يناير .. ثورة منطقة !
بقلم : حسن القباني
تحولت مصر بعد الانطلاق الأول لقطار ثورة 25
يناير إلى محط أنظار الجميع، وسعي الثوار بها كي تكون جنة الثورات ونواة
التحرر والتحرير، ولكن لعب خونة العسكر دورًا مشبوها منذ البداية لصالح
الكفيل الصهيوني أمريكي وذراعه المستبد بالخليج، كي يتم منع الربيع العربي
من التوسع والانتشار وقمع أي تمدد خليجي لتوابع ثورة مصر.
وسعى المجلس العسكري في عهد طنطاوي إلى
تفخيخ الثورة وإبقاء مصر تحت الرق الصهيوني الأمريكي، ولما حاول الرئيس
المنتخب البطل محمد مرسي تصحيح المسار والتحرر التدريجي والحفاظ على الثورة
وسط أمواج متلاطمة، أعلن المجلس العسكري الانقلاب عليها بعد فشل كل
محاولات تفجيرها، لتتجه مصر بسرعة البرق إلى عزبة خاصة لمجموعة عميلة ،
تبذل كل ما في وسعها لارضاء مجلس ادارة الشر العالمي، وسحق كل مطالب الشعب
المصري وتدمير كل مؤسسات الدولة بما فيها الجيش وتهديد كل صمامات أمن مصر
القومي.
ولذلك، فلا عجب منذ أن أطلق قائد الانقلاب
إشارة غدرة الصهيوأمريكي الدموي في 3 يوليو 2013 وصولا إلى تدشين شعاره
المخادع : "تحيا مصر"، والمصريون يموتون ومصر تموت بالبطيء، وتسير من سيء
لأسوء، ولا جديد يحدث سوى تبديد كل طاقات الوطن لصالح عصبة شر خائنة تريد
رجوع الزمن للوراء وابقاء الاحتلال غير المباشر لمصر إلى أطول وقت ممكن.
لقد باتت حياة المصريين أمرا غير مطروح في
أجندة الانقلاب العسكري الذي حول مصر إلى دولة شبه محتلة ، فالحياة محظورة
سواء كانت حياة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية ، والدين الاسلامي يواجه
محاولات انقلاب متكررة تضرب في ثوابته وعقيدته ، والجرائم التي ترتكب تؤكد
ضمنيا أن دولة الاحتلال الصهيوني هى من تحكم عبر عرائس وديكور.
ولماذا يحيا المصريون والانقلاب لا يزال
يتنفس صناعيا باكسجين من الأعداء ، ولازال زعيمه عصابة الانقلاب المنحرفة
يتنقل بين بيوت الكفلاء المختلفة لطلب المدد والعون في مواجهة شعب ثابت في
الشارع يدعو الله ويواصل الكفاح ؟!، ولماذا يحيا المصريون والسيسي يقدم
تصورا آخر أكد فيه قولا وفعلا أنه مصر وأن مصر هو ، وانه الدولة وأن الدولة
هو ، ولماذا يحيا المصريون والمطلوب هو حياة الشر والعدوان قوي الاستكبار
العالمي ؟!ولماذا يحيا المصريون والسيسي يخاف لحظيا من مصير السادات
والقذافي بعد موجة الدم التي حدثت تحت رعايته؟!.
ومن هنا تأتي الثورة كطوق نجاة وخارطة حل
عادل شامل ، لاسقاط حانوتي عسكر الصهاينة والأمريكان ، الذي يوزع نصائح
الحل السياسي في ليبيا وسوريا، بينما يرعى مخططات الحل الدموي والإفقاري
والتخريبي والإرهابي في القاهرة والإسكندرية والجيزة وسيناء وسائر
المحافظات ، ويبيع حصة مصر في المياه لذراع الصهاينة الاثيوبي ، لتصير مصر
مع الانقلابيين "قد النملة"!
لقد أربكت الثورة والثوار بفضل الله -ولا
يزال- ذلك المشروع التخربيي الدائر على قدم وساق، وأجبرت العصابة الخائنة
على التراجع في محطات والانحسار في محطات أو التقدم بمكاسب أقل، ستنقلب على
العصابة لخسائر في وقت لاحق، ما يسهم في تراجع ترجيدي كامل في لحظات
مناسبة لذلك، تطيح بكامل النظام وبكل العصابة وفي مقدمتها عبد الفتاح
السيسي، إذ إن مصر الثورة جربت كوراث الإطاحة برأس النظام فقط، واتضح أنه
خلق رأسًا جديدًا لجسد فاسد عفن للحفاظ على العصابة.
ولم يشهد انقلابًا في العالم حراكا ثوريا
متواصلا بلا انقطاع لمدة تزيد عن عام ونصف إلا في مصر المحروسة بربها ثم
بثوارها الأحرار، ولذلك فإن ثورة قدمت نضالا لم ولن ينقطع بإذن الله،
وافتدت وطنها بكل غال ونفيس من أجل نصرة الحق وتصحيح المسار، فإن كل ذلك لن
يضيع هدرا تاريخيا وتراكميا ودينيا، فالقمع يشعل الغضب ويقوي جذوة الثورة،
وتراكم الخبرات يؤدي إلى إكمال أسباب الانجاز.
ومن هنا فإن انطلاقة 25 يناير في عام 2015،
تمثل بداية مهمة لعام مهم، تتطالب من الجميع حسن الأداء والقول والصف، ولا
أروع من أن تكون 25 يناير بداية لتجديد الربيع العربي، وتدشين الربيع
الخليجي، لتتنفس المنطقة من جديد، ولتصطف مصر مع دول المنطقة المضطهدة في
انتفاضة غضب تشكل مرحلة جديدة في وقت صعب على الأمة والإنسانية جراء
سياسيات قوى الشر والعدوان العالمية.
إن مصر الثورة في طريقها لنصر مؤزر بإذن
الله عزوجل، ولو بعد حين، نصر يعلن خارطة التحرر والعدل، ويعزز حالة التحدي
العام ضد كارهي الإسلام والإنسانية، ويقود الأمة لحالة نجاح لثوراتها نحو
ريادة إسلامية وعربية من جديد، ويسقط كل الطواغيت، فليبذل ثوار مصر والعرب
كل ما في وسعهم، وعلى الله التكلان ومصير الشر الخسران، وما النصر إلا من
عند الله، وما بين لحظة وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال.
ثوروا تتحرروا!
--------------------
*منسق حركة صحفيون من أجل الإصلاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق