الاثنين، 16 نوفمبر 2015

#نجيب_مش_هيغيب.. 61 عامًا من انقلابات العسكر على السلطة

#نجيب_مش_هيغيب.. 61 عامًا من انقلابات العسكر على السلطة

محمد نجيب لحظة اعتقاله
16/11/2015 

ما أشبه الليلة بالبارحة، بل ربما اليوم هو امتداد لأمس ونسخة كربونية لما جري قبل 61 عامًا بالتمام والكمال، عندما انقلب العسكر على أول رئيس في تاريخ جمهورية مصر العربية اللواء محمد نجيب، الذي لم يتجاوز مدة حكمه عام واحد، حتى قرر "الضباط الأحرار" محاكمة قائدهم ووضعه قيد الإقامة الجبرية لمدة 30 عاما.
"أنني أول من أطلق عبارة "الضباط الأحرار" على التنظيم الذي أسسه جمال عبد الناصر، وأنا الآن أعتذر عن هذه التسمية، لأنها لم تكن اسمًا على مُسمى، فهؤلاء لم يكونوا أحرارا وإنما كانوا أشرارا، وكان أغلبهم -كما اكتشفت فيما بعد- من المنحرفين أخلاقيًا واجتماعيًا، ولأنهم كذلك كانوا في حاجة إلى قائد كبير  ليس في الرتبة فقط، وإنما في الأخلاق أيضاً، حتى يتواروا وراءه، ويتحركوا من خلاله، كنت أنا هذا الرجل للأسف الشديد».. تلك الحقيقة التي كشف عنها نجيب في مذكراته "كنت رئيسا لمصر" والتي ربما تجيب على تساؤل يجري الآن على ألسنة العوام لماذا انقلب العسكر على السلطة المنتخبة؟.
اليوم، 14 نوفمبر، تمر الذكري الـ61 على انقلاب العسكر على قائد الجيش وأول رئيس عقب انقلاب 3 يوليو 1952، بعد أن ترسخ في يقين الرجل العسكري على الرغم من كثرة شهاداته وتراكم خبراته أن السياسة ليست ملعبا لجنود القوات المسلحة، وأن من تربي في الثكنة لا يمكن أن يدير وطن أن يجيد اللعب في أروقة السياسة.
ولم يكن الرجل المتسق مع نفسه ينتظر من العسكر التكريم على ضرورة عودة الجيش إلى ثكناته، وإنما كان الاعتقال والمحاكمة بتهم ربما تسمعها الآن في أروقة شامخ الانقلاب، من عينة محاولة قلب نظام الحكم، حتى تم في النهاية بقرار من عبدالناصر وضعه قيد الإقامة الجبرية فى منزل زينب الوكيل بمنطقة 23 يوليو بالمرج، حتى لفظ أنفاسه تحت عوز الفقر والمرض الذى حاصر أولاد أول رئيس جمهورية فى مصر.
"نجيب" دفع في وقت سابق، ذات الضريبة التي يدفعها الرئيس الشرعي محمد مرسي –أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر-، ورغم الدولة البوليسية التي رسخ أركانها العسكر من أجل تأمين حكمه لم تختلف كثيرا وربما بذات الأدوات القديمة، إلا أن الشعب لم يتمترس خلف جدران الخوف وإنما خرج فى كل الميادين ليرفض الانقلاب ويتمسك بثورته، مدافعا عن رئيسه المنتخب ودون أن ينسي أن يرد الظلم عن اللواء الراحل.
نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، دشنوا هاشتاج "#نجيب_مش_هيغيب" من أجل إحياء ذكري الانقلاب على الرئيس الراحل، واعتبروه منبرا لفضح جرائم العسكر على مدار 63 عاما، حيث كتب أحد الناشطين: " زي النهاردة من 61 سنة انقلب "عبدالناصر" على "نجيب"، ودخلت مصر النفق المظلم، حكم العسكر حاول في أكثر من 60 سنة أنه يلغي سيرة الرئيس محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد الحكم الملكي.. حقد وكراهية ضباط الحكم العسكري على نجيب لأنه كان مؤمن إن الجيش كمؤسسة وطنية مكانه الحدود في مواجهة العدو الحقيقي وأن حكم الدولة للمدنين، وده يخالف أحلام منتفعي العسكر".
وعلقت صاحبة حساب رحيق محمد: " أول رئيس يتم الإنقلاب عليه هو محمد نجيب، المفروض كل اللى عاصروا هذه الفترة من الإخوان بالذات يحكوا ويفصلوا كل الاحداث على ضوء ما حدث اليوم وده للتاريخ ولمعركة الوعى التى ستطول".
وارتقي الهاشتاج سريعا فى سلم "التريندات" حتى بات فى مواقع الصدارة، وسط تفاعل كبير من النشطاء، فكتب هيما أبو ياسين: " لانه كان صوت كل حر بينادي بتحرر البلد من فكر العسكر العقيم المجدب"، فيما علقت رضوى حليم: "من صبر نجيب إلى صمود مرسي، تحية لكل رئيس وقف فى وجه عصابة الانقلابات.
الرئيس محمد نجيب ولد في العاصمة السودانية الخرطوم في ٧ يوليو ١٩٠٢، لأب ضابط يخدم فى جنوب الوادي، وأم سودانية، كان حريصا طوال حياته على التزود بالعلم فتخرج في الكلية الحربية ثم حصل على شهادات عليا فى البوليس والحقوق والاقتصاد والعلوم السياسية.
وطوال مسيرته كان ضابطا يشار له بالبنان، حيث خدم في الجيش المصري وترقى ما بين القاهرة والسودان، وتدرج فى الرتب العسكرية حتى حصل على رتبة لواء أركان حرب، وأصيب في حرب، قبل أن يتم انتخابه –دون إرادة القصر- رئيسا لنادى الضباط في ١ يناير ١٩٥٢ بأغلبية الأصوات.
مع نجاح انقلاب 23 يوليو فى الإطاحة بالملك تولى نجيب رئاسة الجمهورية باعتباره قائد الضباط الأحرار، ولما يتمتع به داخل صفوف الجيش من أخلاقيات وثقافة وتاريخ عسكرى مشرف، إلا أن الخلافات مع عبدالناصر اجبرته على الاستقالة في فبراير ١٩٥٤.
وأجبر الشعب مجلس قيادة الثورة على عودة نجيب للسلطة، فأصدر في ٢٧ فبراير ١٩٥٤ بيانا يعلن عودته، قبل أن يتحين الفرصة للإطاحة به في ١٤ نوفمبر ١٩٥٤، ويقرر وضعه قيد الإقامة الجبرية ٣٠ عاما، حتى توفي في ٢٨ أغسطس ١٩٨٤، و لم يفرج عنه السادات و لا حسني مبارك و ظل حبيس الاقامة الجبرية حتى وفاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق