خطاب "النبطشي".. بين حصار التسريبات وإخراج "حسن حوكة"
24/02/2015 0
في غرفة لا ينقصها إلا "كهارب"
الأفراح و"فراشة" فاخرة و"نبطشي" يردد صدى خطابه الرومانسي الناعم المبطن
بلهجة أمنية تعترف ضمنا بالقتل خارج القانون وحبس الأبرياء وتراجع الحريات،
و"ميكسر" يتنقل برتابة بين كاميرات رديئة لتخفي سواد القلب الذي فضحه
الوجه العبوس، خرج قائد الانقلاب بطلته القبيحة كي يتحدث إلى شعبٍ يبغضه
ويفرغ أكاذيب امتلأت بها معدته ويسهب بحفيف الثعابين عن إنجازات وهمية
وطموحات هزلية وتطلعات وردية في وطن ذبحه حتى النخاع الممارسات الفاشية.
ولأن الانقلاب لم يجن سوى الخراب، لم يجد
السيسي ما يقول وإن حاول الظهور في صورة الحاكم العسكري، خرج الحديث هزيلا
وهزليا يدين صاحبه ونظامه ويمارس هوايته في التوسل للخليج من أجل تسول مزيد
من "الرز" وضمان بقاء "حنفية" عرابّي الانقلاب في بلاد النفط مع اقتراب
موعد مؤتمر المانحين في مارس المقبل.
الخطاب "الحالم" حاصرته التسريبات وخنقته
التغيرات الواضحة في خريطة الدعم المادي والمعنوي بعد رحيل العاهل السعودي
عبد الله، فتوالت الاعترافات بالقتل دون معاقبة مسئول محددا واقعتي شيماء
الصباغ وأولتراس "وايت نايتس"، والفشل الأمني في ملفات سيناء والعجز عن
حماية الجنود، والاعتقال التعسفي لشرفاء الوطن، وهو الأزمات والفضائح التي
غضت الأذرع الإعلامية الطرف عنها قبل أن تعود لتمجد لقائد الانقلاب على ما
اعتبرته شجاعة وكاشفة.
وكانت التغيرات الواضحة في السياسة
السعودية -الداعم الأكبر للانقلاب في عهد العاهل الراحل عبد الله- والذي
وضح جليا في بيان مجلس التعاون الخليجي دعما لقطر أو استقبال عناصر محسوبة
على جماعة الإخوان أو مقربة منها في مؤتمر "الإرهاب" بالعاصمة الرياض، لم
يجد السيسي سوى الانبطاح والاعتذار عسى أن يرضى عنه الملك الجديد وينظر
إليه نظرة شفقة ويبقي على حصة "الرز" التي تسند الاقتصاد "الميت".
وحاول السيسي أن يظهر في ثوب "الحمل
الوديع" بإشارته إلى أنه لم يوجه أي إساءة رغم تسجيله قرابة 1000 ساعة منذ
صعد في غفلة من الزمن إلى سدة الحكم بعد خيانة قائده الأعلى للقوات
المسلحة، وبحساب بسيط لرئيس لم يكمل بعد شهره الـسابع في الرئاسة، تكون
المحصلة أنه أمضي 40 يوما منها -قرابة شهر ونصف- يتحدث ويخطب ويصرح، ليس
بطبيعة الحال عن إنجازات أو مشروعات -لا سمح الله- وإنما أكثرها في كوارث
حطت على الوطن في الوادي الجديد وسيناء وليبيا وغيرها ليعزى ويتوعد ويعزى
ويتوعد ويعلن الحداد، حتى وصفه نشطاء التواصل الاجتماعي بـ"الحانوتي".
خطاب السيسي –الذي وعد بتكراره شهريا- إن
تركه الثوار في القصر المسلوب، فجر سخرية النشطاء على مواقع التواصل
الاجتماعي، خاصة في ظل الإخراج الرديء والتصوير الفاشل والحضور الباهت،
فضلا عن الاعتراف الضمني بصحة التسريبات، والتوسل والاعتذار لدول الخليج.
وكتب الباحث محمد سيف الدولة: "حديث
تقليدى، ليس به جديد عما يردده الإعلام كل يوم، فيما عدا اعتذاره "المهين"
للسعودية والخليج عما ورد بالتسريبات"، وسخر ممدوح سمير: "كلمة السيسي في
مجملها جيدة جدا في محتواها، لكن في ملحوظة على الإخراج، مش معنى إننا
داخلين على «عرس» ديمقراطي إننا نجيب مخرج «أفراح»!".
" خلال الأيام القليلة المقبلة سيتم
الإفراج عن الدفعة الأولى من شبابنا المحتجزين" هكذا كذب السيسي على الشعب،
ليرد الشاعر والناشط السياسي عبد الرحمن يوسف: "شكرا لإثباتك حقيقتك كقائد
كاذب كل يوم".
فيما كتبت الناشطة نوارة نجم: "ولا عمره
الظلم هيترفع عن البلد دي، طول ما فيها ناس بتفرح بالظلم عشان بيخدم
مصالحها أو أهواءها، وبيختلفوا على حسب المرحلة".
حاتم عزام -نائب رئيس حزب الوسط- علق على
خطاب الهاشتاج، قائلا: "السيسي يعترف بالقتل خارج نطاق القانون عندما تحدث
عن محاسبة المتورطين في قتل شيماء الصباغ، وعن الألتراس وتلك الواقعتين
تدينه هو ووزير داخليته، واعترف بالاعتقال التعسفي بحق 40 ألف شخص عندما
تحدث عما سمعه من شباب الإعلاميين بوجود شباب مظلوم في السجن، واعتذر لدول
الخليج وحس إن الرز هيقف، وهذا يتضمن اعترافا بتسريبات الخليج وبالأخص
عندما تحدث عن حروب الجيل الرابع".
حركة 6 إبريل سخرت عبر صفحتها الرسمية على
"فيس بوك": "كل اللى صدق السيسى لما اتكلم على الشباب المحبوسين، في اتنين
من شباب الثورة اللى اتكلمت عنهم، اتحكم عليهم بـ 5 سنين والباقى 3 سنين
و100 ألف جنيه غرامة". على خلفية الحكم الصادر بحق علاء عبد الفتاح ورفاقه
في أحداث مجلس الوزراء.
فيما سخرت غادة رجب: "مش عايز أوضح أكتر
من كده.. ما هو واضح جدا إنك بتتكلم عن التسريبات، مش مهم تسأل الكلام ده
اتقال ولا متقلش المهم تسأل بيتقال ليه، بصراحة إنت أثبت لنا إنه اتقال
فعلا".
وسخر أحد النشطاء من الإخراج الفاشل: "بعد
مشاهدة دقيقة واحدة في لقاء السيسي المخرج بيغير الكاميرا كل ثانية ونص
كأني بتفرج على نشيد في طيور الجنة!".
وكتب أسامة الأمة: "إيه المخرج التعبان
ده، يا عم اتعلم حاجة بقى من داعش الناس بتصور فيديوهات بتنافس على أوسكار
وإنت جايب حسن حوكة يصور".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق