جنوب أفريقيا تنصب "محلب" رئيسًا لمصر بدلاً من السيسى
هذا بالتحديد، ما حدث عقب الأنباء التى تداولتها الصحف حول دعوى رفعها "اتحاد المسلمين بجنوب أفريقيا" أمام المحاكم هناك، والتى طالبت بإلقاء القبض على عبد الفتاح السيسى بتهمة القتل العمد، وإرفاق صور وفيديوهات تثبت ذلك، وهو ما استتبع إلغاء السيسى زيارته إلى البلد الأفريقى الكبير للمشاركة فى قمة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية، التى تعقد يومى 14 و15 يونيو الجارى، وهو الإلغاء الأول لزيارة منذ الانتخابات التى دخل السيسى بناء عليها إلى قصر الاتحادية.
وكلف السيسى إبراهيم محلب بالسفر إلى المؤتمر بدلا منه، ليقوم محلب بمهام رئيس الجمهورية، فيما يقوم السيسى بمهام رئيس الحكومة بمتابعة عمل الوزراء، وأزمة الكهرباء، وتوفير السلع التموينية قبيل رمضان.
وكانت مصادر سياسية مصرية، قد أكدت أن إلغاء السيسى مشاركته فى القمة بعدما أعلن المشاركة فيها، جاء خشية إثارة منظمات حقوقية هناك، دعاوى للمطالبة بالتحقيق معه واعتقاله، بتهمة قتل متظاهرين مصريين، وتحسبا لقيام معارضين بتنظيم مظاهرات ضده كما حدث فى ألمانيا، وفى أمريكا قبلها.
وفى وقت سابق طالبت "جمعية المحامين المسلمين بجنوب أفريقيا" حكومتها باعتقال السيسى فور وصوله إلى جوهانسبرج لحضور قمة الاتحاد الأفريقي، ونقل موقع "ميدل إيست آي" البريطانى عن المحامى يوشا تايوب، عضو الجمعية أن "السيسى ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، عقب الانقلاب فى عام 2013"، واعتبر تايوب زيارة السيسى المقبلة لجوهانسبرج فرصة سانحة لسلطات بلاده لاعتقال السيسى والتحقيق معه على جرائمه ضد الإنسانية.
وأضاف: "نملك أدلة دامغة تثبت ارتكاب السيسى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وقدمناها إلى السلطات، ويجب أن يتم استجوابه فى المحكمة على الاتهامات الموجهة ضده، فقد عانى أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدوهم فى مصر من القتل والاعتقال تحت حكم السيسي".
تبادل السيسى ومحلب للأدوار
وكانت صحف مصرية مؤيدة للسلطة الحالية، قد حاولت تبرير غياب السيسى عن القمة الأفريقية بنقلها عن "مصادر مطلعة" أن سبب غياب عبد الفتاح السيسى عن مؤتمر جنوب أفريقيا، أن السيسى حريص على متابعة المشروعات القومية التى سيتم افتتاحها خلال المرحلة المقبلة، وعلى رأسها مشروع قناة السويس الجديدة، الذى سيتم افتتاحه فى السادس من أغسطس المقبل.
ووصف مراقبون ونشطاء سياسيون غياب السيسى بحجة انشغاله بافتتاح ومتابعة عدد من المشاريع فى مصر، بأنها حجة غير مقبولة منطقيا، خاصة أن أغلب المهام التى سيقوم بها السيسى فى مصر من صلاحيات رئيس الوزراء؛ فى حين أن تمثيل مصر فى الخارج من صلاحيات رئيس الجمهورية.
وكانت صحيفة "اليوم السابع" قالت فى تقرير لها: إن اعتذار السيسى عن عدم حضور القمة الأفريقية جاء لانشغاله بعدد من الملفات الداخلية؛ مثل إقرار الموازنة العامة للدولة عن السنة المالية 2015/2016، ومتابعة المشروعات الوطنية الجارى تنفيذها، ومن بينها مشروع استصلاح المليون فدان، وإنشاء شبكة الطرق القومية" !.
وأشارت جريدة "المصري اليوم" إلى أن السيسي ألغى زيارته إلى جوهانسبرج لاعتبارات أمنية، مشيرة إلى أن "وفد المقدمة المسئول عن ترتيب الزيارة توجه إلى جوهانسبرج يوم الثلاثاء الماضى، وفور وصوله إلى هناك لاستطلاع الترتيبات الأمنية الخاصة بالزيارة تبين أنه من غير المناسب سفر السيسى إلى هناك، لافتة إلى خطورة الوضع الأمنى فى المدينة الأفريقية؛ حيث تعتبر من أعلى المدن فى معدلات الجريمة على مستوى العالم".
وأشارت الجريدة إلى سبب آخر وهو "ضعف تمثيل الدول الأفريقية المشاركة فى القمة، حيث إن معظم الدول تشارك على مستوى رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية".
وكان عبد الفتاح السيسى قد أعلن يوم 12 مايو الماضى حضوره مؤتمر القمة الأفريقية فى جنوب أفريقيا، ولكن مصدرا دبلوماسيا أفريقيا كشف عن عدم مشاركة السيسى فى القمة، وأن رئيس الوزراء المصرى إبراهيم محلب، هو من سيترأس وفد مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق