شاهد.. فضائح "إعلام السيسي" مثار سخرية العالم
17/11/2015
فى الوقت الذى دارت فيه ألة القمع العسكرية
بأقصي طاقتها لحصد الأقلام وكسر العدسات وتكميم الأفواه، وملاحقة الصحفيين
بالقتل والاعتقال، كان مكتب عباس كامل يصنع الأذرع الإعلامية على عجل من
أجل ترسيخ دولة الصوت الواحد وإبادة ما سواه من أصوات معارضة ووأد أى
محاولة بائسة للخروج عن النص الانقلابي المرسوم.
إلا أن صوت السيسي الواحد بات اليوم مثار
سخرية العالم، بعدما بات مصنعا للأكاذيب الفجة فى زمن السماوات المفتوحية،
بعدما برهنت دولة العسكر على مواكبة عصر الفضائيات والتواصل الاجتماعي،
واستنسخت ذات الأدوات التى استعانت بها فى خمسينيات القرن الماضي وربما
بنفس العبارات والشخوص وإن اختلفت فقط الأسماء.
سقطات الأذرع الإعلامية المتوالية تلقتها
الصحف العالمية رغم مرارة الأحداث، بمزيد من السخرية وكثير من الانتقاد،
وهو الواقع المأساوي الذى رصدته شبكة "الجزيرة" الإخبارية، فى تقرير لها،
من خلال متابعة قراءة الإعلام العالمي لما تنتجه أذرع السيسي الإعلامية.
وعلى وقع تحطم الطائرة الروسية فى شرم الشيخ
أواخر أكتوبر الماضي، وقرار موسكو بايقاف رحلاتها للقاهرة وحظر الطيران
المصري من السفر إلى روسيا، تبني الإعلام المصري نظرية المؤامرة تفسيرا لما
جري، وعمل على الترويج لما وصفه بمحاولات دولية لتقويض مصر.
صحف "اندبندنت" البريطانية و"نيويورك تايمز"
الأمريكية، تناولت ما قيل عبر مختلف وسائل الإعلام الناطقة بلسان العسكر
بمزيج من الدهشة والسخرية، قبل أن تستغل اتخاذ بريطانيا لقرار مماثل لروسيا
لتشن حملة مسعورة ضده، وضع خلالها أحد المنبطحين شخصا يدعي جون براون مكان
ديفيد كاميرون فى رئاسة وزراء المملكة المتحدة واتهمه بالانتماء لجماعة
الإخوان، التى اُتهم بها قبله باراك أوباما.
وأشار التقرير إلى أن: "وكالة الأنباء
العالمية "أسوشيتد برس" نقلت فى تقرير مطول تلك الوقائع وغيرها وفضحت خلاله
ما وصفته بأكاذيب الإعلام المصري، قبل أن تتفاقم الفبركات الصحفية لتحط فى
صفحات –ما وصفته- بالجريدة الأعرق فى مصر «الأهرام»".
وأوضح: "صحيفة الأهرام نشرت تحقيقا من شرم
الشيخ نسبت فيه لسائحة بريطانية قولها لسفير بلادها، أنها ترغب فى استكمال
أجازتها فى المنتجع السياحي، لكن فيديو للفتاة ذاتها يكشف عن محتوي آخر غير
ما نقل فى الصحيفة الحكومية "الأعرق": "أنتم وعدتمونا بالعودة إلى بلادنا
فورا، لماذا تركتمونا نبقي فى شرم الشيخ كل هذا الوقت؟!"، معقبا: "صحيفة
"ميدل إيست مونيتور" تتحدث عن الواقعة باعتبارها فبركة خبرية بالأهرام".
أكاذيب إعلام السيسي لم تتوقف عند حدود
المقروء لتواصل الفضائح على عتبات المسموع، حيث كشف التقرير أنه: "فى قناة
محلية آخري أجري مراسل تليفزيون مصري حوارا مع سائحة روسية، ليسألها عن
رأيها فى قرار بلادها وقف الرحلات، الفتاة أجابت بأن القرار يعود إلى
الرئيس بوتين وما يقرره يجب علينا تنفيذه، لكن الترجمة جاءت مغايرة تماما:
«الرئيس أخد قرارات سياسية، لكن احنا هنا فى شرم مبسوطين ومرتاحين تماما»"،
ليصف موقع "روسيا اليوم" القصة كاملة، بأنها قلب فاضح للحقائق.
وأردف التقرير: "أما الواقعة التى لاتزال
مدوية فى أروقة الصحافة الغربية، فهى التى استشهد فيها مذيع مصري –أحمد
موسي- بألعاب فيديو جيم، دليلا على جدية موسكو فى حرب داعش، لتتلقف الصحف
الغربية ومنها "واشنطن بوست" القصة، التى اعتبرتها مثيرة للسخرية
والفكاهة".
واستطرد: "انتقاد لا معقول فى واقع الاعلام
المصري وصل ذروته حتى إلى رأس السلطة الذى اتهمه بنشر الجهل"، لينقل عبارات
قائد الانقلاب السيسي على الانتقادات السطحية التى وجهت له: "لا يا جماعة
دي دولة بتضيع منا كده، إحنا بننشر وعدم وعي بين الناس".
واختتم التقرير المأساوي: إزاء كل هذا يطرح
السؤال نفسه، عن مدى نجاعة استنساخ إعلام الستينيات من القرن الماضي
والعالم يقف الآن على أعتاب الألفية الثالثة؟.. دون أن ينتظر إجابة فالواقع
أكثر فجاجة فى دولة الأكاذيب والقمع.
شاهد الرابط:
تقريرساخر للجزيرة حول فضائح و اكاذيب الاعلام المصري حول سقوط الطائرة الروسية :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق