إعلان من الانقلاب على جدران حزب مبارك
بقلم: محمد عبد القدوس
مفاجأة
كانت في انتظار سكان القاهرة قبل أيام، تؤكد أن الانقلاب الذي يحكمنا
امتداد للنظام البائد بقيادة مبارك الذي أطاحت به ثورة يناير، والحكاية من
أولها أن تلك الانتفاضة الشعبية التلقائية شهدت تدميرا كاملا للمقر الرئيسي
للحزب الوطني الذي يقع على كورنيش النيل.
وكان
السادات -رحمه الله- قد اتخذ من هذا المكان مقرا للحزب الذي أنشأه في أواخر
السبعينيات من القرن العشرين الميلادي، وكان قبل ذلك مقرا للاتحاد
الاشتراكي، وظل هذا المبنى محترقا منذ هذا الوقت، يعني عبارة عن خرابة،
وقبل أيام فوجئ الجميع بإعلان ضخم لسياسة الانفتاح على جدران الحزب مكتوب
فيه :"الاستثمار مفتاح الرخاء"!
وكان
هذا محل دهشة من الجميع، ولا أحد يعلم من الذي قام بوضع هذا الكلام على
جدران المبنى المحترق، "واشمعنى" اختار حزب مبارك بالذات لرفع هذا الشعار،
هل هذا تأكيد على أن الانقلاب يتبنى تشجيع الطبقة الرأسمالية على حساب
الغالبية الساحقة من الفقراء.. يعني مستمر على نفس المنهج الذي رفضته
الثورة حيث إن من بين شعاراتها الأساسية العدالة الاجتماعية.
وبعد الانقلاب بدا واضحا للعيان أننا عدنا من جديد إلى نقطة الصفر بل إلى أسوأ من نظام مبارك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق