بالفيديو : رسالة "ندا" تكشف ما خفي داخل المجلس العسكري
آراء متابينة من مصادر مقربة من المجلس العسكري خرجت بعدما أثارت الرسالة التي وجهها المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين "يوسف ندا" إلى من أسماهم بـ"المخلصين في الجيش المصري" مطالبا إياهم بإعاده ترتيب أوراقهم والتجاوب مع حقوق الشعب في استعادة شرعيته المسلوبة ومصالحه العليا، جدلا واسعا وتساؤلات كثيرة في الشارع المصري.
وتساءل نشطاء ومراقبون عن أسباب تلك الرسالة وتوقيتها، وإلى أي مدى ستتسبب في تغيير المشهد الحالي مصر، وهل تضع رسالة "ندا" عبد الفتاح السيسي وقيادات المجلس العسكري في مأزق؟ خاصة في ظل حديث عن تصدع في الجبهة الداخلية لقيادات الانقلاب العسكري.
وكان يوسف ندا - المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة الإخوان المسلمين - قد وجه رسالة نشرتها وكالة "الأناضول" بعنوان "نص رسالة يوسف ندا حول رؤيته لحل الوضع في مصر"، أكد فيها أن التمسك بالشرعية هي صمام الأمان والطريق لحماية الجيش وكل أبناء مصر جميعا من المصير الذي تحاول القيادات الحالية في مصر انجراف كل الشعب إليه".
وحذر "ندا" خلال الرسالة "كل المخلصين في مصر من أن الوضع الحالي قد يحول مصر إلى دولة فاشلة أو دويلات بدائية تتحارب مع بعضها، مؤكدا أن كل مصري يخشى هذا المصير، ويجب أن يكون على استعداد بأن يتخلى عن كثير من حقوقه؛ لينقذ مصر من هذه الزمرة التي لا خلق ولا وطنية لها".
وشدد ندا على أنه "لا يدعى أن كل قيادات الجيش المصري فاقدة الوطنية وفاسدة"، لكنه عاد وأكد قائلا: "أقول بوضوح: إن بعض قياداته المتحكمة فيه هي كذلك".
وأوضح "ندا" في رسالته على أن مهمة القوات المسلحة في كل دول العالم هي فقط الدفاع عن الدولة ضد أي عدو خارجي، وليس الدفاع عن الحكومة ضد الشعب الذي يقتطع من قوته ليعزز ويعيل، ويسلح ويجهز هذا الجيش، أما في مصر فمن آن لآخر تظهر مجموعات من الجيش تكافئ الشعب الذي يطعمهم ويسلحهم بأن ينقلبوا عليه ويسلبوه حريته وقوته، بل ومستقبله ويفرضوا وصايتهم بعنف واستعلاء وقسوة على هذا الشعب الذي يطعمهم من دمه وقوته.
"ندا" يعرض الوساطة للتصالح
وفي إشارة منه على ما يبدو أنه مستعد للوساطة أو المصالحة لإزالة حالة الاحتقان بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر والسلطة القائمة، دون أن يذكر ذلك صراحة؛ حيث أعرب عن "استعداده لاستقبال من يريد الخير لمصر وشعبها".
وبينمالم يظهر حتى الآن أي رد فعل رسمي من قبل السيسي أو حكومته على رسالة "ندا" إلا أن عددا من وسائل الإعلام الخاصة في مصر والمحسوبة على موالاتها للسلطة الحالية سارعت بكيل الاتهامات لـ"يوسف ندا" بسبب تلك الرسالة، واعتبرت أن "رسالته بمثابة تحريض لمؤسسات الدولة على السيسي".
فيما لم يظهر بعد أيضا موقف القوى السيساوية من "دعوة ندا" للتوسط في مصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين والسلطة الحالية، والتي يؤكد مراقبون أن أهم بنودها سيكون عدم وجود "السيسي" في المشهد.
ومنذ نحو عامين، طرحت أحزاب وقوى سياسية مختلفة وشخصيات دينية وعامة وهيئات دبلوماسية غربية، أكثر من مبادرات للمصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام الحالي، غير أنها لم تظهر للنور، وسط إصرار من الطرفين على أن الأمر "غير قابل للمصالحة".
ومنذ أيام قال راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة التونسية للأناضول، "إذا قدرت الأطراف المعنية بالشأن المصرى أننا يمكن أن نقوم بدور للمصالحة بين الأطراف المصرية فإننا سنكون سعداء بذلك"، متوقعًا أن "تقع وساطة سعودية في مصر لأن المنطقة في حاجة إلى تصالح، ومصر كذلك تحتاج إلى تصالح" على حد قوله.
هل من انقلاب على الانقلاب في الطريق؟
وبالرغم من أن "يوسف ندا" لم يشر صراحة إلى عبد الفتاح السيسي وقيادات المجلس العسكري، إلا أن نشطاء ومراقبين اعتبروا أن مخاطبة قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين بحجم "يوسف ندا" لمن يصفهم بالقيادات المخلصة في الجيش المصري، في الوقت الذي يتزايد فيه الحديث عن تصدع داخلي في رأس الانقلاب العسكري، قد يضع السيسي وقيادات الانقلاب العسكري في حرج بالغ.
فيما ربط مراقبون بين رسالة "ندا" وبين الأخبار التي يتم تداولها عن اعتقال الجيش المصري لنحو 26 ضابطا من القيادات الوسطى خلال الأيام الماضية تحت ذريعة محاولة الانقلاب على السلطة، وهو الأمر الذي يشير إلى وجود صراع مكتوم داخل المؤسسة العسكرية.
وفي سياق مشابه كان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني قد ذكر الأسبوع الماضي في تقرير له وجود توترات بين أركان النخبة الحاكمة في مصر وجنرالات العسكر.
وأكد الموقع، أن "التوترات التي كانت تغلي تحت السطح بين أركان النخبة الحاكمة في مصر منذ شهور، خرجت إلى العلن الأسبوع الماضي، وكان نتاجها أن جرى تحذير الفريق أحمد شفيق - المقيم بالإمارات من قبل حكومة السيسي وجهات سيادية - من العودة من منفاه في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأخبر بألا يسعى في المستقبل إلى لعب أي دور في السياسة المصرية".
كما نشرت صحيفة "هفينجتون بوست" الأمريكية مقالًا للكاتب البريطاني الشهير "ديفيد هيرست"، تحدثت فيه عما وصفه بـ (تساقط اللصوص في مصر وانهيار أعوان عبد الفتاح السيسي)، بعدما فشل خلال العامين الماضيين، في بناء قوة سياسية داعمة له، رغم مليارات الخليج، التي وصلت إلى نحو 50 مليار دولار على شكل مساعدات وقروض ومنح وغير ذلك.
وأشار الكاتب إلى "أن البرود بين العاهل السعودى الملك سلمان والسيسي، أصبح حقيقة سياسية، والقادم أكبر من ذلك، لكن دخول الإمارات كذلك كلاعب ضد السيسي أمر جديد، في ظل الاتهامات الموجهة للفريق أحمد شفيق المقيم بالإمارات، بمحاولة الانقلاب على السيسي بمساعدة جهات داخلية وخارجية".
وأضاف أن السيسي سيواجه مشكلة كبيرة إذا فقد دعم ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد، كما سيفقد دعم الملك سلمان؛ لأن السعودية والإمارات من بين الدول الثلاث التي تمول نظامه.
وتحدث عن أن السيسي وإعلامه يصطدمان حاليًا برجل الأعمال المسيحي نجيب ساويرس؛ لأنه يسعى لتشكيل تحالف يصل من خلاله إلى منصب رئيس الوزراء، وهو الأمر الذي يخشاه السيسي، نظرًا للصلاحيات الكبيرة التي يمنحها الدستور الأخير لهذا المنصب، فضلًا عن منصب وزير الدفاع الذي يتولاه الفريق أول صدقي صبحي، الذي حاول السيسي من قبل الإطاحة به، لكنه فشل.
وذكر أن نصف المجلس العسكرى يشاركون صبحي في تخوفهم من المسار الذي يجر السيسي مصر إليه، مضيفًا أن هذا إن صح، فإن هناك مشكلة كبيرة تواجه السيسي في الداخل تلوح في الأفق من جانب الجيش، ومن جانب رجل الأعمال ساويرس القريب من الكنيسة القبطية، في وقت يواجه فيه مشكلة خارجية تتمثل في تواصل السعودية مع الإخوان المسلمين والعلمانيين في الخارج، وقيام المملكة برد الاعتبار لشعار رابعة العدوية، الذي كان في عهد الملك الراحل عبد الله يمثل جريمة.
وفي هذا الإطار، عرضت قناة "الجزيرة الإخبارية" تقريرا لها أول الجمعة 11 يونيو، عما أسمته بتصدع الجبهة الداخلية للانقلاب العسكري، وأشارت فيه إلى الصراع الدائر بين شفيق والسيسي.
الرابط:
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=0-2ZopDifNg
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق