" المواطنون الشرفاء " .. سلاح السيسي لردع معارضيه
06/05/2016
"الرسالة وصلت".. هكذا فهم جموع الصحفيين
رسالة النظام مع حصار الشرطة والمواطنين الشرفاء لمقر نقابة الصحفيين
تزامنًا مع جمعيتهم العمومية يوم الأربعاء الماضي 4 مايو الجاري 2016م؛
احتجاجًا على اقتحام الشرطة مقر النقابة، مساء الأحد، غرة مايو الجاري،
واعتقال صحفيين على ذمة اتهامات بالمشاركة في مظاهرات رافض التنازل عن
جزيرتي "صنافير وتيران".
وبين أمناء الشرطة وضباط وزارة الداخلية،
كانوا يتحركون في ثقة بالغة، ويمارسون كل أعمال البلطجة فى حماية رجال
الأمن.. لا تندهش إذا رأيت واحدا منهم يدخن السجائر برفقة ضابط أو إذا وقعت
عينك على سيدة سمينة بجلباب أسود ترقص، وتضحك بين أمناء الشرطة، وبعد
ثانية واحدة ترسل بإشارات بذيئة وألفاظ نابية لأبناء "قلعة الحريات"- نقابة
الصحفيين..!.
وحتى كتابة هذه السطور مساء اليوم الجمعة 6
من مايو لا يزال العشرات من المواطنين الشرفاء المدعومين أمنيًّا يحاصرون
مقر النقابة ويكيلون أبشع السباب والشتائم لكل صحفي يقترب من مقر نقابته،
واحتلوا سلالم النقابة قبل أن تأمرهم عناصر الشرطة بتركها.
بمجرد كتابة "المواطنون الشرفاء" في خانة
البحث على موقع "جوجل" تخرج النتائج بمئات الآلاف فى تقارير عديدة ترصد
ارتباط نشأتهم بالمظاهرات التي رافقت ثورة 25 يناير 2011، وصولاً إلى
المظاهرات الرافضة لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية خلال الشهر
الماضي، وتنازل بمقتضاها السيسي عن جزيرتي "صنافير وتيران"؛ ما أثار عاصفة
من الغضب الشعبي بين المواطنين رفضًا للتفريط في جزء من أرض الوطن من أجل
حفنة من الرز.
شاهد الرابط:
حماية أمنية
يضم تنظيم "المواطنين الشرفاء" فئات مهمشة
شديدة الفقر والجهل منهم تجار مخدرات وقطاع طرق ولصوص ومسجلون خطر. وتشملهم
وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب بمظلة أمنية توفر لهم الحماية في مقابل
ردع المخالفين للنظام وتأديبهم ووقفهم عند حدودهم إذا لزم الأمر.
يعزز من ذلك ما حدث اليوم الجمعة حيث وقعت
مشاجرة بين متظاهرين مؤيدين لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وعدد من
أصحاب ورش قطع غيار السيارات بشارع شمبليون، قرب نقابة الصحفيين.
واندلعت المشاجرة بين الطرفين عندما طلب
أصحاب محلات شارع شامبليون من مؤيدي السيسي عدم إغلاق الطريق أمام السيارات
المتوجهة إلى الشارع؛ لأنهم تسببوا في تعطيل أعمالهم.
وتطورت المشاجرة إلى تبادل السباب بين
المتظاهرين وأصحاب المحلات؛ ما دفع قوات الأمن للتدخل، وإلقاء القبض على
عدد من أصحاب المحلات والورش بشارع شامبليون.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد احتل هؤلاء
سلالم النقابة مرددين هتافات مسيئة لجموع الصحفيين منها اتهامهم بالخيانة
والعمالة حاملين صور قائد الانقلاب ولافتات منها و"لا إقالة ولا اعتذار"،
ووجهوا الشتائم والسباب للصحفيين الموجودين داخل مبنى النقابة.
واكتفت الشرطة الموجودة بشارع عبدالخالق
ثروت بإبعاد هؤلاء عن السلالم ونقلهم إلى الرصيف الموازي لسلالم النقابة،
مع توفير المظلة الأمنية بعدة حواجز لاستخدامهم وقت اللزوم.
شاهد الرابط:
اعتداءات على صحفيين
وبمجرد اشتعال المعركة على خلفية اقتحام
الداخلية لمقر النقابة أطلقت الشرطة العنان لقطعان "المواطنين الشرفاء"
وتعرض معظم الصحفيين لإهانات وشتائم وإشارات بذيئة لا يمكن وصفها حيث
اعتدوا على ياسر رزق رئيس تحرير صحيفة الأخبار الحكومية وشديد القرب من
قائد الانقلاب وصاحب التسريبات الشهيرة حتى رافقه ضابط برتبة كبيرة وأمن
خروجه من النقابة بعد انتهاء الجمعية العمومية الأربعاء الماضي.
كما تم الاعتداء على الناشط السياسي والصحفي
خالد داود القيادي بحزب الدستور وجبهة الإنقاذ التي استخدمها السيسي كغطاء
مدني لانقلابه العسكري على الرئيس مرسي، حيث اعتدى "البلطجية" على "داود"
بعصا بلاستيكية في مقدمتها دائرة حديدية، ثم تدخلت قوات الشرطة وقامت بسحبه
منهم.
كما اعتدى المواطنون الشرفاء على وفد المجلس
القومي لحقوق الإنسان كما صرح بذلك جورج إسحاق عضو المجلس أمس الخميس عند
زيارتهم لمقر النقابة؛ أملا في احتواء الأزمة.
صفقة مع النظام
وفي تقرير لصحيفة المصري اليوم في عدد اليوم
الجمعة حول حشود المواطنين الشرفاء شركاء الداخلية في حصار النقابة يقول
التقرير "لاحظت توقف أتوبيس خاص يحمل رقم «421 ع ل»، وقفت إلى جواره، وسمعت
بعض الأشخاص يتحدثون: "إحنا هنقعد قد إيه في المصلحة دى يا كابوريا؟".
الجملة كانت بصوت سيدة ترتدى عباءة سوداء،
رد عليها «كابوريا» باللهجة والصوت نفسيهما: "هما ساعتين وهنخلع.. المهم
نقبض"، استكملت السير حتى وصلت إلى بداية شارع عبدالخالق ثروت.
من ناحية شارع رمسيس، فشاهدت جماعة أخرى من
«عينة» المواطنين الشرفاء السابقة نفسها، يقفون أمام حواجز الأمن التي
أغلقت الشارع، اقتربت منهم، وعرفت أنهم جاءوا من أحياء الموسكى والسيدة
زينب وعابدين، في 5 أتوبيسات و3 «ميكروباصات»، وقفوا يرقصون خلف الحواجز
على أنغام الـ«دى جى»، الذي كان محملًا على سيارة ربع نقل تحمل لوحات
بأرقام «298 م ل»، اتصلت بأحد الضباط بإدارة مرور القاهرة، للاستعلام عن
تلك السيارة، فتبين أنها مبلغ بسرقتها، بتاريخ 12 مارس الماضى، وتابعة
لمرور الموسكى، ومحرر محضر رقم 2193 لسنة 2016 بالواقعة".
ويضيف التقرير تفاصيل أخرى «بالقرب منهم كان
يجلس شابان وفتاة، ويبدو أنهم شعروا بالإرهاق بسبب كثرة الرقص والغناء،
جلست بالقرب منهم، فسمعت هذا الحوار: «أحد الشابين يقول: محمد إسماعيل
بياخد نص الفلوس ويوزع النص الباقى على الناس اللى بيجيبهم..هو بيعمل كده
كل مرة»، ليرد الشاب الثانى: «يا عم كبر دماغك انت مش هتقدر تقوله كده.. ما
هو اللى مظبط المصلحة دى.. ودول ساعتين وشوية وهنمشى، يعنى ولا خناقة ولا
ضرب»، وسريعًا سألتهما الفتاة: «هما مش هيجيبوا أكل؟»، ليرد أحدهما: «قالوا
هيجيبوا كشرى كمان شوية".
وتضيف مصورة المصري اليوم «سمعت سيدة تتحدث
مع أحد الضباط قائلة: «نمشى بقى يا باشا ولا إيه إحنا تعبنا؟ فرد عليها
الضابط دون أن ينظر إليها ودون أن يخشى من مرور صحفيين بالقرب منه، قائلا:
لسة شوية لما أقولك امشى ابقى امشى.. يالا روحى ارقصى».
مندسون وسط المظاهرات
وتكشف الزميلة عزة فضالى، المصورة الصحفية
بـ"المصرى اليوم"، أنها تمكنت من التعرف على شخص بين المواطنين الشرفاء
الذين كانوا يحاصرون النقابة الأربعاء الماضي واقتربت منه بشدة والتقطت
صورة له وتذكرته أنه هو من تحرش بها في احتفالات التحرير بمجرد الإعلان عن
فوز الرئيس مرسي على الفريق أحمد شفيق وتقول فضالي "فور الإعلان عن فوز
الرئيس محمد مرسي، انطلقت أعداد كبيرة من أنصار جماعة الإخوان للاحتفال
بالفوز، قمت بإعداد تغطية صحفية للاحتفالات بميدان التحرير، فجأة ظهر عدد
من المواطنين ليسوا من أهل الميدان أو المتظاهرين المعتادين، تجمع حولى
بعضهم، ووجدت نفسى داخل دائرة أفرادها عدد من المتحرشين، حيث لمسوا جسدى،
وفى هذه اللحظة لاحظت أحدهم وأمسكت به وصرخت في وجهه وطلبت منه أن يتركنى،
حاولت إبعاده عنى، ولكنه استمر في التحرش بى، صرخت في وجهه لأبعده عنى، لكن
دون جدوى، وظلت ملامح وجهه وهو يجذبنى نحو دائرة المتحرشين عالقة في
ذهنى».
وتضيف عزة: «أثناء حالة الشد والجذب دخل
رجلان وساعدانى على الخروج من وسط هؤلاء البلطجية.. وبعد مرور أربع سنوات
على الحدث رأيته مرة أخرى، وفى هذه المرة كان على أبواب نقابة الصحفيين،
ضمن المتظاهرين المعروفين باسم (المواطنين الشرفاء)، وقف معهم حاملًا
شعارات تحيا مصر، يهتف ضد الصحفيين مع المتواجدين خلف الكردون الأمنى بشارع
رمسيس، لمحته ونظرت إليه، وتمكنت من تصويره وهو ينظر إلى عينى بشكل مباشر،
وكان الحاجز الأمنى هو الفاصل بينى وبينه، وبمجرد أن رأيته تذكرت وجهه وما
فعله معى في ميدان التحرير، حاولت الوصول لأقرب نقطة له، والتقطت له صورة
واضحة وهو ينظر إلىَّ مباشرة، نظر إلىَّ بشكل مباشر وأنا أقوم بتصويره، إلا
أنه بدأ يختفى وسط الجموع بشكل تدريجى حتى اختفى تمامًا».
شاهد الرابط:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق