مصر: محامية شهدت بقتل الأمن شيماء الصباغ فتحولت لمتهمة
القاهرة ــ العربي الجديد
25 يناير 2015
اتهمت المحامية المصرية عزة سليمان، الشرطة المصرية بقتل شيماء الصباغ، التي توفيت أمس السبت، بعد تعرضها لإطلاق نار أثناء مشاركتها في مظاهرة لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إحياءً لذكرى شهداء ثورة 25 يناير.
وقالت المحامية في شهادتها التي اطلع "العربي الجديد" على نسخة عنها، إن وجودها تصادف في منطقة وسط البلد التي وقعت فيها الأحداث، حيث كانت تتناول الغداء في مطعم ريش مع عائلتها وأصدقائها.
وأوضحت أنها في حوالي الساعة 3 ونصف عصرا، سمعت أصوات مسيرة، فخرجت للمشاهدة ووجدت عددا من الأشخاص الذين تعرفهم بين المشاركين في المسيرة، والتي كان عدد المشاركين فيها بين 25 إلى 30 شخصا يحملون الورود.
وقالت سليمان: "رأيت الأستاذ حلمي شعراوي وطلعت فهمي وإلهام المرغني وآخرين من أعضاء حزب التحالف الشعبي، وسلمت على بعضهم وضحكنا، ثم انتقلوا إلى الرصيف المواجه لي عند ميدان طلعت حرب، وذهبت لالتقاط بعض الصور".
مضيفة أن "الشرطة حضرت بعد ذلك، وبدأت سيارات الشرطة تطلق "السارينة"، وتقترب من المتظاهرين، وأن بعض عناصر الشرطة كانوا ملثمين، ومعهم بنادق سوداء طويلة".
واستطردت المحامية المصرية، في شهادتها التي عنونتها بـ"شهادتي في مقتل شيماء الصباغ": "جاءني نديم ابني، وقال لي "لو سمحتِ تعالي معي هما هايضربوا أنا شفت الموقف ده كتير قبل كده"، قلت له: "أكيد لا، لو على الغاز أنا متعودة"، لم أكمل الجملة حتى بدأ ضرب الأعيرة النارية والغاز.. كل الناس جريت وورانا الشرطة على الرصيف الثاني أمام مطعم ريش".
وأوضحت سليمان: "شوفت (رأيت) أحد الأشخاص واقعا على الأرض، مش عارفة شاب أم شابة، حتى انتقلت إلى الممر المجاور لمحل ريش، فعرفت أنها بنت ورأيت دمًا قليلاً، لم أرَ وجهها، وكان من معها يصرخ "إسعااااف" وضابط من الملثمين ومعه سلاحه يقترب منهما.. طلعت كان في اتجاهنا إلا أن ضابط خده من إيده إلى ميدان طلعت حرب".
أصحاب البنت أخذوها إلى الإسعاف، ولم أعرف تفاصيل. طبعا الشرطة كانت مثل الجراد في شارع طلعت حرب وراء الناس، ورأيتهم وهم يقبضون على اثنين من الشباب، لم أعرفهما".
"
المحامية شهدت إطلاق الشرطة النار على المتظاهرين ما أدى إلى مقتل شيماء
"
وقالت: "بدأت أكتب ما حصل، فاتصل بي عدد من الأصدقاء للاطمئنان، وطلبت منهم أن يقولوا لي ما أخبار البنت التي أصيبت، لو كانوا يعرفوها.. وفي طريقي إلى البيت اتصلت بإحدى صديقاتي، لتطمئنني على طلعت فهمي. وعاودت الاتصال بي وأبلغتني أن البنت ماتت، وأن طلعت مقبوض عليه في قسم قصر النيل، مع آخرين.
وأكملت المحامية شهادتها قائلة: "نزلت مرة أخرى من البيت وأنا غير مصدقة أن البنت ماتت، ماتت خلال دقائق، ذهبت إلى مشرحة زينهم، وكان مشهدا رهيبا.. أغلب أصدقائها وصديقاتها أعرفهم، شباب وشابات مناضلات، ارتفع الصراخ والعويل منهم، وعرفت أن الشهيدة لها ابن عمره 4 أو 5 سنوات.
سألني أحمد راغب المحامي عن رغبتي في الإدلاء بشهادتي، قلت له إني موجودة لهذا السبب، وذهبنا جميعا مع محامين ومحاميات وشهود من حزب التحالف الشعبي إلي نيابة عابدين.
بعد نحو ساعة، قابلنا رئيس النيابة، وأخذ منا بطاقات الشهود وكارنيه المحاماة الخاص بي للشهادة. حدثت مشادات بينه وبين بعض المحامين حول المقبوض عليهم بقسم عابدين.
المهم، بعد أكثر من خمس ساعات في النيابة دخلت لأدلي بشهادتي، ودخل معي الأستاذ أحمد راغب والأستاذة سيدة، وبدأت أسئلة النيابة، وحكيت ما حصل:
- أولا، وجودي كان بالصدفة حيث كنت أتناول الغداء بمطعم ريش.
- ثانيا، المسيرة كانت سلمية، وعددهم لا يتجاوز 30 شخصاً يحملون وروداً ولافتات.
- ثالثا، الشرطة كانت بأعداد كبيرة جدا، لا يتناسب مع عدد المتظاهرين.
- رابعا، كان من بين عناصر الشرطة ملثمون شكلهم مرعب، مما ينم على أنهم ينوون الغدر بالمسيرة.
- خامسا، الشرطة أطلقت الأعيرة النارية (الخرطوش) والغاز خلال دقائق من بداية الهتاف (عيش حرية عدالة اجتماعية) سلمية جداً.
"
النيابة حولت الشاهدة إلى متهمة وحققت معها
"
- سادسا، الهجوم على المسيرة وتتبع أفرادها والجري خلفهم وملاحقتهم كالجراد في شارع طلعت حرب.
- سابعا، مقتل أحد أفراد المسيرة، شيماء الصباغ، وأن الشرطة هي التي قتلت شيماء، أشهد على ذلك، يمينٌ سأحاسب عليه.
- بعد هذا التحقيق، فوجئنا أن النيابة حولتني إلى متهمة وتم التحقيق معي وبدأ وكيل النيابة بالقول إن القبض على عزة سليمان تمّ في سراي النيابة، وبدأ في سرد سني وشكلي ولبسي وطولي... الخ.
طبعا اعترضنا وقلنا إن ذلك ليس قانونيا وإني شاهدة متطوعة... الخ. لكن وكيل النيابة قال كلاما هو بالفعل غير قانوني، ولا منطقي ولا أي شيء.
المهم بدأت الأسئلة والاتهام وسرد ما جاء في محضر الشرطة ضد المسيرة، بأنها غير مصرح بها مع استخدام حجارة وضرب الشرطة، واستخدام شماريخ نارية ومقاومة الشرطة. وأن الشرطة استخدمت مياها لتفريقهم إلا أنهم قاوموا.
ماهي أقوالك؟
قلت له إن التقرير كله كذب وتلفيق، وأعدت عليه ما تم من انتهاكات واعتداءات الشرطة على المسيرة، التي كانت نتيجتها قتل شيماء الصباغ.
طلب أحمد راغب خروج المتهمة (اللي هي أنا) الإفراج عني بأي ضمان، فأنا رفضت بشدة وأصررت على خروجي بضمان محل إقامتي، فتدخل وكيل النيابة، وأبلغني أن خروجي سوف يتم بالضمان الشخصي.
وتضيف المحامية الشاهدة: "معنى الكلام ده إيه:
1- أن النظام مقرر يخوّف ويخرس كل الأصوات، حتى لو فكرت تقول الحق عبر شهادة.
2- يتم ليّ كل القوانين والأجهزة لترسيخ سلطة النظام.
3- إنهاك أي فرد أو قوى تحاول أن تعبر عن أي استياء من النظام، أو تساعد أو تدعم آخرين يتعرضون للظلم.
4- من المفارقات المحزنة بين الساعة الثانية عشرة والنصف والساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وقعت مشادة بيني وبين رئيس النيابة على التأخير، وأنه لا بد من تحديد موعد بداية سماع الشهادة، فحضرته قال لي "والله لو عايزة تمشي امشي".
ده معناه ببساطة أني حرة في وجودي بالنيابة أو حرة في الإدلاء بشهادتي. ثم أتحول بقدرة قادر إلى متهمة، وهم الذين يقررون أن يفرجوا عني.
والآن لا أعرف ما وضعي القانوني في القضية التي اتهمت فيها الداخلية بقتل شيماء الصباغ".
وختمت الشاهدة بالقول: "شاهدة بالصدفة تتحول إلى متهمة، لا يحدث هذا غير في دول بوليسية استبدادية زي مصر".
عزة سليمان - محامية - السن 48 عاما - 24 يناير 2015.
القاهرة ــ العربي الجديد
25 يناير 2015
اتهمت المحامية المصرية عزة سليمان، الشرطة المصرية بقتل شيماء الصباغ، التي توفيت أمس السبت، بعد تعرضها لإطلاق نار أثناء مشاركتها في مظاهرة لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إحياءً لذكرى شهداء ثورة 25 يناير.
وقالت المحامية في شهادتها التي اطلع "العربي الجديد" على نسخة عنها، إن وجودها تصادف في منطقة وسط البلد التي وقعت فيها الأحداث، حيث كانت تتناول الغداء في مطعم ريش مع عائلتها وأصدقائها.
وأوضحت أنها في حوالي الساعة 3 ونصف عصرا، سمعت أصوات مسيرة، فخرجت للمشاهدة ووجدت عددا من الأشخاص الذين تعرفهم بين المشاركين في المسيرة، والتي كان عدد المشاركين فيها بين 25 إلى 30 شخصا يحملون الورود.
وقالت سليمان: "رأيت الأستاذ حلمي شعراوي وطلعت فهمي وإلهام المرغني وآخرين من أعضاء حزب التحالف الشعبي، وسلمت على بعضهم وضحكنا، ثم انتقلوا إلى الرصيف المواجه لي عند ميدان طلعت حرب، وذهبت لالتقاط بعض الصور".
مضيفة أن "الشرطة حضرت بعد ذلك، وبدأت سيارات الشرطة تطلق "السارينة"، وتقترب من المتظاهرين، وأن بعض عناصر الشرطة كانوا ملثمين، ومعهم بنادق سوداء طويلة".
واستطردت المحامية المصرية، في شهادتها التي عنونتها بـ"شهادتي في مقتل شيماء الصباغ": "جاءني نديم ابني، وقال لي "لو سمحتِ تعالي معي هما هايضربوا أنا شفت الموقف ده كتير قبل كده"، قلت له: "أكيد لا، لو على الغاز أنا متعودة"، لم أكمل الجملة حتى بدأ ضرب الأعيرة النارية والغاز.. كل الناس جريت وورانا الشرطة على الرصيف الثاني أمام مطعم ريش".
وأوضحت سليمان: "شوفت (رأيت) أحد الأشخاص واقعا على الأرض، مش عارفة شاب أم شابة، حتى انتقلت إلى الممر المجاور لمحل ريش، فعرفت أنها بنت ورأيت دمًا قليلاً، لم أرَ وجهها، وكان من معها يصرخ "إسعااااف" وضابط من الملثمين ومعه سلاحه يقترب منهما.. طلعت كان في اتجاهنا إلا أن ضابط خده من إيده إلى ميدان طلعت حرب".
أصحاب البنت أخذوها إلى الإسعاف، ولم أعرف تفاصيل. طبعا الشرطة كانت مثل الجراد في شارع طلعت حرب وراء الناس، ورأيتهم وهم يقبضون على اثنين من الشباب، لم أعرفهما".
"
المحامية شهدت إطلاق الشرطة النار على المتظاهرين ما أدى إلى مقتل شيماء
"
وقالت: "بدأت أكتب ما حصل، فاتصل بي عدد من الأصدقاء للاطمئنان، وطلبت منهم أن يقولوا لي ما أخبار البنت التي أصيبت، لو كانوا يعرفوها.. وفي طريقي إلى البيت اتصلت بإحدى صديقاتي، لتطمئنني على طلعت فهمي. وعاودت الاتصال بي وأبلغتني أن البنت ماتت، وأن طلعت مقبوض عليه في قسم قصر النيل، مع آخرين.
وأكملت المحامية شهادتها قائلة: "نزلت مرة أخرى من البيت وأنا غير مصدقة أن البنت ماتت، ماتت خلال دقائق، ذهبت إلى مشرحة زينهم، وكان مشهدا رهيبا.. أغلب أصدقائها وصديقاتها أعرفهم، شباب وشابات مناضلات، ارتفع الصراخ والعويل منهم، وعرفت أن الشهيدة لها ابن عمره 4 أو 5 سنوات.
سألني أحمد راغب المحامي عن رغبتي في الإدلاء بشهادتي، قلت له إني موجودة لهذا السبب، وذهبنا جميعا مع محامين ومحاميات وشهود من حزب التحالف الشعبي إلي نيابة عابدين.
بعد نحو ساعة، قابلنا رئيس النيابة، وأخذ منا بطاقات الشهود وكارنيه المحاماة الخاص بي للشهادة. حدثت مشادات بينه وبين بعض المحامين حول المقبوض عليهم بقسم عابدين.
المهم، بعد أكثر من خمس ساعات في النيابة دخلت لأدلي بشهادتي، ودخل معي الأستاذ أحمد راغب والأستاذة سيدة، وبدأت أسئلة النيابة، وحكيت ما حصل:
- أولا، وجودي كان بالصدفة حيث كنت أتناول الغداء بمطعم ريش.
- ثانيا، المسيرة كانت سلمية، وعددهم لا يتجاوز 30 شخصاً يحملون وروداً ولافتات.
- ثالثا، الشرطة كانت بأعداد كبيرة جدا، لا يتناسب مع عدد المتظاهرين.
- رابعا، كان من بين عناصر الشرطة ملثمون شكلهم مرعب، مما ينم على أنهم ينوون الغدر بالمسيرة.
- خامسا، الشرطة أطلقت الأعيرة النارية (الخرطوش) والغاز خلال دقائق من بداية الهتاف (عيش حرية عدالة اجتماعية) سلمية جداً.
"
النيابة حولت الشاهدة إلى متهمة وحققت معها
"
- سادسا، الهجوم على المسيرة وتتبع أفرادها والجري خلفهم وملاحقتهم كالجراد في شارع طلعت حرب.
- سابعا، مقتل أحد أفراد المسيرة، شيماء الصباغ، وأن الشرطة هي التي قتلت شيماء، أشهد على ذلك، يمينٌ سأحاسب عليه.
- بعد هذا التحقيق، فوجئنا أن النيابة حولتني إلى متهمة وتم التحقيق معي وبدأ وكيل النيابة بالقول إن القبض على عزة سليمان تمّ في سراي النيابة، وبدأ في سرد سني وشكلي ولبسي وطولي... الخ.
طبعا اعترضنا وقلنا إن ذلك ليس قانونيا وإني شاهدة متطوعة... الخ. لكن وكيل النيابة قال كلاما هو بالفعل غير قانوني، ولا منطقي ولا أي شيء.
المهم بدأت الأسئلة والاتهام وسرد ما جاء في محضر الشرطة ضد المسيرة، بأنها غير مصرح بها مع استخدام حجارة وضرب الشرطة، واستخدام شماريخ نارية ومقاومة الشرطة. وأن الشرطة استخدمت مياها لتفريقهم إلا أنهم قاوموا.
ماهي أقوالك؟
قلت له إن التقرير كله كذب وتلفيق، وأعدت عليه ما تم من انتهاكات واعتداءات الشرطة على المسيرة، التي كانت نتيجتها قتل شيماء الصباغ.
طلب أحمد راغب خروج المتهمة (اللي هي أنا) الإفراج عني بأي ضمان، فأنا رفضت بشدة وأصررت على خروجي بضمان محل إقامتي، فتدخل وكيل النيابة، وأبلغني أن خروجي سوف يتم بالضمان الشخصي.
وتضيف المحامية الشاهدة: "معنى الكلام ده إيه:
1- أن النظام مقرر يخوّف ويخرس كل الأصوات، حتى لو فكرت تقول الحق عبر شهادة.
2- يتم ليّ كل القوانين والأجهزة لترسيخ سلطة النظام.
3- إنهاك أي فرد أو قوى تحاول أن تعبر عن أي استياء من النظام، أو تساعد أو تدعم آخرين يتعرضون للظلم.
4- من المفارقات المحزنة بين الساعة الثانية عشرة والنصف والساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وقعت مشادة بيني وبين رئيس النيابة على التأخير، وأنه لا بد من تحديد موعد بداية سماع الشهادة، فحضرته قال لي "والله لو عايزة تمشي امشي".
ده معناه ببساطة أني حرة في وجودي بالنيابة أو حرة في الإدلاء بشهادتي. ثم أتحول بقدرة قادر إلى متهمة، وهم الذين يقررون أن يفرجوا عني.
والآن لا أعرف ما وضعي القانوني في القضية التي اتهمت فيها الداخلية بقتل شيماء الصباغ".
وختمت الشاهدة بالقول: "شاهدة بالصدفة تتحول إلى متهمة، لا يحدث هذا غير في دول بوليسية استبدادية زي مصر".
عزة سليمان - محامية - السن 48 عاما - 24 يناير 2015.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق