القضاء.. وظلم فادح لأبناء مصر
بقلم: محمد عبد القدوس
المفترض
أن يقيم القضاء العدالة على الأرض، فإذا كان السبب في مصائب وبلاوي وإيقاع
ظلم بالناس، فقل على الدنيا السلام، وعلى الدولة الفناء، فلا لزوم لها وهي
فاشلة في إنصاف أبناءها!!
وقد
أخبرت حضرتك المرة تلو الأخرى أن القضاء المصرى في أسوأ أوضاعه حاليا، وأنه
في محنة حقيقية بعد ما تحالف مع حكومة العسكر! وآخر ما يؤكد هذا الأمر
الأحكام القاسية الصادرة في حق عدد من أبناء مصر فيما عرف بأحداث مكتب
الإرشاد، أراها غير مفهومة بالمرة وتجاوزت الحد في ظلمها.
إعدام
أربعة والمؤبد لآخرين من بينهم مرشد الإخوان الحالي والسابق والعديد من
قيادات الجماعة! لم ينظر القاضي إلى هؤلاء باعتبارهم مصريين، بل رآهم فقط
إخوان ولا بد من الانتقام منهم!! أي عدل هذا؟ إنه حكم الغاب!
وأنظر
إلى تفاصيل القضية المهزلة لتتأكد من ذلك، وخلاصتها أنها عند بداية أحداث
الانقلاب في 30 يونيو هاجم عدد من المعارضين للإخوان مقر الجماعة الرئيسي
بالمقطم، وكان معهم أسلحة مولوتوف، وكان من الطبيعي أن يدافع المجني عليه
عن نفسه، خاصة أنها لم تكن تظاهرة سلمية على الإطلاق! فرأينا من القضاء
العجب العجاب، بالعقاب طال من دافعوا عن أنفسهم، ولم يكتف القضاء الظالم
بذلك بل حكم بالمؤبد على عدد من قيادات الجماعة لم يكونوا متواجدين على
مسرح الأحداث! أما المجرمين الحقيقيين الذين أشعلوا هذه الأحداث فلم يرد
ذكرهم في أوراق القضية.
وعلى هذا
المنوال يقوم القضاء بالنظر والحكم في مختلف قضايا الإخوان.. إنه الظلم
الصارخ بعينه، ولكن ربنا كبير وقادر على سحق كل ظالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق