الأربعاء، 21 يناير 2015

إلى محمود سعد كن رجلًا وتكلم بقلم: المستشار عماد أبو هاشم



إلى محمود سعد كن رجلًا وتكلم
بقلم: المستشار عماد أبو هاشم 
اتهام البعض المخابرات التركية أنها وراء الكشف عن تسريبات مكتب السيسي يُعد اعترافًا بصحة ما حوته تلك التسريبات ويمثل دليلًا جديدًا على فشل أجهزة الأمن المصرية في تأمين المنشآت الحيوية للدولة، أما الذين تداركوا ذلك الخطأ واتهموها بفبركة تلك التسريبات فإنهم يقدمون الدليل الدامغ على غبائهم وبلاهتهم، ذلك أن فبركة تسجيلات صوتية لأشخاصٍ بأعينهم لا يحتاج إلى أجهزةٍ استخباراتية أو تقنياتٍ متطورة لصنعها، بل إن أيَّ طفلٍ من الهواةِ له بعض الخبرة في التعامل مع التقنيات الصوتية المتاحة على شبكة الإنترنت يمكنه ذلك. 
ومن ناحيةٍ أخرى -إن صح ادعاؤهم- أن هناك من فبرك تلك التسجيلات.. فلماذا لم يُطلق العنان لخياله ليقول المزيد والمزيد من الفضائح والجُرَسِ ويتناول أشياءً وأحداثًا أكثر أهميةً؟ 
إنهم يحاولون أن يستقطبوا الرأي العام لقضايا فرعية بادعائهم تدخل تركيا في الشأن المصري، واتهام مخابراتها بالتنصت عليهم للتغطية والتعتيم على خيبتهم القوية وفضيحتهم المدوية وفشلهم الذريع. 
لقد كان مبارك ونظامه يعلقون فشلهم على شماعة أمريكا وإسرائيل، أما الآن لم يعد مسموحًا للسيسي أن يعلق أخطاءه وأخطاء رجاله على ذات الشماعة التي كان يستخدمها مَن قبله، فلم يجد إلا تركيا يعلق مصائبه على شماعتها، أسلوب تبرير الأخطاء وتبرئة المخطئين هو ذات الأسلوب الذي حكم به العسكر مصر ولا يزالوا يحكمونها به. 
لكنني كقانوني دائمًا ما أبحث عن مقطع النزاع في كلِّ ما أشاهد أو أرى، بالطبع تلك التسجيلات في حد ذاتها أكبر دليلٍ على مصداقيتها لأنها لو خضعت للفحص الفني سَيَثبُت أنها غير مفبركة، ويمكن الإستعانة بجهات الخبرة ذات الدراية والثقة في إثبات صحتها إمعانًا في كشف وفضح الانقلاب، لكن ليس هذا ما قصدته، اللافت للانتباه في تلك التسريبات أنها تناولت شخصياتٍ إعلاميةٍ معروفةٍ بنوعٍ من الاستهانةِ والسخرية وكشفت عن استخدامهم من قبل المخابرات الحربية لتغييب ونضليل الرأي العام في مصر، ماذا لو تحدث هؤلاء واعترفوا بالحقيقة؟ 
بالطبع ربما رد البعض باستحالة ذلك إما خوفًا من التنكيل والعقاب ، أو طمعًا فى العطاءِ بغير حساب ، لكن هل بسكوتهم هذا سيحمون أنفسهم ، لقد رأينا كيف كانوا يتوعدون محمود سعد بالتخلص منه فى الوقت المناسب ، ربما لو تحدث هؤلاء الإعلاميون لحموا أنفسَهم من مصيرٍ محتومٍ ، ماذا لو تحدث محمود سعد وأقر بصدق الرواية التى تناولتها التسجيلات والتى - بالطبع - لم يعرف بها سواه هو و عباس كامل و أحمد على ألا يكون ذلك ردًّا ربما ينقذ حياته منهم ؟ أقول له كن رجلًا وتكلم ، لا تنتظر أن تُثبت الأيام صحة تلك التسجيلات فتكون أمام الناس فى وضعٍ لا تحسد عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق