24 مايو , 2015 -
ما أن يصدر رد فعل أجنبي رافض للإعدامات الجماعية في مصر أو انتهاكات
حقوق الانسان، حتى تنبري وزارة الخارجية المصرية لتبرير الانتهاكات بحجج
وتصريحات غاضبة، ولكن على الجانب الآخر يتفنن «إعلاميو النظام» في نشر
أنباء غريبة غالبا ما تفجر مواقع التواصل بالضحك والسخرية.
ففي
أعقاب الخلافات المصرية الأمريكية عقب الانقلاب، خرج «محمد الغيطي» أحد
المذيعين المحسوبين على النظام في 24 أغسطس/آب 2014، ليعلن أن مصر نجحت في
أسر قائد الأسطول السادس الأمريكي، ما أثار سخرية النشطاء الذين قال أحدهم:
«الجيش المصري استطاع أسر قائد الاسطول الامريكي السادس وهو راكب غواصة
نووية، لكن معرفوش يقبضوا على عناصر حماس اللي تسللت بعربيات نص نقل عبر
سيناء»، في إشارة إلى اتهامات مشابهة توجهها الحكومة في مصر لحركة حماس.
قبل
هذا خرجت القاضية السابقة في المحكمة الدستورية العليا «تهاني الجبالي» في
23 أغسطس/آب 2013، لتؤكد إن «مالك أخو إوباما (الرئيس الأمريكي) إخواني
وأنه يحاول تجنيد شقيقه»، وتبعها معلقون على فضائيات مصرية قالوا إن
«أوباما نفسه إخواني».
وعندما بدأ التدخل المصري
في اليمن نشرت الصحف المصرية أنباء تحت عنوان: «الأسطول المصري يُجبر
الإيرانيين على الانسحاب من باب المندب»، وكالعادة جاء مصحوباً بصمت تام من
الجهات المسؤولة، ما يوحي برضاها عن الروايات البطولية المجهولة، وإمعانا
في إظهار البطولات المصرية نشرت الصحف في مارس/أذار 2015 أنه تم أسر قائد
الاسطول الإيراني في خليج عدن، وعاد النشطاء ليقولوا ساخرين أن: « الأسطول
المصري أحضر قائد الأسطول الإيراني لمؤانسة أخيه الأميركي».
رئيس البرلمان الألماني «خلية إخوانية نائمة»
الجديد
أنه في أعقاب تأكيد صحيفة «دير شبيغل» الألمانية أن رئيس البرلمان
الألماني «نوربرت لامرت» قام بإلغاء لقاء له بالرئيس المصري «عبد الفتاح
السيسي» في ألمانيا إحتجاجا علي أحكام الإعدام الجماعية في مصر، هو تلميح
ما الإعلام في الفضائيات أن رئيس البرلمان الألماني «خلية إخوانية نائمة»،
بدليل نشر صور له مع الرئيس المعزول «محمد مرسي» عندما زار ألمانيا.
فبعدما
قال بيان أصدره البرلمان الألماني الثلاثاء، أنه بعث خطابا إلى السفارة
المصرية في برلين، يشير إلى أن «لامرت» قرر إلغاء اللقاء مع «السيسي» بسبب
انتهاكات حقوق الإنسان في مصر بقرار الإعدام الصادر السبت الماضي، بحق
الرئيس المعزول «محمد مرسي»، وأن السلطات المصرية تسوف في موعد الانتخابات
النيابية وتعتقل عناصر المعارضة بدون اتهامات واضحة، وبينهم رئيس البرلمان
المصري السابق « سعد الكتاتني»، بدأ إعلاميون مؤيدون للسلطة هجوما شرسا علي
رئيس البرلمان الألماني.
ففي حورا مع فضائية
مصرية قال «خبير سياسي»، أن وزير مالية التنظيم الدولي وراء مهاجمة
البرلمان الالماني لإعدام «مرسي» وأعوانه، وأضاف «تامر الزيادي» الذي قدمته
الفضائيات على أنه «خبير في الشئون السياسية» عن أهم أسباب مهاجمة
البرلمان الألماني لحكم الإعدام الخاص بقيادات جماعة الاخوان قائلا: «إن
السبب يعود إلى إبراهيم الزيات وزير مالية التنظيم الدولي للإخوان هو من
أهم رجال الأعمال في ألمانيا والتي تربطه علاقات قوية بأعضاء البرلمان
هناك».
وأكد «الزيادي» في التصريحات الإعلامية أن
«الزيات اشترى مساحات واسعة من صحف أوروبية من أجل إظهار ظلم ووحشية حكم
الاعدام على رئيس مدني منتخب وقيادات سياسية كما يزعم هو وجماعة الإخوان من
أجل المزيد من معارضة الحكم خارجيا»، ووصف ما حدث بأنه «كان يهدف لإفساد
وإفشال زيارة الرئيس لألمانيا».
وشارك الكاتب
والروائي اليساري «علاء الأسواني» في السخرية من الإعلام المصري، قائلا:
«سنسمع قريبا تسريبات تثبت أن رئيس البرلماني الألماني خلية (إخوانية)
نائمة».
وأضاف عبر حسابه على موقع التواصل
الاجتماعي «تويتر»، الأربعاء: «أنظمة استبدادية فاشية تابعة بالكامل للغرب
سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، لكن مفهومها الوحيد للاستقلال هو حقها في
اعتقال مواطنيها، وتعذيبهم، وقتلهم».
من جانبه،
قال وزير الخارجية المصري «سامح شكري» أن زيارة الرئيس «السيسي» إلى
ألمانيا قائمة وتصريحات رئيس البرلمان الألماني لم تؤثر على موعد الزيارة،
وذلك في معرض في رده علي سؤال بشأن تصريحات رئيس البرلمان الألماني، وقال:
«لم نطلب لقاء بين الرئيس السيسي ورئيس البرلمان الألماني».
هاشتاق وسخرية
وقد
أنشأ مصريون معارضون للنظام وسما لشكر رئيس البرلمان الألماني لرفضه
مقابلة «السيسي» بسبب جرائم نظامه ضد حقوق الإنسان باللغة الالمانية وقالوا
أن «موقف رئيس البرلمان الإلمانى الرافض للقاء قائد الانقلاب أقوى رد رسمي
مسجل للغرب على أحكام الإعدام بحق الرئيس والقادة».
وسخر
آخرون قائلين: «يعني إيه .. رئيس البرلمان الألماني طلع إخواني ؟؟ ربنا
يستر بقي علي قائد الأسطول السادس الألماني دا أحمد موسي بيستحلفله من
إمبارح».
وقال مغرد يستخدم أسم «عبد الفتاح
السيسي» ساخرا: «أنا مش حرتاح إلا لما السيسي يجيب رئيس البرلمان الألماني
في شوال ، ويسجنه مع قائد الأسطول السادس الأمريكي في زنزانة واحدة».
وكتب
مغرد أخر ساخرا: «مصر تخطف قائد الأسطول السادس الألمانى وتلغى عضوية
ألمانيا في الاتحاد الأوروبي وتنيم ميركل من المغرب»، ونشر أخرون خبرا
عاجلا ساخرا يقول: «أنباء عن أسر قائد الأسطول السادس الألماني بواسطة
قواتنا البحرية».
انتكاسات إعلامية سابقة
في
24 أغسطس/آب 2014، قال الإعلامي «محمد الغيطى» إنه قبل أحداث فض رابعة،
قامت القوات المسلحة المصرية بأسر قائد الأسطول السادس الأمريكي، وهددت
الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» بالمزيد إن لم تتراجع القطع البحرية
للأسطول السادس خارج حدود المياه الإقليمية المصرية، بحسب تعبيره.
واتهم
«الغيطي»، في برنامجه «صحي النوم» المذاع على فضائية التحرير، المعتصمين
في رابعة والنهضة بأنهم رحبوا بتدخل القوات الأمريكية للحدود المصرية، وقال
إن الفريق «مهاب مميش»، رئيس هيئة قناة السويس، كان قائد العملية البحرية
على الأسطول السادس الأمريكي، ونسب «الغيطي» ما ذكره لوزيرة الخارجية
الأمريكية، «هيلاري كلينتون»، والتي وصفها بأنها سيدة الإخوان.
وفي
27 مارس/أذار صرحت الكويتية «فجر السعيد» التي تستقي منها وسائل الإعلام
المصرية أخبار الجيش المصري ويطلق عليها «المتحدثة باسم الجيش المصري»،
كنوع من السخرية علي مواقع التواصل أن «الأسطول الإيراني يُلحق بالأسطول
السادس الأميركي ضحية للأسطول المصري».
وكانت
معركة الأسطول المصري مع نظيره الإيراني، آخر ابتكارات «السعيد»، والاعلام
المصري، حيث تلقي الناشطون خبر معركة الأسطولين من السعيد بعد نقل مواقع
عديدة لكلامها، لتفتح باباً جديداً من السخرية، مذكراً برواية أسْر قائد
الأسطول السادس الأميركي الشهيرة.
قبل هذا وفي
أعقاب الانقلاب مباشرة، قالت القاضية «تهاني الجبالي» للتلفزيون المصري:
«أخو أوباما يدير أموال الإخوان»، حيث اتهمت في مقابلة تلفزيونية على
التلفزيون المصري الرسمي، الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، بتآمره مع أخيه
غير الشقيق، في تنظيم استثمارات الإخوان المسلمين.
وقالت
«الجبالي» إنها تهدي للشعب الأمريكي معلومات مفادها أن الأخ غير الشقيق
لـ«أوباما» في أفريقيا، وهو «أحد مهندسي الاستثمارات الكبرى للتنظيم الدولي
للإخوان المسلمين»، على حد قولها، هو السبب وراء عدم محاكمة الولايات
المتحدة لقيادات جماعة الإخوان إلى الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق