كيف كافأ العسكر حفيد الخاين قاضي مذبحة دنشواي؟
مذبحة دنشواي
21/02/2017
"إذا أردت تحرير وطن ضع في مسدسك عشر رصاصات تسعة للخونة وواحدة للعدو فلولا خونة الداخل ما تجرأ عليك عدو الخارج"، عبارة لخص بها الشهيد المجاهد دكتور عبد الله عزام خطورة الخونة في بلاد المسلمين، من هؤلاء بطرس غالي باشا، جد وزير المالية الهارب يوسف بطرس غالي، المتهم بنهب المال العام وإفقار المصريين قبل ثورة 25 يناير.
وفي ذكرى اغتياله (20 فبراير 1910) نسب إعلام الانقلاب لجد يوسف بطرس غالي مقولة، محاولا تزييف التاريخ وتبرئة أحد الخونة الذين شاركوا في إضعاف المصريين، تقول المقولة المنسوبة للخائن:"يعلم الله أنني ما أتيت ضرراً ببلادي، ولقد رضيت باتفاقية السودان رغم أنفي و ما كان باستطاعتي أن اعترض عليها، إنهم يسندون إليٌ حادث دنشواي، ولم أكن منها ولا هي مني، ويعلم الله أنني ما أسأت إلى بلادي".
أكل من خير مصر
وتدرج بطرس غالي في المناصب، حيث عين وزيرًا للمالية والخارجية، ثم أصبح رئيسًا للوزراء، في عهد المعتمد البريطاني لورد كرومر، اغتيل في مثل هذا اليوم الموافق 20 فبراير 1910، على يد إبراهيم الورداني الصيدلي الشاب الذي درس الصيدلة بسويسرا والكيمياء بانجلترا، أمام وزارة الحقانية الساعة الواحدة ظهرًا حيث أطلق عليه ست رصاصات أصابت ثلاث منهم رقبته، هذا هو بطرس نيروز غالي.
وتعد حادثة اغتيال بطرس غالي ثاني عملية اغتيال في تاريخ مصر الحديث بعد اغتيال كليبر، حيث كان لمواقفه وقراراته المؤيدة للإنجليز، تمهيد لاغتياله.
مواقف مهدت لاغتياله
2. توقيع بطرس غالي على اتفاقية السودان 19 يناير 1899، بالنيابة عن الحكومة المصرية باعتباره وزير خارجيتها، واللورد كرومر بالنيابة عن الحكومة الإنجليزية، وبموجب تلك الاتفاقية أصبح لانجلترا رسميًا حق الاشتراك في إدارة شؤون الحكم بالسودان، ورفع العلم الإنجليزي إلى جانب العلم المصري في أرجائه كافة، وتعيين حاكم عام للسودان بناء على طلب الحكومة البريطانية، وأصبح المصريون غرباء عنه أو خداما للإنجليز فيه، كما أنها كانت تعني فعليًا انفصال السودان عن مصر للأبد، و هو ما كان يمثل خسارة إستراتيجية و اقتصادية كبيرة لمصر.
3. وفي 23 نوفمبر عام 1906 شُكلت محاكمة خاصة، لمحاكمة أهالي دنشواي بعد حادثة دنشواي التي أصيب فيها ضابط إنجليزي برتبة كابتن بضربة شمس و مات، كان رئيسها بطرس باشا غالي وقد صدر الحكم بإعدام أربعة من أهالي دنشواى، كما قضت بالأشغال الشاقة مددًا مختلفة على 12 متهمًا وبالجلد خمسين جلدة لكل منهم.
وواجه بطرس غالي كثير من الغضب الشعبي علي اعتبار أنه كان رئيس المحكمة المخصوصة.
4. وكان لبطرس غالي، دورًا في مد امتياز قناة السويس لمدة 40 عامًا أخرى في مقابل عدة ملايين من الجنيهات تدفعها شركة قناة السويس للحكومة المصرية و نسبة من الأرباح من عام 1921 إلي 1968م. و حاولت حكومة بطرس غالي إخفاء الصفقة عن الرأي العام المصري، ولكن محمد فريد حصل على نسخة من المشروع في أكتوبر عام 1909م، فقام بنشرها في جريدة اللواء و شن عليها هجومًا كبيرًا وطالب الحكومة بعرض المشروع على نواب الأمة.
ورغم عرض الصفقة على الجمعية العمومية و دار نقاش حاد بين النواب من ناحية و بطرس غالي من ناحية أخري الذي ما كان منه إلا أن هدد الأعضاء الذين عارضوا المشروع و احتد عليهم.
و كان إبراهيم ناصف الورداني، من بين الحاضرين في الجلسة، حيث خرج عازمًا على قتل بطرس غالي، و هو ما قام به بالفعل بعد عشرة أيام فقط من هذه الجلسة.
وفي 20 فبراير 1910، خرج بطرس غالي من مكتبه في الواحدة ظهرًا يرافقه كل من حسين باشا رشدي وزير الحقانية "العدل"، وفتحي باشا زغلول وكيلها و عبد الخالق ثروت النائب العمومي.
وقبل أن يدخل غالي سيارة رئاسة الوزراء، هم الورداني، بإطلاق الرصاص عليه، حيث استقرت ثلاث رصاصات في رقبة "غالي" وأمسك الحراس بالشاب القاتل، ونُقل بطرس غالي للمستشفي وهناك أجروا له عملية جراحية استغرقت ساعة ونصف، و لكنه فارق الحياة.
ابن الوز عوام
جدير بالذكر أنه جري تجنيد العميل الأمريكي "يوسف رءوف يوسف بطرس غالي" في صيف عام 1979 للمخابرات المركزية الأمريكية ليتجسس علي الرئيس الراحل "أنور السادات" الذي وقع لتوه معاهدة السلام مع إسرائيل لكن القدر شاء أن يكون تجسسه علي مصر في عهد حسني مبارك.. بيانات ومعلومات تعرض الحقيقة منذ البداية وتثبت أن السفارة الأمريكية أرسلت لطلبه آخر مرة في 1 فبراير الماضي وفي اللقاء سلم غالي لمسئول الاتصال بـ"سي آي ايه" آخر تقاريره التي أكدت للإدارة الأمريكية انهيار أركان النظام المصري.
ملف غالي يثبت أنه مع عاطف عبيد من أدارا عمليات تحويل أرصدة مبارك ونجليه للبنوك الإسرائيلية وهما من وقعا علي إيصالات التحويل الرسمية كما أنهما معا أدارا محافظ «سوزان مبارك» الشخصية، وفي 10 مايو 1995 ينتقل ملف غالي للمدير الجديد «لسي آي ايه» «جون دويتش» الذي خطط مع غالي في تلك الفترة حتي يدفع مصر لتقترض بشكل يثقلها من أمريكا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق