على خطى بريطانيا.. تصريحات بوتين إهانة قاسية للسيسي
17/11/2015
دخلت أزمة الطائرة الروسية في ممر جديد عقب
توصل أجهزة الأمن الروسية، إلى وجود عمل إرهابي وراء سقوط الطائرة في
سيناء، وتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تعتبر إهانة بالغة
لسلطات الانقلاب في مصر، ودليلا جديدا على المستوى المتردي الذي وصلت إليه
السيادة المصرية عقب انقلاب يوليو 2013.
حيث نقلت وكالة رويترز ووكالة الأنباء
الفرنسية، نبأ عاجلا قالت فيه إن الرئيس الروسي فلادمير بوتين أكد خلال
اجتماع مع مسئولين عسكريين بالكرملين، إنه كلف أجهزة الأمن الخاصة الروسية
بملاحقة المتورطين في سقوط الطائرة الروسية، مؤكدًا أنه ستتم معاقبتهم
أينما كانوا.
وأضاف بوتين في كلمته: "هذا حدث سيطبعنا إلى
الأبد لكنه لن يمنعنا من العثور على المجرمين ومعاقبتهم.. علينا القيام
بذلك بدون تأخر وتحديد هوياتهم ... سنعثر عليهم أينما كانوا في العالم
وسنعاقبهم".
وهو التصريح الذي اعتبره مراقبون مهينًا
للسلطات المصرية التي تجاهلها الرئيس الروسي تماما في تهديده بملاحقة
مرتكبي الحادث، وهو ما عبر عنه الباحث السياسي أحمد غانم قائلا : "بعد
الصيغة المهينة التي خرج بها بيان بوتين والتي تتجاهل السيادة المصرية على
أراضيها نستطيع أن نقول إن مصر لم تصل في أي عصر إلى هذا القدر من المهانة
مثلما يحدث الآن مع السيسي".
وتوقع غانم تطور الأمور، وأنها لن تتوقف على
تصريحات بوتين "الموضوع سيتطور ولن يقتنع الروس بالقبض على عدد من صغار
الموظفين في المطار..الموضوع كبير ولا أحد يعرف ما هي عواقبه الكاملة حتى
الآن ولن يتوقف فقط على إهانة مصر..حتى سيادة مصر على أراضيها سيدمرها هذا
السيسي الحقير".
تخبط السيسي وعصابته
من جانبها واصلت السلطات المصرية تعاطيها
المتخبط مع الأزمة ؛ حيث أكد مصدر مسئول بوزارة الطيران المدني أنه لم يتم
إخطار السلطات المصرية حتى الآن بما نقلته وكالات الأنباء عما أعلنه جهاز
الأمن الاتحادي الروسي حول العثور على آثار متفجرات بحطام الطائرة الروسية
المنكوبة. وأوضح المصدر أن مصر هي من تقود فريق التحقيقات، ولم يتم التوصل
حتى الآن إلى أي معلومات أو أدلة من شأنها تحديد أسباب سقوط الطائرة.
وأشار المصدر إلى أن السلطات المصرية تقوم
حاليا بإجراء الاتصالات اللازمة مع الجانب الروسي لاستجلاء الموقف وتفنيد
ما تم إذاعته من أخبار حول وجود آثار متفجرات بحطام الطائرة.
روسيا على خطى بريطانيا
ونقلت مواقع إخبارية مؤيدة للانقلاب عن مصدر
بلجنة تحقيق الحوادث الخاصة بالطائرة الروسية إشارته إلى أن "كل التصريحات
الروسية التي صدرت اليوم الثلاثاء، استباق للأحداث ولا نعلم عنها شيئا،
فلجنة التحقيق تضم ممثلين معتمدين من روسيا (دولة المشغل)، أيرلندا (دولة
التسجيل)، فرنسا (دولة التصميم) وألمانيا (الدولة المصنعة)، وكذلك مستشارين
من الشركة المصنعة للمحركات وفقًا للقانون المصري والدولي" .
وتابع: "كان أولى بهذه المعلومات الشركة
المصنعة لإبراء ذمتها، وأننا في مرحلة جمع المعلومات ويتم نقل الحطام إلى
مكان آمن في القاهرة لمزيد من الفحص لكل جزء فيه، يتم خلالها فحصه بمشاركة
المتخصصين في علوم الفلزات ولم يتم التوصل لأي شيء حتى الآن"، كما أن الوفد
الروسي المشارك معنا المكون من 7 محققين يعلم ذلك جيدا، وأي معلومات
استخبارية لا تفيد في ذلك الوقت لأننا ببساطة لن نلتفت إليها ولن تؤثر على
عملنا".
تجاهل روسي للسيسي
واعترف مصدر آخر بالتجاهل الروسي لمصر في
تداعيات الأزمة، أو إخبارها بأي معلومات مؤكدة حول إسقاط الطائرة الروسية
بقنبلة يدوية، وهو ما اضطر مصر إلى إرسال برقية للحكومة الروسية تطالب فيها
المسؤولين الروس بتوضيح عاجل حول أسباب استباق نتائج تحقيقات الطائرة
الروسية المنكوبة .\
على صعيد متصل أكدت وكالة "رويترز" احتجاز
موظفين في مطار شرم الشيخ يشتبه بأنهما ساعدا في زرع قنبلة على متن الطائرة
الروسية، وهو الخبر الذي نفاه مصدر أمني، إلا أنه اعترف بأن هناك تحقيقات
فتحت عقب انفجار الطائرة مع عدد كبير من موظفي المطار إضافة إلى مهندسي
الطيران .
تداعيات كارثية وانهيار السياحة
ولم تكن البورصة المصرية بعيدة عن إعلان
روسيا أن قنبلة وراء سقوط طائرتها فوق سيناء ؛ حيث بدلت مؤشراتها اتجاهاتها
لدى إغلاق اليوم الثلاثاء، إلى الهبوط الملحوظ، لتفقد المكاسب التي سجلتها
في التعاملات الصباحية.
وأنهى رأس المال السوقي للشركات المقيدة
بالبورصة التعاملات على خسائر قدرها ملياري جنيه، بعدما كان قد ربح في
مستهل التعاملات أكثر من 5ر3 مليارات جنيه، ليغلق عند 4ر417 مليار جنيه .
وفي سياق متصل قالت وزارة السياحة الروسية:
إن موسكو أكدت إجلاء أكثر من 72 ألف سائح روسي، من المنتجعات السياحية
المصرية، وحسب الأناضول، فقد كشف أركادي دفوركوفيتش -نائب رئيس الحكومة
الروسية، في تصريحات صحفية، اليوم الثلاثاء- عن أنه تم إجلاء نحو 72 ألف
سائح روسي، منذ تعليق حركة الطيران الروسي مع مِصْر، وعقب تحطم الطائرة
الروسية وسط سيناء .
وكانت 10 شركات طيران عربية وأوروبية، قد
قررت وقف رحلاتها لمِصْر وتجنب تحليق طائراتها فوق شبه جزيرة سيناء، عقب
حادث سقوط الطائرة التابعة لشركة كولافيا الروسية التي راح ضحيتها 217
راكبًا معظمهم من الروس، إضافة إلى 7 يشكلون طاقمها الفني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق