الثلاثاء، 21 فبراير 2017

سندفع نحن المصريين الثمن بقلم : الشاعر عبد الرحمن يوسف


سندفع نحن المصريين الثمن 
   بقلم : الشاعر عبد الرحمن يوسف



تمر الأيام، وما زال على رأس السلطة في مصر عميل، لا حدود لنذالته، ولا خطوط حمراء توقفه، فهو شخص "سيكوباتي" يعاني من عدة أمراض نفسية، وقد استطاعت قوى الشر أن تجنده لصالحها، وهو مستعد لارتكاب كافة الخطايا والموبقات التي تحقق لأعدائنا أغراضهم، وتحقق له مزيدا من الوقت في سدة الحكم.

سيرحل "سيسي" وستبقى تركته صداعا مزمنا، وسيدفع المصريون الثمن باهظا، وأعني بالمصريين هنا الشعب المصري بكل فئاته ومكوناته.

***

الدولة المصرية اليوم أصبحت مخلب شر يؤذي كل من حولها، فلها دور من أسوأ ما يمكن في إحكام الحصار على أكثر من مليوني إنسان مدني بريء في غزة، وهو دور بدأ في عهد الرئيس اللص مبارك، وقد ارتكبت القوات المسلحة المصرية جرائم ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية (مثل تلويث مخزون المياه الجوفيه بماء البحر).

وما زالت المؤامرات تحاك لتصفية القضية الفسلطينية عبر إجبار الفلسطينيين على التوطين في سيناء.. في خيانة لكل معاني الوطنية المصرية، ولكل معاني العروبة، ولكل معاني الاستقلال الوطني.

سيدعي البعض أن تلك تسريبات لا أساس لها، ولكن الحقيقة أن مسألة حل القضية الفلسطينية بإعطاء الفلسطينيين وطنا بديلا في سيناء مطروحة منذ عشرات السنين، وما منع ذلك هو عدم وجود العميل المناسب الذي يتجرأ على تقديم هذا التنازل.. واليوم أصبح موجودا.. وهو يعرض عليهم هذا الأمر مجددا أحلاما إمبريالية ماتت لدى من صنعوها وحلموا بها!

سواء تمت هذه الخطة لا قدر الله أو لم تتم.. سيدفع المصريون ثمنا باهظا لدور الدولة المصرية في غزة.

***

وفي ليبيا دور المخابرات المصرية في إشعال الأزمة الليبية من أحقر ما يكون، ولو كفت مصر (الدولة) شرَّها لاستقرت ليبيا في عدة أسابيع.

أصابع الأجهزة الأمنية المصرية، مع أموال دولة المؤامرات العربية المتحدة، تفتك بالليبيين، وتموِّل هذا المدعو "حفتر"، وتبعث في قواته الحياة كلما قتلته عزيمة الثوار الليبيين.

حدود مصر مع ليبيا تمتد لأكثر من ألف كيلومتر، وإذا تفجرت الأزمة الليبية لا قدر الله فإن أول من سيدفع الثمن سيكون الشعب المصري.

***

وفي سوريا قنابل الدولة المصرية تفتك بإخوتنا الآمنين.. ورغبة "سيسي" في إنقاذ السفاح المدعو "بشار الأسد" تكاد تصل إلى حد الجنون.

دعم هذا السفاح تسبب في قتل أكثر من نصف مليون إنسان، وفي تشريد أكثر من ستة ملايين مواطن، وفي فقد شعب كامل لكل مدخراته وأصوله الاقتصادية!

كل من ساهم في ذلك سيدفع الثمن، وللأسف.. سيدفع المصريون ثمن مشاركة النظام العميل في القصف والقتل، فهي سنة الله في الكون.

***

سيدفع المصريون ثمن ما فعلته الدولة المصرية في علاقاتها مع السودان، وكيف أدى إهمال هذا الملف الاستراتيجي الحيوي إلى انفصال جنوب السودان، وإلى ما تلا ذلك من تدخلات أجنبية في إفريقيا إدت إلى الوضع الحالي في ملف مياه النيل، وبناء سد النهضة.. وليت ذلك السدّ يكون الأخير.. فالطبيعي أن نرى عشرات السدود تبنى في دول المنبع.. كل ذلك بسبب مجموعة من العساكر العملاء حكموا هذا البلد وفرطوا في كل شيء.. حتى في قطرة الماء.

***

الحملات الإعلامية التي يقوم بها مخبرون سفهاء يحركهم ضباط مخابرات جهلاء ضد كل الدول العربية.. ضد قطر، والمغرب، والجزائر، وإثيوبيا.. وضد إخوتنا السوريين والفلسطينيين وغيرهم.. هذه الحملات لها ثمن، وسوف يدفعه الشعب المصري عاجلا أو آجلا.

***

الإجراءات الاقتصادية التي يقوم بها "سيسي" وإدارته الآن لمحاولة إنعاش الجنيه المصري أمام الدولار.. هي إجراءات في غاية الغباء والتهافت، خلاصتها أنهم يستدينون ويغرقون السوق بالدولارات، فينخفض سعره قليلا لأيام عدة أو أسابيع عدة، ثم تتجدد الحاجة الطبيعية للدولارات في بلد لا ينتج شيئا، ويستورد كل شيء.. فتكون النتيجة أن ينطلق سعر الدولار مرة أخرى، ويرتفع أكثر مما كان.

***

سيغادر "سيسي" السلطة قريبا (أيا كانت طريقة مغادرته)، وكل هذه الإجراءات الحمقاء لها عواقب.. والثمن سيدفعه المصريون.

إن السكوت على هؤلاء الذين اختطفوا السلطة، والانشغال بخلافات تافهة، وبأولويات لا محل لها، سيؤدي إلى كوارث تهدد مصر في وجودها، وسوف يدفع الشعب المصري.. أعنى آحاد الناس والسواد الأعظم من المصريين، ثمنا باهظا لكل ما تفعله السلطة اليوم، ولكل إساءاتها لدول الجوار، ومن يظن أن هذه الممارسات من الممكن أن تمر بلا ثمن، أو أن هذا الثمن لن يكون باهظا جدا، أو أنه ثمن ستدفعه الدولة لا الناس.. فهو مخطئ..!

آن الأوان لتوحيد جهود سائر الوطنيين المخلصين لإسقاط هذا النظام، لكي يتمكن المصريون من معالجة آثار وجود هؤلاء في السلطة، ولتقليل الثمن الحتمي الذي ستدفعه الأمة المصرية كلها!

عاشت مصر للمصريين وبالمصريين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق