الثلاثاء، 14 فبراير 2017

إعلام السيسي يؤكد تسريبات مكملين.. والسعودية تدافع

إعلام السيسي يؤكد تسريبات مكملين.. والسعودية تدافع



سامح شكري



جاء تسريب قناة مكملين الأخير، الذي يُعتبر الأخطر في تسريبات وزير الخارجية، ليكشف حقيقة الصراع داخل أجهزة الدولة؛ وهو ما أكدته الإعلامية المقربة من النظام لميس الحديدي وعديد من الشخصيات المحسوبة على النظام.

وتحدث التسريب حول حدوث تنسيق أمني بين مصر و(إسرائيل) بشأن نقل جزيرتي "تيران وصنافير" إلى المملكة العربية السعودية، وتسبب في ردود فعل صادمة في أوساط الساسة والإعلاميين المصريين، وسط مطالبات بكشف المسؤول عن هذا الاختراق.

صراع أجنحة

واعتبر إعلاميون مقربون من المؤسسة العسكرية في مصر أن التسريب الجديد يؤكد وجود صراع بين أجهزة الدولة، وأن جهة ما تريد الإطاحة بوزيرالخارجية المصري "سامح شكري" من منصبه.

وفي أول رد فعل إزاء تنامي القلق والانزعاج من تسريبات وزير الخارجية المصري "سامح شكري"، وصفت الإعلامية "لميس الحديدي" ما حدث بأنه "اختراق واضح لأمن وزير الخارجية".

وقالت لميس في برنامجها "هنا العاصمة" على فضائية "سي بي سي": "دا خطر جدًا، وعلى الأجهزة السيادية الاجتماع عاجلًا لتعرف من وراء ذلك".

وأضافت لميس: "اختراق لا يمكن السكوت عليه، ومحدش يقول لي دي قناة إخوانية، فيه اختراق واضح، ما حدث خطر جدا، ولازم مساءلة وعقاب للمتسبب في ذلك".

وألمحت الإعلامية المعروفة بقربها من أجهزة سيادية في البلاد إلى وجود صراع داخل أجهزة الدولة، قائلة: "محاولة للإيقاع بالوزير، القصة مش إخوان؛ بل أشخاص داخل الدولة لا تريد شكري فتعمل على إبعاده، وبالتالي صراع في جبهات داخل الدولة بتخبط في بعض فننتهي لهذا الأمر، كل الاحتمالات واردة؛ لكن المهم معرفة من اخترق مكتب وزير الخارجية".

بينما تساءل الدكتور خالد رفعت، رئيس مركز طيبة للدراسات السياسية والاستراتيجية وأحد أبرز مؤيدي عبدالفتاح السيسي، عن حقيقة التسريبات المزعومة لوزير الخارجية سامح شكري التي بثتها قناة "مكملين" التابعة لجماعة الإخوان المسلمين.

وقال رفعت عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "في أول فبراير قامت قناة مكملين بإذاعة خمس مكالمات لسامح شكري مع الرئيس السيسي. تاني يوم صرح الناطق باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد لصحيفة التحرير قائلًا: لا تعليق، لن نعقب حاليًا وسنبحث الأمر".

وأضاف: "بالأمس 10 فبراير قامت نفس القناة بإذاعة تسريبين جديدين لسامح شكري مع مستشار نيتنياهو حول تيران وصنافير. لن أقوم بأي تعليق على التسريبات دي قبل رد الخارجية. هل هذه تسريبات حقيقية أم فبركة من الأصل؟ ولكل حادث حديث ولكل مقام مقال".

إعلام السعودية يدافع عن تسريب شكري

قال سليمان العقيلي، الكاتب والمحلل السياسي السعودي، تعليقًا على تسريب وزير الخارجية المصري سامح شكري مع مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن قضية تيران وصنافير، إنه لا ينظر إليه نظرة المعارضة المصرية في الخارج مهما كانت؛ لأن مصر تلتزم بالاتفاقيات الدولية وما وقعت عليه ولا تتخذ أي قرار حتى في إطار إعادة الجزر إلى أصحابها.

وأضاف "العقيلي"، في مداخلة هاتفية مع قناة "الجزيرة"، أن الجزيرتين مشمولتان بمعاهدة "كامب ديفيد"، وأنهما كانتا مادة الحرب التي قامت بها إسرائيل ولهما طبيعة دولية؛ إذ تتعلق بها مصالح دولية، لافتًا إلى أن على مصر أن تضمن عدم وجود ردود فعل ذات طبيعة دولية على الاتفاق قبل أي تصرف في إطار سياستها مع السعودية، وأن يكون الاتفاق مؤمّنًا من جميع النواحي.

وأشار "العقيلي" إلى أن تسريب "شكري" إذا ثبت صحته يؤكد أن مصر تحترم اتفاقها مع المملكة، وأنها بصدد الالتزام به، وأنها ماضية في تنفيذ الاتفاقية.

الإطاحة بشكري

وأكدت مصادر حكومية مصرية مطّلعة على ملف التعديل الوزاري الذي سيُعلن عنه خلال الأيام القليلة المقبلة أن "وزير الخارجية المصري سامح شكري بات مرشحًا بقوة ليكون خارج التشكيل الوزاري الجديد".

وكشفت المصادر، بحسب موقع "العربي الجديد"، عن أن عبدالفتاح السيسي أبلغ رئيس الوزراء شريف إسماعيل بترشيح أسماء لتولي منصب وزير الخارجية في التعديل، لافتة إلى أن "مطلب السيسي جاء بشكل مفاجئ بعد أن كان اسم شكري من الوزراء الذين ضمنوا البقاء في مواقعهم".

وأوضحت المصادر أن "تقارير الأجهزة السيادية، وفي مقدمتها الاستخبارات العامة، بشأن شكري جاءت سلبية للغاية"، وكشفت أن "تقريرًا لجهاز الاستخبارات جاء فيه أن أداء الوزير كان سببًا في تفاقم عدد من الأزمات الدبلوماسية التي شهدتها مصر أخيرًا، وفي مقدمتها أزمة مقتل الباحث الإيطالي في القاهرة جوليو ريجيني، والأزمة مع السعودية، وكذلك أزمة سد النهضة"، ووصفت أداءه بـ"الباهت".

وأشارت المصادر إلى أن "الأيام القليلة الماضية شهدت ما يشبه الصراع المكتوم بين جهاز الاستخبارات ومؤسسة الرئاسة بشأن شكري".

وفي الوقت الذي طالب فيه الجهاز برحيل شكري في التعديل الجديد، تمسكت أطراف في مؤسسة الرئاسة، من بينها مدير مكتب السيسي اللواء عباس كامل، الرجل القوي في المؤسسة، بوزير الخارجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق