سيناريو الهزيمة ونزع السيادة: طائرات صهيونية تقصف سيناء
21/02/2017
بعد أن فشل الكيان الصهيوني المرة تلو
الأخرى وبسيناريوهات عدة في خطف شبه جزيرة سيناء، بعدما تصدى لتلك المخططات
الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي، المنحدر من رحم جماعة الأخوان المسلمين،
قام الصهاينة بزرع عناصر وتنظيمات إرهابية تحت فصائل مختلفة أبرزهم ما
يعرف بفصيل "بيت المقدس" أو "ولاية سيناء" الموالية لتنظيم داعش، الخارج من
رحم كيان الاحتلال العفن تارة أخري.
وبعد الانقلاب على الرئيس مرسي، أصبح لا
يخفى سرًا علاقة تنظيم داعش بإسرائيل، والتي دائمًا ما كانت تقدم العلاج
داخل مستشفياتها لبعض عناصر هذا التنظيم فى سوريا، فضلاً عن المحاولات
اليائسة من تصدير وتثبيت صورة ذهنية لدى المجتمع الدولي بأن مصر في عهد
رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، باتت غير قادرة على حفظ الأمن فى هذه
المنطقة الحدودية، وهو ما يهدد سلامة وأمن "دولة إسرائيل" المزعومة، وهو ما
ظهر جليا فى تصريحات وزير الدفاع الصهيوني أفيغدور ليبرمان الأخيرة.
وللمرة الرابعة يعود قادة كيان الاحتلال
الصهيوني ويحرجون حليفهم او خادمهم أو كنزهم الاستراتيجي، عبد الفتاح
السيسي، هذه المرة على لسان ليبرمان، الذي لوح بقصف جيش الاحتلال ﻷهداف
لتنظيم "ولاية سيناء" على اﻷراضي المصرية في سيناء.
المفارقة أن سلطات الانقلاب التي لم تفق بعد
من فضيحة اللقاء السري بالأردن بين السيسي ورئيس وزراء حكومة الاحتلال
بنيامين نتياهو، لم يصدر أي رد رسمي عنها أو عن المؤسسة العسكرية، إزاء
تصريحات ليبرمان، التي تعتبر اعترافًا صهيونيًا بقصف أهداف في سيناء من قبل
طائرات من دون طيار، بحسب مراقبين.
وبحسب ما ذكره وزير الدفاع جيش الاحتلال
اﻹسرائيلي، فإن القوات الخاصة التابعة للختنشتاين هي من نفذت الهجوم على
داعش، قائلاً: "نحن لا نترك أمرا دون رد"، بحسب وكالة سبوتنك الروسية.
تنسيق مع السيسي
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، ألمح وزير
الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بما يشبه التأكيد إلى مسؤولية كيان العدو
الصهيوني عن الغارات التي استهدفت عناصر تنظيم "ولاية سيناء" في شمال
سيناء.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش
الإسرائيلي صباح الثلاثاء؛ وردًا على سؤال وجهه له الصحافيان يعكوف بردوغو
ويرون فلينسكي حول ما إذا كانت إسرائيل هي الجهة المسؤولة عن الهجوم بطائرة
بدون طيار أفضى أول أمس إلى مقتل خمسة من عناصر التنظيم، قال ليبرمان:
"نحن لن نترك أي هجوم نتعرض له بدون رد"، في إشارة إلى إعلان التنظيم عن
إطلاق عدة صواريخ على مدينة إيلات قبل أسبوع.
وأوضح ليبرمان أن تنظيم "ولاية سيناء لا
يشكل تهديدًا جديا على إسرائيل مقارنة بالتهديد الذي يمثله حزب الله وحركة
حماس، حيث إن كلاً منهما بات يحتفظ بجيش كامل".ً
وأضاف قائلاً: "داعش سيناء تزعج وتعيق؛ لكنها لا ترقى إلى مستوى التهديد الذي يمثله أعداؤنا في غزة ولبنان".
من ناحيته أكد عدد من المعلقين الإسرائيليين
أن التعاون الأمني والاستخباري والميداني بين إسرائيل ونظام السيسي يتعاظم
طوال الوقت، حيث أشار بعضهم إلى التقارير التي تتحدث عن قيام إسرائيل بشن
غارات جوية ضد "ولاية سيناء" بالتنسيق مع السيسي.
وقال أساف جيبور مراسل الشؤون العربية في
صحيفة "ميكور ريشون"، إن تنظيم "ولاية سيناء" يقوم بالرد على ما يعتبره
دورًا إسرائيليا في الهجمات التي تستهدفه، لا سيما عمليات التصفية التي
تنفذ ضد التنظيم مؤخرًا.
وفي تقرير نشرته الصحيفة اليوم، نوه جيبور
إلى أن التعاون الأمني بين نظام السيسي وبين إسرائيل لم يفلح في "إخضاع
تنظيم ولاية سيناء، ما يجعله يواصل العمليات على هذا النحو".
من ناحيته قال عاموس هارئيل، المعلق العسكري
لصحيفة "هآرتس" إن "داعش سيناء يحاول إيجاد معادلة ردع في مواجهة إسرائيل
من خلال الرد على كل ما يعتبره إسهاما إسرائيليا بمساعدة الجيش المصري في
الحرب ضدها".
وفي تحليل نشره موقع الصحيفة اليوم، شدد
هارئيل على أنه "لا يوجد ثمة خيار أمام إسرائيل سوى مواصلة تعزيز التعاون
الأمني والاستخباري والعسكري مع الجانب المصري".
سيناء أرض ميعاد
صمت كبير أحاط بكتاب "الحرب القادمة بين مصر
وإسرائيل"، بعد عامين على صدوره في لندن، ومرور أشهر على نشر ترجمته
العربية في القاهرة، وهو يفضح خديعة أنور السادات بإعلانه، بأن “أكتوبر
1973 هي آخر الحروب".
يقول إيهود إيلام في السطر الأول من كتابه
“الحرب القادمة بين مصر وإسرائيل” إن هذه الحرب ستكون “حاشدة مكثفة بين مصر
وإسرائيل وحدهما”، بعد التدهور العربي الشامل؛ ففي سوريا حرب أهلية، وفي
العراق تعجز الدولة عن الحفاظ على وحدتها، ولدى الأردن مشكلاته الخاصة، أما
الخليج فمشغول بإيران.
ويسجل إيهود إيلام، مؤلف الكتاب الذي ترجمته
الدكتورة فاطمة نصر، أنه كان مجندًا في فرقة الأسلحة المضادة للطائرات،
وبعد الماجستير والدكتوراه ظل مشاركًا أكاديميًا وعمليًا في دراسة
“الإستراتيجية القومية والمبدأ العسكري لإسرائيل"، وعمل بضع سنوات في وزارة
الدفاع الإسرائيلية، وهو حاليًا يقيم في الولايات المتحدة، بقراءة المشهد
العربي الحالي، يسهل الاعتراف بأن إسرائيل لن تبدد طاقتها في خوض حروب على
عدة جبهات، وأن سيناء ستكون مسرح الحرب القادمة، وفقًا لاتفاقية 1979 "تم
نزع سلاح القوات الموجودة في معظم سيناء، وأصبح بإمكان مصر نشر فرقة عسكرية
واحدة من المشاة.. في مساحة تمتد على مسافة 55 كيلومترا من قناة السويس".
ولن تهدف قوات الاحتلال الإسرائيلية إلى
تفجير المركبات والمعدات المصرية أو الاستيلاء عليها فقط، بل أيضًا إلى
إحباط معنويات الجنود المصريين، بحيث لا يرغب الناجون منهم في مواجهة قوات
الدفاع الإسرائيلية مرة أخرى، وقد يقوم هؤلاء الجنود بنشر مشاعرهم تلك بين
زملائهم بما يخدم أهداف إسرائيل الرئيسية: عقاب المصريين على اختراقهم
سيناء منزوعة السلاح، وردع مصر كي لا تفعل ذلك مرة أخرى سوف تبذل قوات
الدفاع الإسرائيلية أقصى جهدها من أجل سحق القوات المصرية في سيناء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق