الأربعاء، 11 مايو 2016

حرقوا العتبة كما لو كانت رابعة.. ولعتها ليه يا سيسي؟!

حرقوا العتبة كما لو كانت رابعة.. ولعتها ليه يا سيسي؟!



من آثار حريق العتبة
11/05/2016

 
"حرقوا العتبة كما لو كانت رابعة" هكذا علقت إحدى الناشطات على كارثة الحريق الذي شهده شارع الرويعي بمنطقة العتبة، أكبر أسواق تجارة الجملة بمصر، صباح الاثنين والذي يرجح – حتى الآن – أنه كان مدبرا ومتعمدا وبفعل فاعل، وأنه ليس نتيجة تماس كهربائي، أو أنه نتيجة الإهمال الحكومي فقط.
 
ويتحسر المصريون على "العتبة الخضراء" التي تفحمت في عهد السيسي، وكان الفنان إسماعيل ياسين قد اشتراها قديماً عبر واحد من أشهر أفلامه، الذي يحكي قصة قروي ساذج نزل إلى العاصمة، وأقنعه أحد المحتالين بشراء العتبة طمعاً في إيراداتها من البريد والمطافئ، والمصالح المختلفة.
 
وتخيل نشطاء الفيس بوك مشهداً من الفيلم يقف فيه الفنان "إسماعيل ياسين"، يسأل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي:" إزاي العتبة ولعت يا سيسي"، فيرد السيسي:" كلام في سرك يا مبروك أصلهم مدفعوش الإيجار فقطعنا عنهم الميه"!
 
فتش عن المستفيد
 
نفى صاحب أحد المصانع المنكوبة كافة الاجتهادات الأولية حول ملابسات الحادث والاحتمالات المبدئية التي وضعتها سلطات الانقلاب لتبرير الحريق، مشددا على أن الحديث متعمد من أجل إخلاء الحي من التجار وتهجير الأهالي على غرار ما يحدث في سيناء.
 
 
وأكد الناشط عماد فؤاد –أحد شهود العيان على الحريق وصاحب مصنع ملابس بالرويعي-  على تورط حكومة الانقلاب في اندلاع الحريق والتباطؤ في عمليات الإطفاء على الرغم من تواجد مقر الدفاع المدني المركزي على بُعد أمتار قلائل، من أجل إخلاء المنطقة من الباعة وإعادة تشكيلها بما يرضي المستثمر الإماراتي الذي منحته الدولة موطأ قدم فى الحي التجاري.
 
وأوضح فؤاد- في تدوينة عبر حسابه على موقع “فيس بوك”- قبل قليل: “كلكم سمعتم عن حريق العتبة، فيكم اهتم، وفيكم اللي ماهتمش
وفيكم اللي ما سمعش اصلا”، إلا أنه طالب الجميع أن يتوقف أمام –ما وصفه- “شهادة للتاريخ”.
 
وأضاف: “العتبه هي بلدي.. والدي الله يرحمه عنده مصنع ملابس من 45 سنة في الرويعي بالعتبة، أصحاب المحلات والمصانع في العتبة والباعة الجائلين اللي في الشارع هم أهلي ولي الشرف إني انتمي ليهم، المبني اللي في الصوره هو صيدناوي ملك الحكومة لكنه للأسف بيخسر كل سنة، الحكومة باعته أو أجرته بحق انتفاع مدة طويلة لمستثمر إماراتي”.
 
وتابع: “طبعاً الراجل عايز يستلم الشركة خالية من الباعة الجائلين اللي عايشين هم وأبائهم وجدودهم من قبلهم وأولادهم من بعدهم بجوار
المبني، طيب حكومتنا تعمل إيه لإرضاء سموه.. تخيلوا حرقت بضاعة الناس وهم قافلين ونايمين في بيوتهم عشان تجبرهم يسيبوا المنطقة”.
 
وأشار شاهد العيان إلى أن “السيد محافظ القاهرة أول حاجة قالها لازم ننضف العتبة من البائعين لأنهم خطر على الأمن طيب وبيوتهم اللي خربت، طيب وأولادهم، تحرقوا شقاهم يا كفره”.
 
واختتم فؤاد تدوينته: “4 قتلي انهارده وبيقولوا لا وفيات، مطافي مصر جات متأخر عمداً ومش عايزين الحريقه تنطفي لحد دلوقتي”، معقبا: “اعتبروا العتبة زي تيران وصنافير بيعوها للإمارات حسبي الله ونعم الوكيل.. السيسي بيحرق مصر”.
 
 
 
الأمر نفسه أكده عدد كبير من أصحاب المحلات، قالوا إن الحريق تم بفعل فاعل، وإنه متعمد، ووراءه مؤامرة كبرى.
 
وأكد أحمد علي، أحد أصحاب المحال المتضررين، أن النيران اشتعلت في مناطق متفرقة، في توقيت واحد، مضيفا: "استحالة دي تكون حريقة عادية.. العوض على الله، ولا نريد شيئا من أحد".
 
وأضاف شريف محمد، أحد أصحاب المحلات المتضررين، في برنامج "90 دقيقة"، عبر فضائية "المحور"، أن الحادث تم بفعل فاعل،
قائلا: "شاهدنا 6 أفراد يرمون بودرة سريعة الاشتعال على المحلات لتزيد النيران اشتعالا".
 
وأشار إلى أن هذه البودرة تسببت في إحراق المنطقة بأكملها في وقت قصير جدا، وأن النيران عاودت الاشتعال مجددا بفعل هذه المادة".
 
وقال متضرر ثالث من الحريق: "اللي حصل مدبر، وهدفه قطع عيش الغلابة".
 
وتساءل: "الحريق وقع يوم أحد، ويوم إجازة.. إشمعنى هذا اليوم، وإشمعنى الساعة 12 ليلا".
 
وأكد أنه "ما فيش بياع هيولع في بضاعته"، وأضاف أن الحريق معمول علشان الباعة تمشي من المنطقة"، متسائلا: "فين العدالة الاجتماعية يا سيسي؟".
 
العتبة منطقة تاريخية
 
وللمنطقة تابع تاريخي يظهر في شكل مبانيها المستوحاة من الطراز المعماري للمباني في باريس، والتي أنشأت في عهد الخديوي إسماعيل بالقرن التاسع عشر.
 
واستمدت المنطقة اسمها من "قصر العتبة الزرقاء" الذي بناه محمد الدارة الشرايبي بالمنطقة في زمن المماليك وتحديداً العام 1747م، الذي وضع أمامه عتبة زرقاء، قبل أن تنتقل ملكية القصر عدة مرات حتى وصلت إلى الخديو عباس الأول، الذي أزال عتبة القصر الزرقاء، ووضع مكانها أخرى خضراء، ليتحول اسمها إلى "العتبة الخضراء" تفاؤلاً وتبركاً باللون الذي كان يتفاءل به.
 
الرواية الثانية وفقاً لما ذكرته، جيهان مأمون في كتابها "من سيرة المماليك" تقول إن التسمية جاءت من التطوير والتعمير الذي قام الأمير أزبك قائد الجيوش في عهد السلطان المملوكي قايتباي في الفترة بين "1412- 1496" بمنطقة الأزبكية، حيث أنشأ المباني والحدائق الخضراء لتتحول المنطقة إلى العتبة الخضراء من كثرة بساتينها، وانتقل للسكن إليها الأمراء والشخصيات الكبرى، في ذلك الوقت.
 
الأهمية التي حظيت بها العتبة قديما تتجلى في كونها تضم المركز الرئيسي للبريد المصري، والمركز الرئيسي والقديم والأهم للإطفاء، وكذلك الأوبرا القديمة، وهي أهمية امتدت حتى الآن، بوجود محطة مترو رئيسية بالإضافة إلى محطة لسيارات الأجرة بين المحافظات المصرية.
 
وكان حريق هائل قد اندلع في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد بحي الرويعي التجاري بمنطقة العتبة الحيوية وسط القاهرة، ما أسفر عن تدمير 4 عقارات بالكامل وقرابة 200 محل ومخزن تجاري ومقتل وإصابة 84 مواطنا، مع خسائر أولية قدرت بنحو 4 مليارات جنيه مصري.
شاهد الرابط:
1.
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=2MHBPbcgyXI

2.
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=zsd22pZ8JGU

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق