فضيحة جديدة لباشاوات الداخلية تطيح بأحلام الغلابة في "دولة الجوازات":
- الروتين والبيروقراطية سيد الموقف ...والصورة دي مش صورتك سلاح لتعطيل مصالح العباد
- إذا أردت إستخراج جواز السفر فأذهب للمكتبة المجاورة قبل أن تطئ قدميك دولة الجوازاتتحقيق أبو المجد الجمال
القضية أسمي و أكبر من كونها قضية أمن قومي أو حتي رأي عام بل هي عقدة الخواجة المتوارثة منذ وبعد الإحتلال الإنجليزي الغاشم لسنوات طوال والتي حمل لوائها باشاوات الداخلية بمختلف رتبهم الميرية .
القضية التي أصبحت عقيدة لدي كل ضابط مهما كانت رتبته صغيرة أو كبيرة أنه فوق الناس ( نقصد الشعب طبعا ) وأنه خلق من عجينة أو طينة أخري أكثر وأعلي مرتبة و تقنية من كل البشر هو السيد وما دونه عبيد ( أي الشعب ) عليه أن يأمر فيطاع.
ورغم مرور سنوات طويلة علي ثورة 23 يوليو 1953 و التي نحتفي بها كل عام والتي أطاحت بكل موروثات الخواجة الإنجليزي و عقدته الميري و رغم أنف ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالإحتلال المباركي الغاشم والجاثم فوق صدور الشعب لأكثر من ثلاثين عاما باغيا فالأرض فسادا وإفسادا بلال حدود الا أن بعض باشاوات الداخلية ما زال يسيطر عليهم عقيدة أنهم فوق الجميع وفوق الشعب وفوق الثورة ولهم في ذلك ألف حق وحق في رقبة الشعب لأن الثورة لم تغيير شيئا عما قبلها و أصبح الروتين والتعسف والبيروقراطية كالعادة هو سيد الموقف في معظم المصالح والدواوين الحكومية .
دولة جوازات منوف
بعد الثورة أصبح بعض رجال الداخلية أكثر توحشا عما قبل الثورة و أصبح بعض موظفيها في فروعها الخدمية بالمحافظات وعلي رأسها أقسام الجوازات هم عبدة الروتين و لو كان علي حساب المواطن البسيط الذي لا حول له و لا قوة في وطن فساده الكبار و رجال البيزنيس و تزاوج السلطة مع رأس المال و لا مكان فيها للضعفاء و الغلابة والفقراء ومحدودي الدخل .
هذا المفهوم والإعتقداد الموروث الخاطئ يجسده بحزافيره و بكل دقه وتراه كفلق الصبح حتي يصبح أخطبوطا له ألف ذراع وذراع بعض موضفي أقسام الجوازات بالمنوفية و بالأخص قسم جوازات منوف الذي أصبح دولة داخل الدولة يحكمها الروتين والبيروقراطية والتعسف لتعطيل مصالح وأحلام ملايين العباد الغلابة المطحونين والمقهورين لإستخراج جواز السفر ليغادرون بلدهم التي لم تكتفي بحرمانهم من حقهم المسلوب في لقمة عيش كريمة و حق العمل و ليس فرصة عمل كما يزعمون تغنيهم عن السؤال أو يكونون عبيدا للحاجة في دولة توحد بالله وبالإسلام وبرسوله في دولة الأزهر والألف مئذنة و السبعة آلاف سنة حضارة لكن لا حضارة ولا ثورة في دولة جوازات منوف بل إمتهان كرامة المواطن و إغتيال أحلامه أصبح شعار المرحلة بعد الثورة .
معبد الروتين وعبدته
البداية المثيرة بل والأكثر ن مستفذة عندما تلفت نظرك لافتة كبيرة علي والجهة قسم الجوازات قبل أن تدخله ليجبرك عبدة الروتين علي الحج والعمرة في دولتهم الصغيرة حول أصنام البيروقراطية والروتين والتعسف مكتوب عليها بالخطوط العريضة التي تسد عين الشمس بل وتسد وتعطل أحلام وملايين الغلابة ( قسم جوازات منوف ) ربما كان حلم السفر يراودك منذ سنوات طوال لكنه لم يراود خيالك بعد الثورة أنه سيتم إغتيال حرمة هذا داخل معبد الروتين وعبدته تحت ستار قسم الجوازات الكائن في مبني ضخم مزودا بأحدث وأكبر التقنيات الألكترونية و يزداد إنبهارك بالمبني من الداخل والذي تكلف ملايين الجنيهات بغرض خدمة ملايين من المواطنين , ربما تطور المبني من الداخل ومن الخارج بكل تقنياته ولكن العقول البشرية العاملة داخلها لم تتطور حتي الآن وتتعامل مع عقول المواطنين بعقول ما قبل الثورة وربما بعقول العصور الحجرية .
جواز سفر ياولاد الحلال!
أما الحدث فنحن نقترب منه الآن عندما تتقدم إلي الموظف المختص في شباك 2 بإستخراج الجوازات و هو شاب صغير في مقتبل العمر يفاجأك بكوكتيل من الدهشة والإستغراب والوجن وليس الوشم ولا مؤاخذة وكأن عمره قد تخطي الثمانين عاما عندما يراك و كأنه كد ركبه 20 عفريتا من تحت الأرض وليس من فوقها فهمت حاجة ولا نقول كمان يقول عندما يري صورتك الشخصية بإستنفار غريب وكأنك تطلب منه صدقة جارية وليس حقك المشروع الذي كفله لك القانون والدستور لإستخراج جواز السفر وهي واحدة من أبسط حقوق المواطن يقول لك بالفم المليان و كأنه واثق الخطي والرؤي والرؤية كمان : الصورة دي مش صورتك 00 طيب ليه يا أستاذ 00 قال إيه الصورة بشارب وأنت بدونه ومرة أخري الصورة بلحية قصيرة وأنت بدونها طب العمل إيه يا باشا الروتين لازم تصوت .. نقصد تتصور تاني علي حالتك وهيأتك التي أمامي طب يا باشا أنا مش من هنا 00 أنا من قرية تابعة لمركز منوف 00
الباشا الصغير
و بالمناسبة مدينة ومركز منوف تضم 33 قرية وعزبة وكفر ونجع يقطنها نصف مليون نسمة إذا أضفنا اليها مدينة سرس الليان 00 رد عليه الباشا الموظف اياه : روح دلوقت اتصور علي هيئتك التي أمامي الآن و تعالالي .. وألي هنا أنتهي كلام الباشا الصغير 0 وللعلم هناك مكتبة مجاورة للجوازات التصوير فيها فوري خالص وبالفعل عاد المواطن الغلبان بعد أن تم تصويره فوري فالمكتبة المجاورة وقال له الباشا الصغير : آي كدا هيه دي صورتك بأاا يعني لم يقبل صورته الشخصية التي قام بتصويرها بخلفية بيضاء منذ أيام قليلة وقبل صورته التي اتصورها بالمكتبة المجاورة .. يبقي الحركة النص كم تزعل ولا لأه 00 والحدق يفهم ؟
هذا مشهد من مشاهد التعسف والروتين والبروقراطية داخل دولة الجوازات بإغتيال أحلام ملايين البسطاء لكن خذ عندك مشهد أكثر تعسفا وروتينيا بيروقراطية بل وسخونة أيضا مع محرر الجريدة نفسها عندما لنفس الموظف لإستخراج جواز السفر بجانب ما فعله مع المواطن السابق فعله مع المحرر أيضا
إغتيال أحلام البسطاء
أضاف علي أيضا أن عليه إستخراج الشهادة رقم 100 من إدارة شئون الضباط بمنشية البكري 00 طب ليه يا سيادة الموظف قال عشان أنت كنت ضابط إحتياط 00 طيب يا مولانا الموظف ما نا أعطيتك شهادة الخدمة العسكرية 00 دي تعليمات من الجهة المختصة 00 طيب يابني ما الشهادة معاك 00 انا مليش دعوي عاوز القرار 100 ولأن للروتين والبيروقراطية والتعسف وجوه كثيرة فكان من الطبيعي للموظف في دولة لجوازات اياها 00 يرد علي المحرر : انا ممكن اطلعلك الجواز دلوقتي وتدفع معاه 135 جنيه لكن بعد 3 أشهر بالتمام والكمال ستدفع نفس المبلغ طيب ليه يا عمنا الموظف : دي تعليمات لأنك كنت ضابط احتياط لحد ما تبقي 46 سنة يادي المصيبة بعد ثلاث شهور عليا ان استخرج جواز اخر بمبلغ اخر ونسينا ان نقول اننا ذهبنا للباشا الكبير رئيس قسم الجوازات العقيد محمد سمحان نشكو له بيروقراطية وتعنت وروتين الموظف اياه في مملكة التعليمات واذا كان الرجل قد قابلنا بالترحاب والابتسامة العريضة الا انه يبدو ان الروتين عند الجميع من أصغر موظف لأكبر موظف داخل دولة الجوازات هو سيد الموقف بعد الثورة 00
شكرا جزيلا لدولة الجوازات و الشكر موصول بالطبع لمدير أمن المنوفية وأيضا معالي وزير داخلية مصر اللواء محمد ابراهيم وكل رجاله في كل فروع خدمات الداخلية فما يحدث في جوازات منوف هو صورة مصغرة لما يحدث في معظم الجوازات بالمحافظات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق