هكذا انتهت ثورة إيران.. طائفية تأكل العرب والمسلمين
11/02/2017
بدأت في إيران احتفالات إحياء الذكرى الثامنة
والثلاثين لانتصار "الثورة" وذلك عبر تنظيم مسيرات شعبية وحشود في العاصمة
طهران وبقية المدن ، وتكتسب احتفالات هذا العام أهمية خاصة بعد تورط طهران
في مواقف ضد ثورات الربيع العربي، والمذابح الطائفية الشيعية ضد أهل
السُنة في سوريا والعراق واليمن، فضلا عن دورها في الأزمات السياسية في
لبنان عبر ميلشيا "حزب الله" ذراعها الطائفي.
وأطاحت الثورة التي اختطفتها الأقلية
الشيعية الإثنى عشرية، بنظام الشاه رضا بهلوي وأقامت على أنقاضه نظام طائفي
شيعي بقيادة رجل الدين "الخميني".
وتتلاحم في المنطقة العربية الآن عدة صراعات
تحت سمع العالم وبصره، وتطحن رحى الطائفية ملايين المسلمين السُنة، وعلى
مستوى المخططات الغربية التي تدعمها إيران يتم تحضير ساحات الشرق الأوسط
لحرب بدأت فصولها الدموية الأولى جنونية شاملة بين السنة والشيعة.
وبرأي خبراء يتم من مخاضها الدموي ولادة
خريطة شرق أوسط جديد، يكرس هيمنة إيران وروسيا وأمريكا والغرب على مصائر
العرب السُنة، ولا يبدو في الأفق أية جهود عاقلة فاعلة لكبح هذا الانحدار
المتسارع إلى الهاوية، فالأطراف الرئيسية المرشحة للتصادم، قد اندفعت في
اتجاه الصراع الصفري الذي لا يعلم إلا الله أين سينتهي.
والإخطبوط الإيراني الذي يضرب بأذرعته الآن
يمنة ويسرة على بعد مئات الكيلومترات من حدوده، ويكاد يحتل ثلاث أو أربع
عواصم عربية، ليحميَ وجوده، ويصنع نفوذه، ويكاد حبل مواليه، والدائرين في
فلكه يلتف تمامًا على عنق الشرق الأوسط، يحتاج إلى بعث ربيع عربي جديد
للخروج منه بأقل الخسائر.
ثورة ضد العرب!
وكانت كل التوقعات، في بدايات الثورة
الإيرانية، تشير إلى أن النظام الجديد في إيران سيشكل القوة الجديدة
الداعمة للوطن العربي والشعوب العربية، لاسيما أن النظام الجديد قامر بقضية
فلسطين والقدس وتظاهر بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وتشدق في جميع
خطبه النارية الملهبة بمواجه الاستكبار الغربي وحمل شعارات "الموت لأمريكا"
"الموت إسرائيل"، لكن الذي ثبت في النهاية هو شعار تحقق على الأرض "الموت
للعرب"!.
وبعد 38 سنة على الثورة المختطفة في إيران،
لا تبدو العلاقات الإيرانية العربية في أحسن حالاتها اليوم، بل تعيش
جمهورية الملالي وأصحاب العمائم السوداء صراع مطامع ضد عدد من الدول
العربية ولاسيما السعودية، خصوصا بعد وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات
المتحدة الأمريكية.
وفي الذكرى الثامنة والثلاثين (11 فبراير
1979) لانتصار الثورة الإيرانية المختطفة، تحولت من آمال معقودة من الأفق
الإسلامي، إلى مشروع أكثر شيعية وطائفية وإجرامًا، جعلها تكون في السنوات
الكبيسة الماضية النصير الأول للنظام السوري الدموي الذي فاقت فظائعه ضد
شعبه الكثير من فظائع العصور الوسطى، وماثلَ أو فاق أحيانا فظائع نظام
الشاه الذي قضت عليه هذه الثورة نفسها، مما حرم العرب الغارقين في ظلام
الاستبداد لقرون، من نموذج استثنائي للثورة الشعبية والحرية وقهر
الاستبداد، حلم الكثيرون يقظة ومنامًا بحذو حذوه، وتغيير مسار تاريخ العرب
المأزوم.
اختراق سياسي مفضوح
وفي محاولة اختراق سياسي مفضوحة، قام أحد
مراكز الدراسات الإستراتيجية التي تديرها إيران في بيروت، بنشر دراسة
متكاملة حول مستقبل العلاقات العربية الإيرانية، وطرح مجموعة من الأفكار
التي تأتي في صالح إيران، بينما هى تواصل القتل والذبح للمسلمين في سوريا
والعراق واليمن، واهم ما ورد في التقرير ما يلي:
1- تحويل الصراع السياسي والعقائدي بين
إيران والدول العربية إلى فرصة للتعاون الاقتصادي والأمني والثقافي في
مواجهة مخاطر التطرف والعنف وفي ظل انتشار تنظيم داعش وما يشبهه من تنظيمات
متطرفة في العالم العربي والإسلامي.
2- التعاون من خلال منظمة اوبيك أو المنظمة
الخاصة بالغاز من اجل إيقاف تراجع أسعار النفط لما لذلك من أضرار على كل
دول المنطقة وخصوصا دول الخليج وإيران.
3- إيجاد الحلول السياسية او المساعدة في
إيجاد الحلول السياسية لازمات المنطقة ولا سيما في سوريا والبحرين واليمن
والعراق ، لان التوصل إلى حلول سياسية يوقف الحروب والنزاعات القائمة يساعد
في وقف هدر الأموال والتخفيف من أجواء التوتر، ويشكل الحل السياسي للوضع
اللبناني والرعاية السعودية – الإيرانية لهذا الحل نموذجا مناسبا لهذه
التسويات.
4- التعاون لمواجهة تدهور الأوضاع الاقتصادية في بعض الدول العربية وفي إيران من خلال إقامة المشاريع المشتركة.
5- الاستفادة من التغيرات الدولية
والإقليمية وعلى صعيد العلاقات الروسية – التركية وتطورات الأوضاع في
أمريكا وسياسات ترامب الجديدة من اجل البحث عن تعاون سياسي مشترك وعدم
الرهان على الخارج للقضاء على الدور الإيراني أو بالعكس.
6- التعاطي الايجابي مع تطورات الوضع
الإيراني الداخلي وما نشهده من بعض التغييرات في السياسات الإيرانية تجاه
الدول العربية وفي ظل تخوف إيران من تصاعد التهديدات الداخلية والخارجية أو
تصاعد العمليات الإرهابية التي تستهدف إيران.
جدير بالذكر أنه لا يبدو في الأفق الإيراني –
للأسف- أية محاولة جدية لتحرير الحاضر والمستقبل من حبائل حقد الماضي، وما
تزال الجروح النفسية والفكرية لفتنة قتل الحسين – رض الله عنه- وللحرب مع
صدام حسين غائرة في الذهنية الإيرانية، وتوشك أن تذهب بما بقي من ثورتها
وبكيانها في السنوات القادمة.
وبات الطموح الإمبراطوري الإيراني المغذّي
بالأطماع والآلام والأحقاد يدخل المنطقة في دوامة جهنمية تلو أخرى، ونسيت
عمائم إيران القاعدة التي تقول إن :"محاولة الانتصار الكامل تجلب الهزيمة
الكاملة تفرض نفسها في الواقع كثيرًا".
الشخانة الجزء 2
https://www.youtube.com/watch?v=s9RuaqcSobY
الشخانة الجزء 3
https://www.youtube.com/watch?v=1RYqNDfkWyA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق