الثلاثاء، 24 فبراير 2015

أيمن الورداني : حكامنا ما بين الإنتخاب والإنقلاب ..علي من يقع الاختيار ..؟!!

حكامنا ما بين الإنتخاب والإنقلاب ..علي من يقع الاختيار ..؟!!


بقلم | أيمن الورداني

لقد كان سقوط الخلافة الإسلامية وغروب شمسها بداية الظهور الحقيقي لمشروع سايكس بيكو ، ذلك المشروع الذي بعد أن فتت البلاد العربية والإسلامية وقسمها ، جعل من نفسه أمينا علي إختيار من يحكم هذه الدول والبلاد التي تمخضت عن مؤامرة التقسيم والتفتييت لدولنا العربية والإسلامية وخاصة الدول المحورية والهامة  
فلا تعتقد أن إختيار الرئيس الحاكم أو الملك الجاثم كالطرطور في بلادنا العربية والإسلامية ، يأتي من أصوات الناخبين في مسرحيات الإنتخابات الرئاسية ، أو من مجلس شوري العائلة المالكة وهيئة بيعتها ،  ولكن اختيار الطرطور في بلادنا دوما وأبدا يكن إختيارا أمريكيا صهيونيا ، ويتوقف اختيارهم علي أشد الطراطير خطرا ، وأكثرهم ضراوة وقضاء علي من يفكر مجرد تفكير أو يحلم مجرد حلم بعودة الخلافة الإسلامية للوجود العالمي .
وبالتالي لابد أن يكون هذا ” الطرطور الحاكم ” منصبا بكل بقوته وضراوته ليقضي علي التيار الإسلامي وبالأخص  جماعة الاخوان المسلمين ، فهي منذ ظهورها الأول كقوة منظمة تدعو الشعوب الإسلامية لإقامة الخلافة الإسلامية من خلال أول نداء لمؤسسها الإمام حسن البنا ” هيا بنا نعيد الخلافة ” ، والذي كان ندائه ذلك بعد سقوط الخلافة الإسلامية ” العثمانية ” في عشرينيات القرن الماضي مباشرة ، ويتوقف الإختيار أيضا علي أصلحهم لكي يقوم بدورالأداة التابعة لهم ، وأقربهم نفعا لتنفيذ مخططاتهم وأهدافهم وأكثرهم خضوعا وطاعة ، وهكذا في بلادنا يتم اختيار الطراطير ليحكمونا .
فمنذ أن سقطت الخلافة الإسلامية في أوائل القرن الماضي ، إنتزع الغرب الصهيوني السيادة كاملة من الشعوب الاسلامية ، فأصبحت وكأنها دمي لا تمتلك قرارها ولا تختار حكامها ، ولكن الماسونية الغربية الصهيوصليبية هي من تختار الحكام الذين يحكمون تلك الشعوب ، بعد أن تصطنعهم علي عينها ليكونوا كأحجار علي رقعة الشطرنج لا يتحركون إلا برضاها ، وكما أسلفنا دائما يقع اختيارهم علي من يكره الدين ويحارب الاسلام كتشريع ودولة ، فإما أن تفرضهم فرضا جبريا من خلال أدواتها العسكرية والأمنية  كما فرضت علي الشعب ” جمال عبد الناصر ” وكلنا يعلم محاربته ومحاولاته القمعية للقضاء علي جماعة الإخوان المسلمين رغم تزلفه وتملقه منها ومن قياداتها في بدايات وقبل ما يسمي بثورة 1952، أو تصطنع لهم الزعماء الشعبيين كما صنعت سعد زغلول الذي كان ( ماسونيا ونال فيها أعلي الدرجات ) ، والمعروف بمناهضته لتدخل الدين في السياسة ، كما كان ممن نادي بتحرير المرأة وخلع حجابها ، فرغم محاربتهما للإسلام إلا أن الشعب المخدوع هتف بحياتهما ولا يزال  
الرئيس الوحيد الذي أفلت من تحت إيديهم هو الرئيس محمد مرسي ، حيث فاجئهم هو وجماعة الاخوان بوصولهم إلي الحكم ، رغم كل محاولات التشويه والتهميش والإقصاء ، فعندما وصل الرئيس محمد مرسي للرئاسة وأصبح لجماعة الاخوان المسلمين حزبا سياسيا له أحقية المشاركة في الحكم ، واتخاذ القرارات السيادية بعد اختيار الشعب لهم في انتخابات حرة نزيهة ، أرادوا أن  يستردوا السيادة المنهوبة طوال عشرات السنين ، تلك السيادة التي تتمثل في إمتلاكك لقرارك واختيارك لمن يحكمك ، وأن تمتلك غذائك وسلاحك ودوائك ، فالشعب الذي يمتلك ذلك قد امتلك السيادة ولن يتحكم فيه أحد .
لذلك قرر الغرب الآوروبي والأمريكي أن تذهب الديمقراطية والحرية إلي الجحيم ، طالما ستأتي لهم بمن ينتزع سيادتهم علي تلك الشعوب ،وفي الحقيقة أن هذه هي إرادة الماسونية الصهيونية العالمية تأمر بها أتباعها وأدواتها فيسمعون ويطيعون وينفذون ، فالماسونية الصهيونية العالمية هي التي إمتلكت السيادة علي شعوب آوروبا وأمريكا وأيضا روسيا بعد افتعال الحروب العالمية ، ومن قبلها الثورات الشعبية  في دول الغرب والشرق ، ولكي تكتمل سيطرتها علي العالم فلابد وحتما أن تمتلك السيادة أيضا علي شعوب العالم الإسلامي ، وقد بدأت منذ زمن في تحقيق ذلك شيئا فشيئا حتي تم لها ذلك تماما بسقوط الخلافة الإسلامية وعزل السلطان عبد الحميد ، وتقسيم الأراضي العربية والاسلامية إلي دويلات ، وتسليم كل دويلة لمجموعة من أتباعها يحكمون الشعوب وينفذون المخططات بوعي أو بغير وعي ، ولعلكم تعلمون قصة ” لورانس العرب ” مع حكام آل السعود الأوائل عندما سقطت الخلافة الإسلامية العثمانية وكيف احتلفوا بسقوطها وقبضوا الثمن بتمكينهم علي أرض الحجاز    .
فما أن تم لهم ذلك حتي قيض الله للأمة في ذلك الوقت الذي كان فيه الناثر يكتب نثره والشاعر ينظم شعره باكيا علي اللبن المسكوب شابا يجوب الشوارع والمقاهي وليس المساجد ، لأن المقاهي كانت عامرة بسكانها والمساجد خاوية إلا من قلة من رجالها ، لينادي في شباب الأمة ورجالها ونسائها هاتفا بأعلي صوته : ” هيا بنا نعيد الخلافة ” إنه الشاب حسن البنا والذي أسس حينها جماعة الإخوان المسلمين لتعمل علي استعادة الخلافة الإسلامية،  وتهيأ المجتمع بأفراده ومؤسساته لذلك ، فنداء الإمام  حسن البنا الأول ” هيا بنا نعيد الخلافة ” هو في حد ذاته مشروع يهدد بقاء مشروع سايكس بيكو واستمراره ، ذلك المشروع الذي ولد وترعرع علي أنقاض خلافة بائسة  .. فهل علمتم الآن لماذا هذا العداء لتلك الجماعة ..؟!!!  
فهذه كل الحكاية باختصار وايجاز ومن أجلها تم الإنقلاب علي الرئيس محمد مرسي وعلي الإخوان ، يريدون أن يستمروا في انتزاع سيادتنا ونريد نحن أن نستردها ، فالصراع الآن ما بين استرداد الشعوب للسيادة أواستسلام الشعوب للبيادة ، وأخيرا أقول كما قال الرئيس محمد مرسي لنا جميعا : ( أوعوا حد يضحك عليكم ) .. !!!  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق