الخميس، 26 فبراير 2015

قراءة في المشهد المصري بقلم: المستشار عماد أبو هاشم



قراءة في المشهد المصري

بقلم: المستشار عماد أبو هاشم

نبوءة

قراءة المشهد المصري تنبئ عن قرب إقدام الجيش على انفلابٍ ناعم للإطاحة بالسيسي إنقاذًا للموقف بعد أن تسبب بحماقته ورعونته وغبائه في كشف عورات الحكم العسكري، وتأجيج مشاعر الكراهية والرفض في قلوب الناس حيال المؤسسة العسكرية، وتأليب الرأي العام العالمي ضد نظام الحكم العسكري في مصر، ومما لا شك فيه أن العسكر سيلصقون به جرائمهم ليتحمل وزرها بالإضافة إلى جرائمه، من أجل استمرارهم في الحكم ولكن بوجهٍ جديد يمتص غضب الشارع المصري، الفارق الوحيد بين انقلابهم على مبارك إثر ثورة يناير وبين انقلابهم عليه أن الأول كان مدبرًا بإرادة مبارك أما الثاني فسيكون رغم أنف السيسي.

موت السيسي إكلينيكيًّا

انقلاب السيسي وُلِدَ -منذ اللجظة الأولى- ميِّتًا إكلينيكيًّا، إلا أن أجهزة التنفس الصناعي الخليجية أبقت عليه جسدًا بلا روحٍ بما أمدته به من مالٍ ونفط، والآن بعد أن قررت دول الخليج فصل الأجهزة التي تبقيه حيًّا عن جسده الميت فإنه بالكاد يلتقط أنفاسه الأخيرة، لذلك لم يستطع السيسى الوقوف لإلقاء خطابه الأخير وبدا كالمشلول نصفيًّا لا يحرك سوى يديه ليركز المصور على حركتها، وبدت عضلات وجهه وكأنَّ شللًا أصابها، وتلاحظ انتفاخ وجنات وجهه كوجه ميتٍ في مرحلة التعفن الرمي، الخلاصة: لم يكن السيسي طبيعيًّا بالمرة بالمقارنة بأحاديثه السابقة.

الدرس لم ينتهِ بعد

لعل حكام العرب الذين صدقوا بالأمس مزاعم العسكر أن حكم الإخوان في مصر يهدد عروشهم أدركوا الآن أن حكم العسكر هو الخطر الحقيقي الذي يتهدد ليس فقط عروشهم بل أرواحهم، إنه السرطان الفتاك الذي لا علاج له إلا البتر، والوباء المستحكم الذي لا بُرء منه إلا بالكي، فبادروا -يا حكام العرب- إلى مقاومته قبل أن تتفشى عدواه في بلادكم فتضيع عروشكم وتلقوا حتفكم، لن تكونوا أغلى عنده ممن قتلهم في مصر وليبيا، الجميع عنده -في سبيل بقائه- بلا ثمن.

القذافي لم يمت

السيسي يقدم الدليل على أنه لا يتدخل في القضاء، وإليكم الدليل:
يقول: "أنا كلمت النائب العام.. وقلت له أنا لا أتدخل في القضاء".

وبذلك فإن العبقري السيسي قدم للعدالة والتاريخ الدليل على براءته المزعومة من التدخل في القضاء وشئون العدالة، إنه ذات المنطق والأسلوب الذى كان يتحدث به القذافى ، ربما يتعاطى السيسى من ذات عقاقير الهلوسة التى كان يستخدمها القذافي.

السيسي أحد رجلين: إما أن يكون غبيًّا وإما أن يكون غبيًّا أيضًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق