الثلاثاء، 24 فبراير 2015

حسام الغمري يكتب : الى المخرج خالد يوسف .. قصتك الحمقاء تليق بك !!

حسام الغمري يكتب : الى المخرج خالد يوسف .. قصتك الحمقاء تليق بك !!


قديما قالوا
اذا افلس التاجر بحث في دفاتره القديمة
يبدوا ان نظام السيسي الذي استهان بحياة 2 مليون مواطن مصري فروا الى ليبيا بسبب قسوة الواقع الاقتصادي المؤلم الذي أحدثه  اخفاقات وسرقات بارونات العسكر وقد أظهرت التسريبات كيف يتعاملون في ادارتهم للبلاد كعصابة الأربعين حرامي فشل في ان يظهر بصورة المهتم بحياة ومصالح مواطنيه في الخارج بعد تورطه في قصف همجي بربري على اشقاء آمنين في مدينة درنة الليبية حيث صبوا الموت على أطفال آمنين فجرا بعد فيديو لقيط لا يثبت الا ان الشركة التي انتجته لحساب السيسي شركة مهملة لم تهتم جيدا بالتفاصيل فظهر الضحايا المفترضين حليقي الذقن ، يبتسم بعضهم قبل مواجهة الذبح ، والبعض الآخر يلتفت خلسة الى اليمين تارة والى اليسار تارة أخرى حيث يجلس زملائهم كعادة الكومبارس المبتدئين رغم الذبح القريب كما ظهر بينهم كومبارس ذنجي ، ناهيك عن باقي التفاصيل الكثيرة التي تؤكد ان هذا الفيديو قد انتج لتبرير حملة عسكرية بربرية على ليبيا يحاول من خلالها السيسي ان يمارس لعبة الهروب من مشاكله الى الامام .
 وقد رأينا كيف خرج أرجوزات السيسي بعد نشر هذا الفيديو يحذرون المواطن من الحديث عن أي حقوق مشروعة له لان صوتا لا يجب ان يعلوا فوق صوت المعركة ، أفلام الستينات تبعث من جديد يا جدعان بتقنيات الدجيتال .
ورأينا كيف ظهرت مذيعة في التليفزيون الجزائري تحاول الاتصال بالأرقام التي نشرتها وزارة الخارجية المصرية لإغاثة المصريين العالقين في ليبيا فلم تستجب الأرقام لها ، لانها ببساطة ارقام لا تعمل حيث لا أحد في هذا النظام يهتم بحياة مواطنيه في الداخل حتى يهتم بهم في الخارج .
حاول النظام تجاوز هذه الفضيحة الآتية من الجزائر الشقيقة ، فدبر لقاء يجمع أحد أراجوزات الاعلام الانقلابي بالمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ، والخطة كانت ان يقوم المذيع بالاتصال بهذه الأرقام على الهواء فتجيب في حضور السفير عبد العاطي المتحدث باسم الخارجية ، فيهلل جمهور الدرجة الثالثة الذي يشجع السيسي وعصابته .
ولكن لان الله لا يهدي كيد الخائنين ، رأينا ان الأرقام التي دوى رنينها في مكتب السفير عبد العاطي نفسه حين قام الاراجوز المذيع بالاتصال بها لم يستجيب لرنينها أحد لان الموظف المنوط بتنفيذ هذه المسرحية ربما لم يفهم دوره جيدا ، فاستمعنا الى سعادة السفير على الهواء مباشرة وهو يسب موظفه بلفظ خادش للحياء ، تخيلوا ان هذا السفير الصادق  يمثل الدبلوماسية المصرية التي تعبر عن مصر الجديدة ، مصر السيسي ، وأقول صادق لأنه بالفعل نجح في التعبير عن السيسي وعصابته بأمانة يحسد عليها  حين استخدم أبشع الالفاظ مع موظفه على الهواء مباشرة .
لذا اضطر نظام السيسي على ما يبدوا بعد فشل هذه المسرحية الى الاستعانة بمفبركه الأعظم .. الدراماتوجي الأوفر .. مبدع المشاهد الجنسية الصاخبة خالد يوسف ، فخرج علينا في صفحته على الفيس بوك يروي قصة ساذجة تظهر بطولة وهمية لسيده وولي نعمته عبد الفتاح السفاح .
بدأ خالد يوسف قصته باعتذار الى المتحدث الرسمي للقوات السيسي العقيد محمد سمير لانه سيروي هذه القصة التي حدثت بالأمس كما قال لأنه كان طرفا فيها لان من حق الشعب ان يعلم .
تصفيق جمهور الدرجة الثالثة
والدمعة هتفر من عيني وقلت هووب
هذا ما يتوقعه خالد يوسف بالطبع حين يُظهر مدى احترامه للعسكر قبل ان يذيع سرا حربيا خطيرا كالذي سيورده في قصته الفيك ، ولكن حنانيك يا خالد فكلنا يعلم ان مثلك ان تجرأ وخرج عن مساره الذي رسمه له اسياده سيحدث معه الذي  حدث مع محمد إمام في فيلم عمارة يعقوبيان .
استطرد خالد قائلا انه تلقى اتصالا من مواطنه من كفر شكر ، تعمل في ليبيا ، والغريب ان خالد لم يخبرنا في قصته عن السبب الدرامي الذي جعل هذه السيدة تتصل به تحديدا ، وكيف تمكنت من الحصول على رقمه ، أو كيف رد خالد يوسف على هذا الاتصال الغريب من رقم لا يعرفه ، الا اذا كان ثمة علاقة قرابة ، أو صداقة بين خالد وبين هذه المرأة ، خالد لم يشر في قصته الى ابعاد هذه العلاقة مما يضعف هذه الدراما ” الأوفر ” .
ثم يأتي الحدث الصاعد في هذه القصة حين ذكر ان ” داعش ” تهدد هذه المرأة باختطافها وكذلك جميع المصريات اللآتي يعملن معها في المدينة الليبية التي لم يذكرها المخرج الأوفر وعددهن 30 امرأة فقط ” لاحظ انه تحدث عن مدينة وليس عمارة أو شارع ” .
داعش يهدد .. هذا ما أراد ان يقنعنا به هذا الأوفر ، ولكن من المعروف ان الذي يهدد يا هذا ، يفعل من أجل مطلب محدد وهذا الذي لم تذكره في قصتك ، فهل هددتهن داعش من أجل ان يأتين اليهن طوعا ويفرطن في أعز ما يملكن والا قاموا باختطافهن .. أم هددنهن إن لم يدفعن ” عشه جنية إتاوة ” سيقومن باختطافهن  ، لم يخبرنا الأوفر لماذا لجأت داعش الى تهديد هؤلاء النسوة وهن يقمن في مدينة خاضعة لهن ” ليه يعني مجبوش م الآخر ، يكونوش خايفين منك أخالد ” .
ثم أراد المخرج الأوفر إضافة ” السسبنس ” الاثارة الى قصته التي نشرها على صفحته بأن قال ان صوت هذه المرأة كان يملأه الرعب .
يا حرام .. يا حبيبتي يا بنتي
هذا هو رد الفعل الذي يتوقعه الأوفر من جمهوره عند هذا الجزء من قصته الفيك آخر حاجة ، جمهور السينما الترسو قبل ان يرتدي هو شخصيا ثوب البطل الذي هدأ من روع هذه المرأة المصرية وأخبرها أنه سوف يقوم بالاتصال بالمسئولين .
يا سلام ع الإنسانية .. يا سلام ع الحنية
ثم  تبدأ الكوميديا الصاخبة
الكوميديا التي لم يقصدها هذا الأوفر بالطبع
لأنه أفشل من تصميم كوميديا بهذا الصخب ان أراد
يقول خالد في قصته انه اتصل بمكتب رئيس الجمهورية فلم يجمع معه الرقم ، هاهاهاها .. أي رئيس هذا الذي لا يجمع رقم مكتبه أيها الـ….. خالد ، هل هو رئيس جمهورية الواق الواق ، بالفعل مصر الحبيبة صارت هكذا في وجود الحثالة أمثالكم وتصدرهم للمشهد ..
بالطبع ضحك كثيرا عند هذا الجزء من قصته
رقم فخامة رئيس الجمهورية لم يجمع معه
هو كارت وللا خط يا أبو خالد
مشترك في أي باقة
المهم انه قرر ان يدفع الأحداث بسرعة ويقول انه لم يصبر ليجرب الرقم مرة ثانية ، وقرر الاتصال بالعميد محمد سمير ” الذي يبدو انه المنتج صاحب هذا الأوردر المضروب ” وابلغه بالاستغاثة واعطاه رقم السيدة التي تعيش في رعب كبير.
 عمار يا مصر
جمهور الترسو هيقطع ايديه من التصقيف
يقول الأوفر انه لم تمر خمس دقائق حتى اتصل به العميد محمد سمير ليبلغه بأنه ابلغ الأوردر للرئيس ، وهكذا يظهر السيسي في دور البطل الأوحد في مصر – منكم لله مليتو البلد –  ” كما كان يظهر الجنايني في نهاية الفيلم رئيسا للعصابة ” الذي تحرك على الفور وابلغ المخابرات العامة وأصدر توجيهاته بحماية نساء مصر – تكبير – .
المخابرات التي فشلت في تحديد أي شيء في أي شيء .. المخابرات التي فشلت حتى في تقديم معلومات لإسرائيل ضد المجاهدين الأحرار في غزة فاستمر الصهاينة في قصفها لمدة 51 يوما ، حتى استسلم الصهاينة وأسود حماس يطلقون صواريخهم بكامل الكفاءة .. المخابرات التي لم تحدد أي شيء بخصوص كرم القواديس ، أو موقعة العريش ، أو .. أو .. أو حتى تحديد مكان أي مختطف مصري فشلت فيه .
المهم أنه لم ينس دور وزارة الخارجية في ” المسا والهنا ” وابرز توجيهات الرئيس اليها بتدبير طريق آمن لهؤلاء النساء من أجل العودة الى مصر .
الخارجية هي التي ستفعل ذلك .. اللهم لا اعتراض .
ثم مرت خمسة دقائق أخرى – هكذا قال خالد في قصته الفيك – حتى تلقى اتصالا آخر من السيدة المستغيثة .. وقد بات صوتها مطمئنا – يا سلام – وقد اتصل بها أحد ضباط المخابرات الأشاوس وعرف موقعها ورتب معها سبل العودة الى الوطن المكلوم بمثل هؤلاء الأفاقين.
ثم اختتم الأوفر قصته بالتسبيح بحمد وشكر العسكر والمسا والهنا والصحبة الهنية .
لن اضيّع وقتي في شرح ابعاد ضعف الحبكة الدرامية في قصتك يا هذا ، فمعسكرك الذي تنتمي إليه يدل على محدودية قدراتك العقلية ، ولكن دعني اسألك .. الا تتخيل كم الحقارة التي نراك عليها وأنت تخدع الناس الذين وثقوا فيك وتسّوق لهم نظام فاشي قمعي يستهين بدمائهم في الداخل والخارج ، الا تعلم انك هكذا شريك في دماء المصريين والليبيين المسفوكة عبثا ، لن أحدثك ماذا تنتوي ان تقول لربك يوم القيامة فأمثالك لا يعدون لتلك اللحظة الآتية لا محالة .. ولكن دعني اسألك كيف ترى نفسك وانت تنفذ هكذا أوردر لهؤلاء العسكر وأنت صاغر .. ” كاسرين عينك وللا ايه يا نجم ”  .. هل تشعر باحترام وانت تطالع صورتك كل يوم امام المرآة .. ام أن ” رباية الجوع ” هي المحدد الأكبر لملامح شخصيتك  وهؤلاء أطعموك .
على اية حال حبكتك ضعيفة ، ولو كان معلمك يوسف شاهين على قيد الحياة لصفعك على وجهك وقد أدرك أنك لم تتعلم منه شيئا .
فهو في آخر أفلامه ” هي فوضى ” بشر بثورة شعبية ضد هذا النظام القمعي ولكن بمساعدة النيابة ممثلة للعدالة .
صحيح النيابة خذلتنا وصدمتنا
وادركنا ان الفساد طال مؤسسة القضاء
الذي بدا أشد فحشا منك
ولم تسمع منك صوتا ينتقد أداء القضاء أيها المنافق
ولكن ثورتنا العارمة آتية
عندها ربما تتعلم أصول كتابة الدراما وحبكة القصص
والمؤسف ان موقع مثل MBC  المملوك للسعودية ينشر مثل هذه التفاهات في ظل حكم الملك سلمان الذي توسمنا فيه خيرا .
وأخيرا أقول
انا لو منك انتحر بعد ما اقرا المقالة دي
ده يعني لو البعيد بيحس
ولكن هي أشياء لا تشترى
حسام الغمري
خالد يوسف يتحدث عن قصة إنقاذ السيدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق