أحمد قداح يكتب : هذي بلادُ لم تعد كبلادي !
الأحداث
المتسارعة التى واكبت الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير لم تكن كغيرها خلال
السنوات الثلاثة الماضية ، ذلك أنها أضفت مزيداً من الزخم الثورى ، وأرسلت
اشارة مفادها أن الثورة ما زالت مستمرة … وما يلى استقراءاً شخصياً – لا
ألزم به أحد – لما حدث خلال الأيام الماضية منذ أن بدأت الأحداث فى الـ 25
من الشهر الجارى ، وانتهاءاً عند الهجوم على الكتيبة 101 بسيناء …
-
حركة عقاب الثورية لم تكن لتستطيع أن تقوم بهذا الكم من الهجمات المتزامنة
على مديريات الأمن وكمائن الشرطة ، ورصد أفراد الأمن من ضباط وأمناء شرطة
وكذلك بعض القضاة ، والهجوم على مقرات وشركات وهيئات تابعة أو داعمة
للانقلاب بدون دعم من داخل المؤسسة الحاكمة نفسها ، وارجعوا الى التسجيلات
الصوتية لقادة الانقلاب ومن المستفيد منها ولماذا ؟!!!
-
هجوم بيت المقدس على الكتيبة 101 بسيناء والذى خلف حوال الـ 45 قتيل –
نحسبهم شهداء ولا نزكى على الله أحدا – وعشرات المصابين ، لم يكن ليتم بدون
حاضنة شعبية ودعم قبائلى كبير .. ذلك أن تطور الهجوم وحجمه وكذلك التطور
العملياتى والتكتيكى على الأرض بهذا الشكل يؤكد أن هؤلاء تلقوا دعماً كبيرا
من أصحاب الأرض ، وذلك نتيجة ما أفرزته بالطبع سياسات السيسى ونظامه
وعمليات التهجير والاخلاء والاعتقالات العشوائية بدون أى تمييز .
-
أتعجب من استنكار الكثيرين من فرحة لمسوها من البعض ، واعتقدوها شماتة فى
من قضوا نحبهم فى سيناء وفى أسرهم … ياجماعة الخير أنتم أعلنتم جماعة
الاخوان المسلمين جماعة ارهابية وحظرتم أنشطتها واعتقلتم قادتها وأفرادها
بل ومن يتعاطف معها أيضا ، وكذلك جمدتم أموالها وحجزتم على مؤسساتهما… فهل
بعد الكفر ذنب ؟!! ماذا تنتظرون من ارهابيين قتلة سفاحين بقولكم ؟!نظامكم
الانقلابى أعلنهم كذلك ، وأنتم صفقتم لهذا الأمر وأيدتموه وأقسمتم على صحته
فلماذا اذن تتعجبون حينما يشمت البعض فيكم أو هكذا تعتقدون ؟! كيف لكم
أيها العقلاء أن تنتظروا من ارهابيين -ولاد الكلب- أن يتعاطفوا معكم
ويلطموا الأوجه ويشقوا الجيوب على مصائبكم ؟ أفلا_تعقلون ؟!!
-
لم يكن لأحد فيه شئ من الانسانية أن يشمت فى القتل ، ولكن الشماتة التى
لمسها البعض كانت فى القادة الكبار الذى يحكمون بطريقة غوغائية غبية تسلطية
استبدادية ظانين أنهم بذلك ستستقر لهم الأمور .. الشماتة فى الذين اعتقدوا
أن السيسى مُنزلٌ من السماء به تسير الأمور واليه تشد الرحال. الشماتة فى
الاعلام والنخب الذين طالبوا مرسى بالتنحى لمقتل اثنى عشر جندياً ثم يهللون
للسيسى ويدعونه بطلاً ويطالبون الناس بتأييده لنفس السبب !!!! الشماتة فى
هؤلاء الجُهَّال الذين يعتقدون أن مرسى وجماعته هم من أدخلوا الارهاب
والسلاح الى سيناء فى الوقت الذى كان السيسى نفسه هو وزير الدفاع ومن قبلها
رئيساً للمخابرات الحربية ، فاذا كان هناك سلاح تم تهريبه الى سيناء
فالسيسى ومجلسه العسكرى مسئولون مسئولية تامة عن الأمر .
-
أكاد أجزم أن من بين الجنود الذين استشهدوا منتمين الى الاخوان المسلمين
.. أو متعاطفين معهم .. او من رافضى الانقلاب .. فهل أعملتم عقولكم قليلاً
يرحمكم الله؟!
-
هناك أناس بكوا على سندس .. وآخرون على شيماء .. وآخرون على الجنود ..
وهناك آخرون بكوا على الثلاثة سندس و شيماء و الجنود – وأحسب أننى منهم –
فيا من تدعى حزناً وألماً على سندس فقط أو شيماء فقط أو الجنود فقط .. كف
عنك دموع التماسيح ، وأمسك عليك لسانك فلا حاجة لنا فى نحيبك وعويلك
المُسَيس المُصنف الذى يفرق بين الدماء ، فكلكم عندى سواء … بلا ضمير وبلا
قلب وليس فيكم أى شئ من الانسانية ، فلقد دعتكم عصبيتكم وجاهليتكم الى
تصنيف الدماء وتسميتها .. فعليكم من الله ما تستحقون !
-
أتعجب من أولئك المثقفين المبجلين المحترمين الأكابر ولاد الناس الذين
تركوا كل شئ وانهالوا سباً وقذفاً ولعناً على الاخوان المسلمين باعتبارهم
القاتل الحقيقى من وجهة نظرهم … ياسادة فى أى دولة محترمة على مستوى العالم
تُقال حكومات بأكمالها ويتنحى رؤساء ويستقيل قادة إذا حدث مثل ما حدث
لدينا ، لكنكم أدرتم أعينكم عن المسئول الأول ، والذى كان رد فعله على ما
حدث أن لارتدى رابطة عنق سوداء ، وقال نصاً ( ما يحدث فى مصر ((طبيعى))
وسيستمر شهرين او ثلاثة !!!!!! ) لذا فانتظروا ياسادة ضحايا وقتلى جدد
ومجازر أخرى ضريبة استقراركم الكاذب الذى يدعيه حاخامكم !!!
-
أنتم تدفعون ضريبة استقرار هذا النظام راضيين شاكرين المولى -عز وجل- أن
أنعم عليكم بهذا القائد المبجل المحصن …. فهذا ( سليمان جودة ) وهو كاتب
صحفى داعم للانقلاب يقول نصاً : الشعب المصرى يدفع ((راضياً)) ثمن
الاستقرار !!!! هكذا إذن بكل بساطة ! فهل رضيت يامن استشهد ابنك ؟ هل رضيتِ
يامن قُتل زوجك ؟ هل رضيتِ يامن قُتل أخاكِ ؟ هل رضيتم جميعاً عن هذا
القتل الذى طال ذويكم ضريبة الأمن والأمان والاستقرار لهؤلاء لا لكم ؟!!!!
-
ما يحدث الآن من عمليات لا يخدم إلا السيسى ونظامه الانقلابى ، ذلك أن هذا
الأمر يعطيه شرعية فى زيادة القمع والبطش ، وهذا معروف ومتبع عند كل
الأنظمة الاستبدادية .. يرهبونك ويثيرون الذعر لديك ليصورون لك أنه لا ملاذ
لك ولا أمان إلا فى رحابهم .. ولكن إن قبلت ذلك فلك أن تذعن لرغباتهم ..
وأن تطأطئ الرأس لأوامرهم .. فلا ترى إلا ما يريدون لك أن ترى .. ولا تسمع
إلا ما يريدون لك أن تسمع .. ولا تقول إلا ما يريدون لك أن تقول .. فهم
الملاذ والحماية والأمن والامان .. مثلما قال فرعون لشعبه قبل آلاف السنين (
ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) !
- وفى النهاية لا أجد ما اختم به هذا المقال إلا أبيات شعرية لفاروق جويدة يقول فيها على لسان الشهيد وصريع الظلم والاستبداد :
قد
كان آخر ما لمحت على المدى والنبض يخبو صورة الجلادِ قد كان يضحكُ
والعصابة حوله وعلى امتداد النهرِ يبكى الوادى وصرخت والكلمات تهرب من فمى
هذي بلاد لم تعد كبلادى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق