في ذكرى الخلع.. مبارك حرامي والسيسي مسجل خطر!
11/02/2017
"اللي يشوف مرات أبوه يعرف قيمة أمه"، بهذا المثل الشعبي تسخر قطاعات واسعة من المصريين بما فيها أعداد كبيرة شاركت أو باركت ثورة يناير من الأوضاع السياسية والاجتماعية والمعيشية المزرية التي يعاني منها المصريون في عهد رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي مقارنة بعهد المخلوع مبارك.
"اللي يشوف مرات أبوه يعرف قيمة أمه"، بهذا المثل الشعبي تسخر قطاعات واسعة من المصريين بما فيها أعداد كبيرة شاركت أو باركت ثورة يناير من الأوضاع السياسية والاجتماعية والمعيشية المزرية التي يعاني منها المصريون في عهد رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي مقارنة بعهد المخلوع مبارك.
وفي ذكرى "الخلع" التي تحل اليوم السبت، وصفت صحيفة إيطالية "عبد الفتاح
السيسي" بأنه "ديكتاتوري فاشي"، وذلك خلال مقارنة مع مبارك ضمن تقرير يرصد
ما يحدث من الرشوة و الفساد وغلاء الأسعار وظلم الشرطة والقمع والسيطرة
الاقتصادية للجيش ورجال الأعمال والانتهاكات في السجون والمعتقلات.
ومع أن سنوات المخلوع مبارك "العجاف" من الأشياء التي لا يجوز الترحم عليها، ومع أن مبارك لم يكن في يوما من الأيام أما حنونة أو أبا طيبا للمصريين، إلا أنها المقارنة بين السيء والأسوأ، بين الاستبداد والتوغل في الاستبداد، بين نظام سمح بهامش للحرية ونظام قتل ووأد كل الهوامش، ما قامت به صحيفة "بوكي سكوتشيتي" الإيطالية.
وسلطت الصحيفة؛ الضوء على قصص سجناء سياسيين مصريين اعتقلوا من قبل نظامي حسني مبارك وعبد الفتاح السيسي، قائلة في تقرير لها: إن سجن النشطاء السياسيين ارتفع بنسبة 300 % في فترة حكم السيسي، مقارنة بفترة حكم مبارك.
وأشارت الصحيفة إلى ارتفاع عدد السجون الجديدة في عهد “السيسي” بالقول: “إنه بموازاة الارتفاع المفزع لعدد المعتقلين السياسيين، سعى النظام إلى مزيد من بناء السجون، فارتفع عددها من 42 سجنًا في 2011 إلى 53 مع الانتهاء من بناء سجن القليوبية، الذي شُرع في بنائه مؤخرًا، وهذه الخطوة ليست إلا محاولةً لمزيد تعميق مظاهر القمع السياسي.
كما نقلت الصحيفة على لسان مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد "أن عدد المعتقلين السياسيين ارتفع من 10 آلاف سجين في فترة حكم مبارك، ليبلغ اليوم 60 ألفًا".
ولفتت "بوكي سكوتشيتي" إلى تعدد اتهامات "النظام الديكتاتوري" ضد السجناء السياسيين، على غرار حيازة منشورات تدعو وتحرض على قلب النظام، والانتماء إلى منظمة إرهابية، والتحريض على العنف، والمشاركة في المظاهرات غير المرخصة، وغيرها، كل هذه التهم جمعها السيسي في قانون مكافحة الإرهاب، بحسب التقرير.
وبرأي خبراء ومراقبين دائمًا ما تثير قرارات السيسى سواء تلك التي أنهكت الاقتصاد أو التي استنزفت السيادة الوطنية، كثيرًا من الجدل داخل الأوساط السياسية داخليًا وخارجيًا، لاسيما مع وجود نتائج كارثية لهذه القرارات ومنها على سبيل المثال، إتمام اتفاقية «ترسيم الحدود البحرية» مع السعودية التي أشعلت الشارع المصري خلال الشهرين الماضيين.
وعند ذكر القرارات الكارثية التي يتخذها "السيسى" يقارن بعض المتابعين للشأن السياسى، بين قرارات واتفاقيات المخلوع «مبارك»، لاسيما مع وجود قرارات كانت من الممكن أن تثير جدلًا، ولهذا الأمر تجاهلها «المخلوع»، ولكن "الجنرال بلحة" نفذها!
حكم عصابة عسكرية
وتؤكد الصحيفة أن حكم مبارك كان حكما استبداديا سلطويا، اعتمد على القهر والقمع والتزوير والتعذيب في السجون وأقسام الشرطة، وانتشر في عهده الفساد حتى أصبح للأعناق وليس للركب وتم تزوير جميع الانتخابات والاستفتاءات التي جرت في عهده باستثناء المرحلة الأولى من انتخابات 2005.
وتضخم رجال الأعمال أو "حيتان الفساد" في عهد المخلوع وأصبحوا ديناصورات إلا أن كل المؤشرات والدلائل والأرقام تؤكد أن عهد مبارك أفضل من عهد السيسي بل أن معظم القرارات والقوانين وكل الخطابات التي يلقيها السيسي تجعل الناس تجز على أسنانها من الغيظ مترحمة على أيام مبارك رغم كل سوءاتها وعوراتها وظلمها وقبحها، وهكذا أراد إعلام الانقلاب أن يفعل الناس ويندموا على ثورة 25 يناير، ويضحوا بالكرامة أمام ندرة رغيف العيش!
إلغاء الحياة الحزبية
وفي خطوة غير مسبوقة؛ اعتقلت سلطات الانقلاب أحد قيادات الأحزاب من منزله، الأسبوع الماضي، بعد توجيه اتهام له بالانتماء لحزب سياسي، في وقت اشتكت فيه معظم الأحزاب من التضييق الأمني الشديد على أعضائها.
وألقت شرطة الانقلاب القبض على القيادي في التيار الشعبي وحزب الكرامة، مجدي الصياد، من منزله، وقررت النيابة حبسه احتياطيا 15 يوما، بتهمة الانضمام لحزب الكرامة، وهو حزب ناصري التوجه، حصل على ترخيصه القانوني في أغسطس 2011، بعد ثورة 25 يناير، ويعد حمدين صباحي "الكومبارس الرئاسي" أحد أبرز قياداته.
من جهته؛ قال الباحث السياسي محمد حسين، إن القبض على مجدي الصياد هدفه توصيل رسالة بأن الحياة الحزبية سيتم تجميدها في المرحلة المقبلة، خصوصا أن التهم الموجهة له بشكل رسمي من قبل النيابة العامة؛ هي الانضمام لحزب الكرامة والتيار الشعبي، أي أن النيابة تعتبر انضمامه لحزب سياسي جريمة!
شاهد الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=7mr1Z25QORI
وبرأي مراقبين في بداية عهد المخلوع مبارك كان في مصر أحزاب من بينها الوفد والناصري والعمل، وتختلف درجة مناوراتها مع النظام ولكنها كانت تستطيع أن تقول لا بقوة وبجرأة للرئيس، وكانت هناك قمم وقامات في المعارضة فؤاد سراج الدين وإبراهيم شكري وضياء الدين داوود وعادل عيد وعادل حسين وآخرون، وفي عهد رئيس الانقلاب تمكن الجيش من سحق القامات وجعلها منحنية والهامات منكسرة وكل الأحزاب مؤيدة ومصفقة ومطبلة ومزمرة للعسكر، وكل رؤساء الأحزاب يرقصون للانقلاب.
السيسي مسجل خطر
يقول الباحث التونسي "كريم المرزوقي" :"حينما قال السيسي في ألمانيا "ربنا خلقني طبيب وزعماء العلماء قالوا اسمعوا كلام الرجل ده ومنهم خبراء المخابرات وكبار الفلاسفة"، انتابتني حالة خوف من أنّنا نواجه رجلًا غير الذي واجهناه طيلة ثلاثة عقود".
وتابع:"حينما زاد ما زاد في خطابه الأخير الذي قال فيه بكل بساطة "اوعوا تسمعوا كلام حد غيري"، تأكدت أننا أمام "مسجّل خطر".
ويؤكد مراقبون أنه في عهد مبارك كانت هناك قوي سياسية ونقابية وحركات احتجاجية وعمالية (الإخوان -6 إبريل- كفاية - 9 مارس وغيرهم) ، كانت هذه القوى تؤرق مضاجع النظام ويعمل لها ألف حساب، وفي عهد السيسي أصبح انتقاد رئيس الانقلاب مؤامرة ومعارضته خيانة.
وفي عهد مبارك كان عدد الصحف المستقلة والمعارضة التي تهاجم وتنتقد رئيس النظام وأبناءه أكثر من الصحف التي تؤيده وتصفق له، وفي عهد السيسي الصحف والإعلام كله يحرر ويراجع من مكان واحد.. المخابرات الحربية.
الممنوع في عهد المخلوع
ويؤكد المراقبون أنه في عهد المخلوع مبارك كانت هناك قائمة بعشرات الأشخاص الممنوعين من الظهور في ماسبيرو وفي القنوات الخاصة، وفي عهد السيسي لدينا قائمة تضم عشرات الأشخاص المسموح لهم فقط بالظهور في كل البرامج والباقين وضعوا أمام أسماءهم "بلوك".
وفي عهد مبارك ترواحت أعداد المعتقلين ما بين 12 ألف و18 ألف معتقل، وفي سنتين فقط من عهد السيسي ،ووفقًا لتقارير دولية، تتراوح أعداد المعتقلين أكثر 60 ألف معتقل.
وفي عهد المخلوع مبارك كان هناك برلمان يناقش ويعارض حتى لو كان حزب الرئيس يسيطر ويمتلك أغلبية تمكنه من تمرير كل القوانين، وفي عهد رئيس الانقلاب السيسي هناك مدرسة علي عبد العال للإصلاح والتهذيب!
وفي عهد مبارك كانت تتم مهاجمة مبارك ونجليه وزوجته تحت القبة، وفي عهد السيسي لو ذكر اسمه بدون مدح وتعظيم وتبجيل وإشادة قد يتم إحالة من فعل ذلك للجنة القيم.
دمار واقتصاد بالسالب
في أواخر عهد المخلوع مبارك وصل حجم الاحتياطي النقدي لـ 36 مليار دولار، وفي عهد رئيس الانقلاب السيسي الاحتياطي يتأرجح ما بين 14 و16 مليار دولار، ولو تم استثناء الرز الخليجي وسندات الديون لأصبح الاحتياطي بالسالب!
وتولى مبارك حكم مصر عام 1981 وكان سعر الدولار 80 قرشا، وتم خلعه بعد 30 سنة وسعر الدولار 5,80 قرش، صحيح أن الجنيه المصري كان يساوي 4 دولارات في عهد الملك فاروق، وكان يساوي ما يقرب من 2 دولار ونصف في عهد عبد الناصر حتى بعد نكسة 67، إلا أنه زاد في الـ 30 سنة التي حكمهم مبارك 5 جنيهات في حين أنه في عهد السيسي زاد الدولار أكثر من 13 جنيها، حيث تولى السيسي الحكم وسعر الدولار 7.15 قرش واليوم اقترب سعره من الـ 20 جنيه.
وترك المخلوع الحكم وإجمالي الدين العام يقترب من التريليون جنيه "ألف مليار" منهم حوالي 36 مليار ديون خارجية، بينما وصل الدين العام في عهد السيسي إلى 2.49 تريليون بينهم 53 مليار دولار ديون خارجية وهي المرة الأولى في تاريخ مصر التي يصل فيها الدين الداخلي والخارجي إلى هذا الرقم المخيف الذي يتجاوز 103 % من الناتج القومي.
وتولى المخلوع مبارك حكم مصر وديونها الخارجية 30 مليار دولار وتركها مديونة بـ 30 مليار دولار أيضا مثلما استلمها من السادات، صحيح أن الدين الخارجي وصل في نهاية الثمانينات إلى 45 مليار دولار لكنه انخفض بعد حرب الخليج وبعد إسقاط ديون نادي باريس إلى 24 مليار دولار.
بينما استولى السيسي على الحكم في 2014 وإجمالي الدين الخارجي 46 مليار دولار، وفي أقل من سنتين وصل إلى 53 مليار دولار، وبعد انقلاب في 2013 كان إجمالي الدين المحلي 1537 مليار جنيه، وفي 2014 كان إجمالي الدين العام 1836 مليار جنيه وفي أقل من سنتين من انقلابه وصل الدين الداخلي إلى 2495 مليار جنيه، وهذه الأرقام مرشحة للتصاعد بقوة إذا استمر الانقلاب العسكري حتى الإفلاس الكامل.
في عهد المخلوع مبارك كانت الأسعار ترتفع كل عدة سنوات، وفي عهد رئيس الانقلاب السيسي ترتفع الأسعار في الساعة الواحدة عدة مرات!
شاهد : هل تنحى ؟
https://www.youtube.com/watch?v=dZvildzk2Qc
ومع أن سنوات المخلوع مبارك "العجاف" من الأشياء التي لا يجوز الترحم عليها، ومع أن مبارك لم يكن في يوما من الأيام أما حنونة أو أبا طيبا للمصريين، إلا أنها المقارنة بين السيء والأسوأ، بين الاستبداد والتوغل في الاستبداد، بين نظام سمح بهامش للحرية ونظام قتل ووأد كل الهوامش، ما قامت به صحيفة "بوكي سكوتشيتي" الإيطالية.
وسلطت الصحيفة؛ الضوء على قصص سجناء سياسيين مصريين اعتقلوا من قبل نظامي حسني مبارك وعبد الفتاح السيسي، قائلة في تقرير لها: إن سجن النشطاء السياسيين ارتفع بنسبة 300 % في فترة حكم السيسي، مقارنة بفترة حكم مبارك.
وأشارت الصحيفة إلى ارتفاع عدد السجون الجديدة في عهد “السيسي” بالقول: “إنه بموازاة الارتفاع المفزع لعدد المعتقلين السياسيين، سعى النظام إلى مزيد من بناء السجون، فارتفع عددها من 42 سجنًا في 2011 إلى 53 مع الانتهاء من بناء سجن القليوبية، الذي شُرع في بنائه مؤخرًا، وهذه الخطوة ليست إلا محاولةً لمزيد تعميق مظاهر القمع السياسي.
كما نقلت الصحيفة على لسان مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد "أن عدد المعتقلين السياسيين ارتفع من 10 آلاف سجين في فترة حكم مبارك، ليبلغ اليوم 60 ألفًا".
ولفتت "بوكي سكوتشيتي" إلى تعدد اتهامات "النظام الديكتاتوري" ضد السجناء السياسيين، على غرار حيازة منشورات تدعو وتحرض على قلب النظام، والانتماء إلى منظمة إرهابية، والتحريض على العنف، والمشاركة في المظاهرات غير المرخصة، وغيرها، كل هذه التهم جمعها السيسي في قانون مكافحة الإرهاب، بحسب التقرير.
وبرأي خبراء ومراقبين دائمًا ما تثير قرارات السيسى سواء تلك التي أنهكت الاقتصاد أو التي استنزفت السيادة الوطنية، كثيرًا من الجدل داخل الأوساط السياسية داخليًا وخارجيًا، لاسيما مع وجود نتائج كارثية لهذه القرارات ومنها على سبيل المثال، إتمام اتفاقية «ترسيم الحدود البحرية» مع السعودية التي أشعلت الشارع المصري خلال الشهرين الماضيين.
وعند ذكر القرارات الكارثية التي يتخذها "السيسى" يقارن بعض المتابعين للشأن السياسى، بين قرارات واتفاقيات المخلوع «مبارك»، لاسيما مع وجود قرارات كانت من الممكن أن تثير جدلًا، ولهذا الأمر تجاهلها «المخلوع»، ولكن "الجنرال بلحة" نفذها!
حكم عصابة عسكرية
وتؤكد الصحيفة أن حكم مبارك كان حكما استبداديا سلطويا، اعتمد على القهر والقمع والتزوير والتعذيب في السجون وأقسام الشرطة، وانتشر في عهده الفساد حتى أصبح للأعناق وليس للركب وتم تزوير جميع الانتخابات والاستفتاءات التي جرت في عهده باستثناء المرحلة الأولى من انتخابات 2005.
وتضخم رجال الأعمال أو "حيتان الفساد" في عهد المخلوع وأصبحوا ديناصورات إلا أن كل المؤشرات والدلائل والأرقام تؤكد أن عهد مبارك أفضل من عهد السيسي بل أن معظم القرارات والقوانين وكل الخطابات التي يلقيها السيسي تجعل الناس تجز على أسنانها من الغيظ مترحمة على أيام مبارك رغم كل سوءاتها وعوراتها وظلمها وقبحها، وهكذا أراد إعلام الانقلاب أن يفعل الناس ويندموا على ثورة 25 يناير، ويضحوا بالكرامة أمام ندرة رغيف العيش!
إلغاء الحياة الحزبية
وفي خطوة غير مسبوقة؛ اعتقلت سلطات الانقلاب أحد قيادات الأحزاب من منزله، الأسبوع الماضي، بعد توجيه اتهام له بالانتماء لحزب سياسي، في وقت اشتكت فيه معظم الأحزاب من التضييق الأمني الشديد على أعضائها.
وألقت شرطة الانقلاب القبض على القيادي في التيار الشعبي وحزب الكرامة، مجدي الصياد، من منزله، وقررت النيابة حبسه احتياطيا 15 يوما، بتهمة الانضمام لحزب الكرامة، وهو حزب ناصري التوجه، حصل على ترخيصه القانوني في أغسطس 2011، بعد ثورة 25 يناير، ويعد حمدين صباحي "الكومبارس الرئاسي" أحد أبرز قياداته.
من جهته؛ قال الباحث السياسي محمد حسين، إن القبض على مجدي الصياد هدفه توصيل رسالة بأن الحياة الحزبية سيتم تجميدها في المرحلة المقبلة، خصوصا أن التهم الموجهة له بشكل رسمي من قبل النيابة العامة؛ هي الانضمام لحزب الكرامة والتيار الشعبي، أي أن النيابة تعتبر انضمامه لحزب سياسي جريمة!
شاهد الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=7mr1Z25QORI
وبرأي مراقبين في بداية عهد المخلوع مبارك كان في مصر أحزاب من بينها الوفد والناصري والعمل، وتختلف درجة مناوراتها مع النظام ولكنها كانت تستطيع أن تقول لا بقوة وبجرأة للرئيس، وكانت هناك قمم وقامات في المعارضة فؤاد سراج الدين وإبراهيم شكري وضياء الدين داوود وعادل عيد وعادل حسين وآخرون، وفي عهد رئيس الانقلاب تمكن الجيش من سحق القامات وجعلها منحنية والهامات منكسرة وكل الأحزاب مؤيدة ومصفقة ومطبلة ومزمرة للعسكر، وكل رؤساء الأحزاب يرقصون للانقلاب.
السيسي مسجل خطر
يقول الباحث التونسي "كريم المرزوقي" :"حينما قال السيسي في ألمانيا "ربنا خلقني طبيب وزعماء العلماء قالوا اسمعوا كلام الرجل ده ومنهم خبراء المخابرات وكبار الفلاسفة"، انتابتني حالة خوف من أنّنا نواجه رجلًا غير الذي واجهناه طيلة ثلاثة عقود".
وتابع:"حينما زاد ما زاد في خطابه الأخير الذي قال فيه بكل بساطة "اوعوا تسمعوا كلام حد غيري"، تأكدت أننا أمام "مسجّل خطر".
ويؤكد مراقبون أنه في عهد مبارك كانت هناك قوي سياسية ونقابية وحركات احتجاجية وعمالية (الإخوان -6 إبريل- كفاية - 9 مارس وغيرهم) ، كانت هذه القوى تؤرق مضاجع النظام ويعمل لها ألف حساب، وفي عهد السيسي أصبح انتقاد رئيس الانقلاب مؤامرة ومعارضته خيانة.
وفي عهد مبارك كان عدد الصحف المستقلة والمعارضة التي تهاجم وتنتقد رئيس النظام وأبناءه أكثر من الصحف التي تؤيده وتصفق له، وفي عهد السيسي الصحف والإعلام كله يحرر ويراجع من مكان واحد.. المخابرات الحربية.
الممنوع في عهد المخلوع
ويؤكد المراقبون أنه في عهد المخلوع مبارك كانت هناك قائمة بعشرات الأشخاص الممنوعين من الظهور في ماسبيرو وفي القنوات الخاصة، وفي عهد السيسي لدينا قائمة تضم عشرات الأشخاص المسموح لهم فقط بالظهور في كل البرامج والباقين وضعوا أمام أسماءهم "بلوك".
وفي عهد مبارك ترواحت أعداد المعتقلين ما بين 12 ألف و18 ألف معتقل، وفي سنتين فقط من عهد السيسي ،ووفقًا لتقارير دولية، تتراوح أعداد المعتقلين أكثر 60 ألف معتقل.
وفي عهد المخلوع مبارك كان هناك برلمان يناقش ويعارض حتى لو كان حزب الرئيس يسيطر ويمتلك أغلبية تمكنه من تمرير كل القوانين، وفي عهد رئيس الانقلاب السيسي هناك مدرسة علي عبد العال للإصلاح والتهذيب!
وفي عهد مبارك كانت تتم مهاجمة مبارك ونجليه وزوجته تحت القبة، وفي عهد السيسي لو ذكر اسمه بدون مدح وتعظيم وتبجيل وإشادة قد يتم إحالة من فعل ذلك للجنة القيم.
دمار واقتصاد بالسالب
في أواخر عهد المخلوع مبارك وصل حجم الاحتياطي النقدي لـ 36 مليار دولار، وفي عهد رئيس الانقلاب السيسي الاحتياطي يتأرجح ما بين 14 و16 مليار دولار، ولو تم استثناء الرز الخليجي وسندات الديون لأصبح الاحتياطي بالسالب!
وتولى مبارك حكم مصر عام 1981 وكان سعر الدولار 80 قرشا، وتم خلعه بعد 30 سنة وسعر الدولار 5,80 قرش، صحيح أن الجنيه المصري كان يساوي 4 دولارات في عهد الملك فاروق، وكان يساوي ما يقرب من 2 دولار ونصف في عهد عبد الناصر حتى بعد نكسة 67، إلا أنه زاد في الـ 30 سنة التي حكمهم مبارك 5 جنيهات في حين أنه في عهد السيسي زاد الدولار أكثر من 13 جنيها، حيث تولى السيسي الحكم وسعر الدولار 7.15 قرش واليوم اقترب سعره من الـ 20 جنيه.
وترك المخلوع الحكم وإجمالي الدين العام يقترب من التريليون جنيه "ألف مليار" منهم حوالي 36 مليار ديون خارجية، بينما وصل الدين العام في عهد السيسي إلى 2.49 تريليون بينهم 53 مليار دولار ديون خارجية وهي المرة الأولى في تاريخ مصر التي يصل فيها الدين الداخلي والخارجي إلى هذا الرقم المخيف الذي يتجاوز 103 % من الناتج القومي.
وتولى المخلوع مبارك حكم مصر وديونها الخارجية 30 مليار دولار وتركها مديونة بـ 30 مليار دولار أيضا مثلما استلمها من السادات، صحيح أن الدين الخارجي وصل في نهاية الثمانينات إلى 45 مليار دولار لكنه انخفض بعد حرب الخليج وبعد إسقاط ديون نادي باريس إلى 24 مليار دولار.
بينما استولى السيسي على الحكم في 2014 وإجمالي الدين الخارجي 46 مليار دولار، وفي أقل من سنتين وصل إلى 53 مليار دولار، وبعد انقلاب في 2013 كان إجمالي الدين المحلي 1537 مليار جنيه، وفي 2014 كان إجمالي الدين العام 1836 مليار جنيه وفي أقل من سنتين من انقلابه وصل الدين الداخلي إلى 2495 مليار جنيه، وهذه الأرقام مرشحة للتصاعد بقوة إذا استمر الانقلاب العسكري حتى الإفلاس الكامل.
في عهد المخلوع مبارك كانت الأسعار ترتفع كل عدة سنوات، وفي عهد رئيس الانقلاب السيسي ترتفع الأسعار في الساعة الواحدة عدة مرات!
شاهد : هل تنحى ؟
https://www.youtube.com/watch?v=dZvildzk2Qc
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق