المعتقلة إسراء خالد: "مش هعرّف ولادي إن فيه مصر"!
19/02/2017
أرسلت المعتقلة إسراء خالد رسالة إلى والدتها من داخل الحبس، جسّدت المأساة التي تعرضت لها في وطنها.
رسالة إسراء نقلتها الناشطة الحقوقية سلمى الخشن- عبر تدوينة لها على موقع "فيس بوك"- قالت فيها: "ماما حبيبتي وحشتيني قد الظلم اللي في مصر وطواغيتها.. عارفة لما يبقى عندي ولاد؟ مش هعرّفهم إنه في حاجة اسمها مصر".
وجاءت رسالة المعتقلة الشابة عقب التصديق على حبسها 9 سنوات، وهي طالبة بكلية الهندسة يبلغ عمرها 23 سنة، وهي محبوسة منذ عامين.
وفي رسالة أخرى مسربة منها، قالت إسراء: "باب الزنزانة ده هيموتني، بفضل قاعدة قدامه أعيط طول الليل لحد ما أنام".
بدأت مأساة الفتاة إسراء، فجر يوم الثلاثاء الموافق 20 يناير 2015، حين اقتحمت ميلشيات الداخلية منزل إسراء خالد سعيد، واقتادتها إلى مديرية أمن بني سويف، وسط إهانات الجنود والمخبرين.
وكانت التهم التي وجهت إليها مضحكة، منها "حيازة آر بي جي، وحرق مزرعة ضابط بمركز الواسطى، وحرق محولات كهربائية". وتم ترحيل إسراء إلى سجن المنيا العمومي، لتصبح أول معتقلة على ذمة قضايا سياسية من نزيلات هذا السجن، حيث تعرضت هناك لانتهاكات جسيمة، بداية من وضعها في زنزانة صغيرة كالقبر، يتم غلق أنوارها مبكرًا نكاية بها، وانتهاء باعتداء الجنائيات عليها، مما دفعها للدخول في إضراب مفتوح عن الطعام بسبب سوء المعاملة.
ولم تتوقف الانتهاكات ضدها عند هذا الحد، بل تعدتها إلى منع والدها المريض الذي كان قد اعتقل قبلها من تلقي العلاج، حتى توفي داخل السجن نتيجة للإهمال الطبي المتعمد، ومنعت الفتاة من حضور جنازة أبيها وتوديعه لمثواه الأخير، حيث عرفت خبر وفاة والدها عن طريق الضابط الذي قال لها خلال حضورها إحدى الجلسات: "روحي سلمي على صحباتك عشان يعزوكي في أبوكي"، وهو الموقف الذي لم تجد أمامه إلا الوقوع فاقدة للوعي.
وضمن ما كتبته لوالدتها "عارفة يا ماما وإنتي ماشية من الزيارة وسيباني.. ببقى حاسة زي وقت اعتقالي من البيت. أنا اﻷيام دي تعبانة خالص حتى النوم بقيت بنام بصعوبة وبصحى بصعوبة أكبر! باب الزنزانة ده هيموتني، بفضل قاعدة قدامه طول الليل وأعيط لحد ما أنام.. مكاني هنا عامل زي قصة الصخرة اللي قفلت باب المغارة على الثلاتة رجال وفضلوا يدعوا ربهم بصالح أعمالهم.. أنا بفضل أعمل كده، ولله في شئون عباده حكم.. بلد بتتبرأ من أى حد بيحاول ينضفها براءة الذئب من دم ابن يعقوب حسبنا الله موﻻنا.. وكفى بموﻻنا وكيلا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق