محمد سلطان.. وصمة عار في جبين الحضارة
بقلم: د. هاني إسماعيل محمد
محمد سلطان نجل الداعية الإسلامية
الدكتور صلاح سلطان أستاذ الشريعة الإسلامية بدار العلوم ورئيس المجلس
الأعلى للشئون الإسلامية سيظل وصمة عار في جبين الحضارة الإنسانية المعاصرة
قاطبة، فقد اختطف هذا الشاب من بيته من قِبَل الانقلاب، ولا ذنب له إلا
إنه نجل الدكتور صلاح سلطان، اختطفوه وعذبوه ليكون أداة ضغط على أبيه، فأبى
الظلم والضيم، فقرر الإضراب عن الطعام، وهي الوسيلة الوحيدة التي يملكها،
لمقاومة الظلم.
بينما ظل المجتمع الدولي والمؤسسات
الحقوقية يغضون الطرف عن أدنى الحقوق الإنسانية وهي المحاكمة العادلة، ظلّ
محمد سلطان ذو الستة والعشرين ربيعا متمسكا بإضرابه وصموده لأكثر من 360
يوما، في أطول إضراب تشهده السجون المصرية في تاريخها.
ظل الغرب وأمريكا والتي يحمل
جنسيتها وجواز سفرها لا يلقون بالا، يا له من مجتمع منافق، يتشدق بالحريات
العامة، والكرامة الإنسانية، بينما يترك مواطنيه فريسة لعديمي الإنسانية
والضمير، والذي يستمتعون بالسادية وتعذيب الجنس البشري، ويطربون فرحا عندما
يمرحون عيثا وفسادا.
أين أمريكا التي شنت الحروب بدعوى
إقامة الحرية والديمقراطية من تعذيب وقتل مواطنها، أين منظمات الحقوقية
والإنسانية و... و... والتي لا نملك لها عدا ولا حصرا، من إزهاق نفس بشرية،
أدنى حقوقها أن يتم الإفراج عنها صحيا، وإن كانت مذنبة، فبالك بأنها لا
تملك جرما ولا إثما.
هل كانت إسرائيل العدو اللدود للعرب
والفلسطينيين أكثر إنسانية ورأفة من جلادي الانقلاب عندما أفرجت عن
المضربين عن الطعام في فبراير الماضي، حيث نشرت الصحف أن محكمة عسكرية
إسرائيلية قررت الإفراج عن معتقل فلسطيني مضرب عن الطعام منذ 58 يوما، وليس
من 360 يوما!! هل أضحى القضاء الإسرائيلي العسكري أرحم من قضاء مصر الشامخ
النزيه المستقل... إلخ ذلك من صفات التنزيه والتقديس والتأليه؟!!.
ماذا يريدون من شاب، أبوه بين أيديهم معتقل وقال جهرة احكموا عليّ كما تحبون ولكن دعوا ابني الذي يحتضر حقيقة لا مجازا.
يقول الله تعالى: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"، إلا أن حال الانقلاب المنزوع القلب والضمير لا يسمع فضلا عن أن يصدع:
لقد أسمعت إذ ناديت حياً... ولكن لا حياة لمن تنادى
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت... ولكن أنت تنفخ في الرمـادِ.
صورة محمد سلطان الأخيرة لا تحتاج
إلى وصف أو سرد لما يعانيه، وهي كفيلة لمن يملك ذرة من قلب أن يتحرك
لإنقاذه من براثن عديمي الإنسانية، وأدعو كل إنسان مازال يتصف بالإنسانية
أن يبذل قصارى جهده لإنقاذ هذا الشاب الحر البطل الذي آثر الموت على العيش
ذل، فهي حياة إما تسر الصديق وإما تغيظ العدا، ولا يستصغر أحد منا ما يمكن
أن يفعله فإنما تنصرون بضعفائكم، إعذارًا لله فقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا يقفن أحدكم موقفًا يضرب فيه رجل ظلمًا؛ فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه" (رواه الطبراني).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق