السيسي تفوق على "مبارك" في إظهار ولائه للكيان الصهيوني
21/01/2015
لم يكن المخلوع مبارك وحده هو ما اعتبره
الكيان الصهيوني الكنز الاستراتيجي، فقد جاء قائد الانقلاب عبد الفتاح
السيسي ليتخطى مفهوم "الكنز" بكثير، و كأن من يحكم مصر هو واحد من دولة
الاحتلال الإسرائيلي نفسها، وتصبح مختطاتها هي الشيء الوحيد الذي يسير في
مصر بسرعة الصاروخ، فلم يتوقف يوم واحد منذ الانقلاب العسكري في الـ3 من
يوليو عن تدمير سيناء لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي.
أعلنت قوات الانقلاب عن تنفيذ إقامة منطقة
عازلة على الحدود، بدأت بتهجير قسري لسكان المنطقة الحدودية الواقعة بين
قطاع غزة ومصر بعمق 500 متر، ثم تطور الأمر إلى 1000 متر، ثم ترددت
التصريحات حول 2 كيلو متر، ثم انتهى مؤخرا بتصريحات مؤكدة من محافظ شمال
سيناء الانقلابي بمحو مدينة رفح بالكامل، وتهجير أهالها البالغ عددهم 75042
نسمة.
وخلال تلك الفترة لم تتوقف عمليات تدمير
آلاف الأفدنة التي تضم مزراع الزيتون والفواكه، ورفضت قوات الانقلاب تعويض
أصحابها، إضافة إلى تدمير آلاف المنازل والعشش في نطاق المنطقة العازلة
والمركبات وحظائر الحيوانات، بزعم استخدامها في عمليات ضد الجيش والشرطة،
وحتى المساجد لم تسلم من تلك الحملات الشرسة.
الملف الفلسطيني
بدأت سلطات الانقلاب بتضييق الخناق على
أهالي غزة المحاصرين بهدم كامل للأنفاق الحدودية مع قطاع غزة، التى تعد
شريان الحياة البديل للقطاع بعد المعابر التي تتحكم فيها دولة الاحتلال
الإسرائيلي بشكل كامل حتى معبر رفح "عقب الانقلاب"، وشهد معبر رفح خلال
العام ونصف الماضية إغلاق شبه دائم، عدا بعد الفترات المتقطعة القليلة،
التي استغلها الانقلاب في التسويق لنفسه على أساس أنه راعى القضية
الفسطينية.
ولم تتوقف خدمات الانقلاب للكيان الصهيوني
عند ذلك وحسب، بل تخطت كل الحدود في أثناء حرب دولة الاحتلال الإسرائيلي
الأخيرة على قطاع غزة في يوليو 2014 لتواصل لتضيق الخناق على أهالي غزة
المحاصرين، وتغلق المعابر في وجه القوافل الإغاثية والنشطاء والمتضامنين
والأطباء، بل تعتقل بعضهم، وتجبر قافلة إغاثية كانت تضمن مجموعة من
النشطاء، على العودة إلى القاهرة، تحت تهديد السلاح.
ولأول مرة في تاريخ المفاوضات
الفلسطينية-الاحتلال الإسرائيلي، تلعب مصر دول الوسيط المتحيز إلى إسرائيل،
وتحاول إجبار المقاومة الفسطينية على الرضوخ إلى شروط الكيان الصمهيوني،
وتظهر كطرف متحيز للكيان الصهوينة في مشهد مخز.
كما شنت المخابرات الحربية من خلال أذرعها
الإعلامية حربًا شرسة في أثناء فترات الحرب على قطاع غزة، أشادت خلالها
بجرائم الكيان الصيوني وطالبات بمحو غزة، وعملت على شيطنة المقاومة
الفلسطينية، كما تواصلت الخدمات لدولة الكيان الصهيوني بمؤامرات يدبرها
الانقلاب العسكري لإعادة رجل الموساد محمد دحلان إلى قطاع غزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق