الخميس، 26 فبراير 2015

الديكتاتور الرحيم بقلم: عز الدين الكومي



الديكتاتور الرحيم

بقلم: عز الدين الكومي

في ظل انقلاب الأوضاع وسيطرة المبرارتية على مقاليد الأمور عقب انقلاب 30 يونيو المشؤم ترى الانسلاخ والتسلخات من كل الأفكار والمعتقدات والتي كانت سائدة ويناضل من أجلها المناضلون من مناضلي السبوبة، لكن هذه المرة لم يكن السقوط من أحد ناعقي إعلام فاهيتة.. إنه أحد الكائنات المتلونة والتي تتأقلم مع كل البيئات -إنه المهتز عبد الفتاح- لا أعزه الله ولا حياه الله ولا بياه.

(جدول زياراته ولقاءاته وكم المجهود المبذول سيجد أنه يجتهد بإخلاص) لم تقل هذا الكلام عن الرئيس مرسي الذي زار عددًا من الدول وعقد عددًا من الاتفاقيات، وحقق كما من الإنجازات أدناها التوجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، على الرغم من حملة التآمر التي واجهها في الدخل والخارج، لكنك أيها الحاقد الليبرالي لكنه ما يمم وجهه شطر البيت الأبيض، ولم يحج على عادة زعماء العرب ويقدم فروض الولاء والطاعة للعم سام.. جعلكم تتآمرون على الرجل برعاية أوروبية أمريكية صهيونية عربية من متصهينة العرب الذين ألففوا الذل والهوان.

من الحرب والأمل أن يكون المستبد عاقلا يمارس استبداده برشد وفساده برحمة وظلمه بحكمة.

وكم اندهشت كثيرا أما هذه التغريدة الليبرالية اليسارية المهلبية، فالمغرد اعترف بأن قائد الانقلاب مستبدًا لاعقل له، سفيه ليس برشيد.. فاسدا ظلوما جهولا غشوما.. هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى كيف يحاول يحاول المغرد المبرراتي أن يجمع بين المتناقضين، كقولك (أنا موجود وغير موجود في ذات الوقت) فكيف للمستبد أن يكون عاقلا؟ وهل وجد مستبد عاقل على مدار التاريخ؟ مع أن المعروف أن الطغاة المستبدين يحكمون بشهواتهم ونزواتهم ونزقهم فقط.. فكيف والحالة هذه وطاغيتنا مصاب بمرض عضال وهو جنون العظمة؟

ومتى يكون المفسد رحيما.. وقد وصف الله المفسدين فى كتابه بقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ (205}.

فأين الرحمة إذا أيها المخادع المتلاعب بالألفاظ.. ظنا منك أن هذا التلاعب سوف يمنحك شرعية عند من كانوا قد انخدعوا بك وبوطنيتك الزائفة..

والأعجب.. بل الأنكى من ذلك عندما يطالب الظالم بأن يكون حكيما!! وهل يكون يكون الظالم إلا أحمقا؟ فهو يظن أنه سيبقى قويا مطاعا يعربد ويفعل ما يشاء.

كما أن الأحمق ظالم ويمارس وسيلة الظلم لتحقيق أهدافه، وهو إلى الفجور أقرب.. فقد حذر البعض من مصاحبة الأحمق، ومن معاشرة الفاجر، ومن التعامل مع الظالم.. وصفات الأحمق تشمل الفجور والظلم.

كما أنه لا يتوانى الأحمق عن خيانة من يصدق ويخلص له متى ما رأى فائدة له من ذلك، ثم إنه يمارس النفاق والكذب والمكابرة والتدليس والادعاء بما ليس حقيقيا.

وكل هذه الصفات تنطبق على قائد النظام الانقلابي والذي خان رئيسه وعض اليد التي امتدت له وأحسنت إليه.. طمعا في الوصول إلى الحكم.

المأزق الأخلاقي الذي يتكلم عنه هذا الكائن الوصولي المنافق والحاصل على جائزة النفاق العالمية في مسح الجوخ والأكل على كل الموائد؛ هو المتاجرة بالليبرالية واتخاذها وسيلة لتبرير الانقلاب على المشروع الديمقراطي، طالما يأتي بالإسلاميين، بل التهليل والتطبيل لقمع الحريات والتنكيل بالمعارضين.. وتأييد حكم العسكر ولعق بيادة العسكر عند اللزوم.

هذا المهتز كتب مقالا بعد تسريبات قائد النظام الانقلابي -سواء التي حملت عنوان احتقار الخليج أو نهب الخليج يقول فيه-: إن الإخوان وغيرهم كيف يسعدهم أن تتعكر العلاقة بين الإدارة المصرية ودول الخليج؟ وبيعتبر شماتة الشامتين فيما يبدو تباعد مصري خليجي دليل عدم وطنية الشامت.. ودليل أيضا على وطنية السبوبة والرز البسمتي والنقدية والفكة والكروش المتخمة ولوعلى حساب الوطنية والقومية خد وهات.

انظر لهذا المتلون ماذا قال من قبل.. واليوم ماذا يقول!! إنها لبيرالية السبوبة وأكل العيش من قالوا "لا" لرئيس منتخب سريعًا، وانسحاب سريع للجيش من الحياة السياسية، وبشرونا بفترة انتقالية أطول وجدل حول الدستور أولا، وضغطوا أو أعطوا للمجلس العسكري الفرصة كي يعدل في صياغة التعديلات الدستورية بما يؤجل انتخاب رئيس الجمهورية، أتفهم موقفهم، إنما ما لا أتفهمه هو استمرار بعضهم في ازدراء موقف الأغلبية التي قالت "نعم" بدعوى أن المجلس العسكري والإسلاميين خدعوهم، مع أن المسار الذي اختارته الأغلبية كان قطعا الأسلم والأسرع في إخراج العسكر من اللعبة السياسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق