حديث عجيب من دلائل النبوة
بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على
سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم
الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً
و ارزقنا إتباعه، و أرنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون
القول فيتبعون أحسنه، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
إقرأ الحديث الشريف و طبقه على الواقع و
الحاضر
أيها
الأخوة المؤمنون:
لم
يترك نبينا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - شيئًا ينفع أمته إلا ودلهم عليه، ولم
يترك شرًّا إلا وحذرهم منه، وفي حديثٍ جامعٍ لأسباب هلاك الأمم وزوالها، يحذر
النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته وينذرها من خمس خصال مهلكة
((
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:
أَقْبَلَ
عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
يَا
مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ : خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ
بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ:
- " لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلافِهِمِ الَّذِينَ مَضَوْا...
- " وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ
- "وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ، وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا... "
- " وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ،
- " وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ))
[رواه ابن ماجة ]
- الخصلة الأولى :
- " لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلافِهِمِ الَّذِينَ مَضَوْا...
حذّر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته من خطر
ارتكاب الفاحشة وإظهارها والتمادي فيها، لأن ذلك ينتج عنه انتشار الطاعون والأمراض
الفتاكة التي لم يسبق ظهورها في أسلافنا من الأمم، وقد ظهر تصديق ذلك بظهور طاعون
العصر (الإيدز) والأمراض الجنسية الفتاكة، نتيجة ممارسة العلاقات المحرمة من زنا
ولواط وغير ذلك.
"... حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا... "
و الشواذ
لهم جمعياتهم التي يعنون عنها و ترعام وقد أعلن وزير الصحة البريطاني في مؤتمر
صحفي أنه شاذ جنسياً ونشر الخبر في الصحافة."
وقد جاءت الشريعة الإسلامية بمنهجٍ لا يحارب
دوافع الفطرة ولا يستقذرها، وإنما ينظمها ويطهرها، ويرفعها عن المستوى الحيواني
والبهيمي، ويرقِّيها إلى أسمى المشاعر والعواطف، التي تليق بالإنسان كإنسان، ويقيم
العلاقة بين الرجل والمرأة على أساس من المشاعر النبيلة الرقيقة الراقية الطاهرة،
يقول سبحانه وتعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ
أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الروم: 21).
ويهيئ ذلك المنهج المناخ الطاهر النظيف ليتنفس
المسلم في جو اجتماعي طاهر نقي يتفق مع الفطرة السوية، بل ويحدد كثيراً من
الضمانات الوقائية التي تحمي المجتمع المسلم من الوقوع في مستنقع الرذيلة الآسن
العفن؛ ثم يعاقب بعد ذلك من ترك هذه الضمانات طائعاً مختاراً، وراح يتمرغ في وحل
الرذيلة والفاحشة ليعيث في الأرض الفساد، وهذا هو قمة الخير للإنسانية كلها، لتعيش
الجماعة كلها في هدوء وأمان.
ولنا في قوم لوط عبرة وعظة، فقد عاقبهم الله
تعالى أشد العقاب، لاتنكاس فطرتهم وخروجهم عن المنهج الذي أمرهم به نبي الله لوط -
عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام -، قال الله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ
لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ} (النمل: 54)، فكانت
النتيجة {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً
مِّن سِجِّيلٍ} (الحجر: 74).
الزنا
أو الشذوذ، تظهر جلية لا يستحيون بها، يقول لك انتخاب ملكات جمال هذه فاحشة، عري
النساء في الطرقات، دور البغاء.
يعني
ليس شرطا أن يكونوا مسلمين أو غير مسلمين
" الطاعون
" هنا هو مطلق المرض ي الأمراض التي لم توجد من قبل كفيروس س و أنفلونزا الخنازير ، و الإيدز و فيروس جيكا
.. الخ وفيه أكبر دليل على مصداقية النبي عليه الصلاة والسلام،
- الخصلة الثانية:
- "... وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ... "
يحذر
النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته من التلاعب بالمكيال والميزان، الذي توعّد الله
فاعله بالويل والهلاك ، قال تعالى: {ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس
يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون} (المطففين: 1-3)، فإذا انتشر ذلك في
الأمة، فإنها تعاقب بعقوبات ثلاث:
أولها: منع المطر
أو ندرته فتصاب الأرض بالقحط، وإذا أنبتت الأرض فإن الله يبتليهم بالحشرات
والديدان والأوبئة التي تهلك الزروع والثمار .
وثانيها: شدة المئونة،
ويكون ذلك بغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وضيق العيش.
وثالثها: أن يسلط
الله عليهم الحاكم الذي يجور عليهم، ويفرض الضرائب الباهظة، ويكلفهم من الأشياء ما
لا قدرة لهم عليه.
و المعنى هنا هو الغش بشكل عام ، يعني صار المكيال والميزان أحد
أنواع الغش ، و الغش يشمل كل شيء ممكن أن
نتحايل على تقديمه للناس بصورة غير حقيقته .
- الخصلة الثالثة:
- "... وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ، وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا... "
يشير النبي - صلى
الله عليه وسلم - إلى أن منع الزكاة وعدم إخراجها أو التحايل على ذلك، تكون عقوبته
العاجلة هي منع القطر عنهم، ولولا وجود البهائم ما نزل عليهم المطر من السماء؛
لأنهم لا يستحقونه، لكونهم لم يُخرجوا حق الفقراء في مالهم.
وهذا
يوضح سبب الجدب الذي ضرب أطنابه في الأرض، رغم أن الناس يستسقون ويستغيثون الله عز
وجل ويطلبون منه المطر، وما ذاك إلا لأن الناس صاروا يتهاونون في إخراج زكاة
أموالهم، وحينما يبخل الناس بالزكاة فإن الله تعالى يمنع عنهم المطر، الذي هو
وسيلة لحياتهم، ولولا رحمة الله عز وجل بالبهائم ما أُمطِرت الأرض أبداً.
فمعدل
هطول الأمطار في الأعوام الماضية كان مئات المليمترات ، الآن عشرات المليمترات.
- الخصلة الرابعة:
((وَلَمْ
يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ
فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ ،
(ولم
ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في
أيديهم) وفيها تحذير من النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته من نقض العهد
والميثاق، وعاقبة ذلك أن الله يسلط عليهم عدوًّا من غير المسلمين، فيأخذون بلاد
المسلمين، أو يتحكمون في مقدرات بلاد المسلمين وثرواتهم.
ولا
يقتصر الأمر في ذلك على نقض العهود والمواثيق بين الناس، بل يدخل فيه ترك ما أمر
الله عز وجل به وارتكاب ما نهى الله عنه.
يعني
أن في المسلمين الآن ظاهرة عجيبة، فهم فيما بينهم أشداء على أنفسهم أما مع الغرباء فهم رحماء بهم، لا يوجد ألطف من
المسلم مع الغريب، هذا الحديث من دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام.
أيها
الأخوة: لابد من الصلح مع الله، هان أمر الله على المسلمين فهانوا على الله
- الخصلة الخامسة:
- " وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ))
أي:
إذا لم يحكموا بحكم الله سبحانه وتعالى، ويأخذون الخير من كتاب الله وسنة النبي - صلى
الله عليه وسلم - إلا جعل الله الشقاق والعداوة والتنافر بينهم.
ولذلك
فإن من يحاول لمَّ شتات العالم الإسلامي بغير كلمة التوحيد فإنما يحاول مستحيلاً؛
لأن هذه الأمة لن تجتمع إلا على دين الحق، ولن تتوحد إلا على كلمة "لا إله
إلا الله محمد رسول الله"، يقول الله تعالى: {فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا
آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ
فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (البقرة: 137)، وهذا
الشقاق سيبقى ما بقي الإعراض عن دين الله عز وجل وتحكيم شريعته، حتى يرجع الناس
إلى دين ربهم جل وعلا.
((
عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوشِكُ
أَنْ تتَدَاعَى عَلَيْكُمْ الأُمَمُ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا
فَقَالَ قَائِلٌ أوَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ
يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ
اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ
فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ
قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ )) [رواه أحمد ]
إقرأ الحديث الشريف و طبقه على الواقع و
الحاضر
والحمد
لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق