة أمد الحرب، ومد تلك العصابة بالمال والسلاح والعتاد حتى تقضى على ما تبقى من دولة ومؤسسات، وهذا ما يريدونه تمامًا؛ إذ ليس فى وسعهم أن يدخلوا حربًا لاحتلال مصر أو تقسيمها إلى دويلات وطوائف، إنما بإمكانهم إضعافها بأيدى أبنائها، وإبقائها كالمريض الكسيح لا تستطيع الوقوف على رجليها ساعة من ليل أو نهار.
وهذا «السيناريو» - كما ذكرت- ربما يراه البعض غريبًا، لكنى أراه أقرب إلينا من أى شيء، وانظروا- إن شئتم- إلى ما يفعله المجرم النصيرى الكافر بأهلنا فى سوريا، وانظروا من يمده بالأسلحة والطائرات، وانظروا إلى صمت الصهاينة المطبق إزاء الحرب الدائرة فى أرض الخلافة الأولي- مع العلم أن بإمكانها أن تحتل سوريا بأكملها فى ساعات معدودة، خصوصًا أن قواتها الضاربة تتمترس فى الجولان ولا تبعد دمشق العاصمة عن تلك الهضبة سوى ثلاثين كيلو مترًا، وإن كانت ظروف الصهاينة غير مواتية لاحتلال سوريا لمدة 48 سنة مضت، فهى مواتية الآن؛ للدمار الذى حل بالبلاد ولانهيار مؤسساتها وكياناتها.. لكنها الخطة الصهيونية المحكمة التى أسلفنا بالإشارة إليها.. الخطة نفسها التى يودون تنفيذها فى مصر بأيدى هؤلاء الجنرالات التعساء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق