هل محاربة الإسلام إرادة أمة؟
بقلم: د. عز الدين الكومي
أكد قائد الانقلاب العسكري خلال الندوة
التثقيفية الرابعة والعشرين لعسكر كامب ديفيد، أن القيادة السياسة لن تسمح
بوجود أي توجه داخل جيش كامب ديفيد، ولن نسمح بأن يكون هناك أشخاص لهم
توجهات دينية داخل مؤسستي الجيش والشرطة، وإذا وُجدوا سيتم طردهم!!
بالطبع لابد أن يطردوا لأن الولاء في جيش
كامب ديفيد هو للصهاينة فقط، ومن ورائهم الأمريكان منذ اتفاقية كامب ديفيد،
والكلام ليس بجديد على المرتزقة؛ ففي أواخر أيام المخلوع، وأثناء محاكمة
أحد الضباط بحجة أن زوجته ترتدي النقاب قال طنطاوي للضابط: نحن نريدها
ملوخية، لا إسلامية ولا مسيحية!!
وفى الوقت الذي أعلنت فيه صحيفة معاريف
الصهيونية نقلا عن شعبة القوى البشرية في الجيش الصهيوني، بأن ثلثي قادة
الأطقم والسرايا ونوابهم، بمن فيهم نائب قائد «شيدلاغ» هم من التيار
الديني، وتحديدا من التيار الديني الصهيوني، الذين يتميزون عن غيرهم من
المتدينين باعتمار القبعات الدينية المزركشة، بما يستشف من المعطيات
الرسمية للجيش الصهيوني بأن المتدينين يسيطرون على جميع الوحدات المقاتلة
والخاصة!! لكن زعيم عصابة الانقلاب الكاره للدين يقول: من أربع سنوات ونصف
السنة، طُلب مني تعيين فئات معينة بالجيش لكني رفضت، وقلت: أن من يدخل
الجيش والشرطة إما أن يكون مع بلده أو لا، أما داخل الجيش لا يمكن أن نسمح
أن يكون لأحد توجه ديني، ومن يظهر عليه توجه سنطرده، وهو أمر معمول به منذ
أكثر من ثلاثين سنة، ومن لديه أي توجه عليه أن يبتعد عن الجيش المصري، حتى
يظل الجيش يعلي المصلحة الوطنية، على أي مصلحة أخرى، وأنه حريص على الحفاظ
على وحدة الجيش دون توجهات أو انتماءات!! لكنه لم يقل لنا، من الذي طلب
منه هذا المطلب؟ هل هو الرئيس محمد مرسي الذي كان يقف أمامه كالفأر
المذعور؟ أم خيرت الشاطر الذي كان يسعى بشتى السبل للقائه؟!!
ووجه حديثه لعسكر كامب ديفيد قائلا: أقول
للجيش والشرطة إحنا اتكلمنا كتير في الولاء ومعندناش ولاء مذهبي أو طائفي
أو سياسي أو حتى ولاء للرئيس، الولاء لمصر وشعبها بس !! في الجيش والشرطة
اللي ليه توجه يخليه بعيد عن الدولة، ولو فيه توجه داخل أي مؤسسة من مؤسسات
الدولة غصب عنه بيميل لتوجهه، مش بيشوف مصلحة بلده وبيشوف مصلحة الفئة
والتوجه الذي يعتقده وده أخطر حاجه، وأنا مش بتكلم على الجيش والشرطة بس أي
مؤسسات من مؤسسات الدولة جواها توجهات، وكنت حريص إني لا أستعدي مواجهة مع
حد للحفاظ على ثبات مصر، ولا يجب أن يكون لأحد توجه معين ليس في الجيش
والشرطة فقط؛ لأن هذا التوجه سيدفع صاحبه للانحياز له، وهذا شيء في منتهى
الخطورة، وضد المصلحة الوطنية، عرفت قد إيه أنتم والشرطة مهمتكم مقدسة،
وإنكم مش بتنتصروا على عدو انتوا بتحموا شعب ودولة من الضياع وأمة من
التشرذم وفكرة الدين، وأن مصر مستمرة منذ ثلاث سنوات فى حرب الإرهاب ولا
يشعر بها أحد !! وأن مصر تحارب وتبنى وتعمر فى آن واحد، قائلا نواجه ونعمر
ومنقدرش نقول نؤجل الإعمار ونحارب الإرهاب، موضحا أن مصر تحارب حربين واحدة
من أجل البناء والثانية من أجل الحماية!! ـ نعم مصر تبنى لكن تبنى السجون
والمعتقلات!! ـ وبتقوموا بدور قوى وشريف ومقدس، وانتوا بتحموا شعب مصر، ولا
تسمحوا أن يعيش أبناؤه لاجئين أو أن يروع، فهذا أعظم وأشرف مهمة وأقدس
مهمة!! وهذا أمر طبيعى في ظل النظام الانقلابي المدعوم صهيونيا وصليبيا،
أن يتم تطهير جيش كامب ديفيد من أي عناصر لديها ضمير أو وازع ديني، أو شعور
بالمسئولية الوطنية، ولابد أن يكون الولاء للطاغية القادم من صفوف العسكر،
حتى لو باع الأرض وهتك العرض، ونهب الوطن، وضيع البلاد وأذل العباد !! فإن
مهمة عسكر كامب ديفيد هي حماية السلطة الانقلابية، وحماية أمن الصهاينة،
وقتل وتشريد أهل سيناء، وحصار شعب غزة وإغراقه بمياه البحر، لأن ولاءهم
للصهاينة والصليبيين الذين دعموا انقلابهم، على اختيار الشعب، ثم بعد ذلك
يقول ولاء الجيش لشعب مصر، لو كنت صادقا في زعمك هذا لاحترمت الإسلام الذي
يدين به أغلبية الشعب، ولم تعلن الحرب على ثوابت وقيم الإسلام تحت زعم
تجديد الخطاب الديني، واستبعاد الوطنيين من مؤسسات الدولة بحجة أن لهم
توجهات دينية، بالمخالفة لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، لو كان
ولاؤك للشعب لما أدخلت البلاد في نفق مظلم من الدمار الاقتصادي، ولو كان
ولاؤك للشعب لما قتلت واعتقلت شباب مصر، وتوسعت في بناء السجون والمعتقلات،
عن أي شعب تتحدث؟ لعللك تقصد الشعب الصهيوني!!
وفى توجيه رسالة واضحة للخارج خاصة في ظل
المغازلات المتبادلة مع ترامب، وأنه يحارب الإرهاب، دون أن يحس به أحد، كما
ظلت ثلاجته ليس فيها إلا الماء عشر سنوات ولم يحس به أحد، قائلاً: مصر
تعاني في محاربة الإرهاب بقالها سنة واتنين وتلاتة ومحدش حاسس بيها !! كما
وجه تهديدا صريحا للشعب، أشار إلى ما يجري في دول مثل ليبيا وسوريا والعراق
واليمن، لأن الإرهاب فقط يمكنه تدمير الدول!!
وعلى طريقة مفتى العسكر "علي فتة" عندما
تحدث عن مهاجمي كمائن الرفاعي في سيناء قال: ريحة قتلاهم في هذه المنطقة
كانت صعبة، وبفكر المصريين ان هذه المعركة كانت فاصلة وبطمن المصريين اننا
مستمرين وسننهي هذه المسألة تماما!! لا نحتاج تطمينات فقد طمأننا المتحدث
العسكري لجيش الكفتة قبلك، ومطمئنين تماما!! ده على اساس أنه ذهب إلى
الكمائن، يتفقد القتلى والجرحى وشم رائحة القتلى الصعبة، وهو عندما ذهب
للكلية الحربية خاطب الطلاب من خلال صندوق زجاجي!!
لكن المفاجأة كانت الاكتشاف الجديد، الذي
أعلن عنه طبيب الفلاسفة، الذي اكتشف بعد طول بحث وتجربة، أن المصريين هم كل
من يطلق عليه مصري!! ولازم يتبرع لصندوق تحيا مصر، مثل الكابتن محمد صلاح،
ويأخذ شهادة وطنية من إعلام فاهيتة!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق