بعد براءة المخلوع فى مهزلة القرن.. الثوار: جرائم مبارك لا تسقط بالتقادم
مبارك.. وعصابته
أبدا
لم يتسرب اليأس إلى نفوس الثوار ورفاق الميدان فى أعقاب الحكم الصادر من
محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي، والمنعقدة في
أكاديمية الشرطة ببراءة المخلوع مبارك وعصابته في قضايا قتل المتظاهرين
والتربح وبيع الغاز للكيان الصهيوني، فى مهرجان البراءة الجميع.
ومع
يقين الأحرار من أن محاكمة مبارك قدر لا مفر منه ولو بعد حين، وأن دحر حكم
العسكر وعودة الجيش إلى ثكناته من المسلمات التى لا تقبل للتفاوض، قرر
الثوار التذكير بكافة جرائم المخلوع مبارك طوال 30 عاما من حكمه الأسود
لمصر، والتأكيد على أنها لا تسقط بالتقادم.
ولا
يمكن الحديث عن قتل المتظاهرين فى ملحمة 25 يناير دون محاسبة المخلوع فى
كافة الجرائم التى سبقت هذا التاريخ والتى كان أحد أهم أسباب زحف المصريين
إلى الشوارع من أجل الإطاحة بحكم
مبارك والمطالبة برأس عقابا على ما جنت يداه.
دماء
المتظاهرين لم تكن أول ما صبغ يد مبارك باللون الأحمر، بل سبقهم 1400 مصرى
لقوا حتفهم غرقا فى البحر الأحمر فى عبارة السلام 98، والتى تمكن صاحبها
رجل الأعمال ممدوح إسماعيل عضو الحزب الوطنى المنحل من الهرب فى حماية
مبارك وعصابته ليستقر له المقام فى لندن.
وفى الدويقة نهش فساد نظام مبارك 70 أسرة مصرية تركهم رهينة عشوائية الحكومة حتى انهار عليهم
جبل المقطم، ليخلف قرابة 600 شخص ما بين قتيل ومصاب.
حصاد
الدم فى عهد مبارك شهد عليه توالى كوارث هيئة السكك الحديدية، عندما خرج
قطار كفر الدوار عن قضبانه ليقتحم المنازل ويكمل نزيف قائمة الشهداء،
بالإضافة إلى احتراق المئات فى قطار العياط وأسفر عن مصرع 30 شخصا وإصابة
58 آخرين.
زنازين
مبارك سجلت بدورها مقتل المئات من المصريين على يد زبانية الحكم العسكرى،
منذ اغتيال سليمان خاطر وحتى قتل خالد سعيد وسيد بلال فى الإسكندرية، فى
جرائم سبق مقترفوها المخلوع إلى البراءة.
فرط
مبارك فى الاستقلال الوطنى وأضاع السيادة الوطنية، بأن جعل سياسة مصر
الخارجية تابعة للاستراتيجية الأمريكية، وجعل سياسة مصر الاقتصادية تابعة
لتوجيهات صندوق النقد الدولى، والبنك الدولى، وباع القطاع العام للأجانب
بأبخس الأثمان وهو ثروة مصر القومية التى بناها الشعب بكده وعرقه على مدار
عشرات السنين، وهى سياسات أدت الى إفقار الشعب المصرى.
وعسكريا
جعل قواتنا المسلحة معتمدة على السلاح الأمريكى وفتح قواعدنا الجوية
وأجواءنا للسلاح الجوى الأمريكى، وفتح أراضينا للقوات البرية الأمريكية،
وفتح مياهنا الإقليمية للقطع البحرية الأمريكية منذ عقدين من الزمان، كما
ترك سيناء مرتعا لليهود خالية من الجند ليدفع الوطن الثمن باهظا الآن.
المخلوع جعل التطبيع مع العدو الصهيونى من ثوابت السياسة المصرية على حساب استقلال البلاد
وارتباطها بأمتها العربية والإسلامية، ووصل الأمر إلى حد عقد اتفاقية
الكويز التى وضعت صناعة النسيج فى قبضة اليهود وعقد صفقة لبيع الغاز
الطبيعى مع الكيان الصهيونى، بالاضافة للبترول والسياحة والتعاون الزراعى
الذى قتل المصريين بالمبيدات المسرطنة، وعقد اتفاقا لإقامة مزارع مشتركة مع
إسرائيل فى سيناء.
خيانة
المخلوع أمتدت إلى الجوار العربيى عندما تعاون مع الكيان الصهيونى لضرب
ومحاصرة الشعب الفلسطينى بمحاصر غزة بقوات مصرية لمنع تهريب السلاح
للمقاومة، وممارسة الضغوط على المقاومة الفلسطينية لوقف الجهاد المسلح ضد
المحتل، والقيام بتدريب الأمن الفلسطينى لقمع فصائل المقاومة.
يتحمل
مبارك بصورة مباشرة المسئولية عن الجرائم التى أرتكبت فى حق الشعب المصرى
على مدار ربع قرن، وأدت إلى إصابة 19 مليون مصرى بأمراض خطيرة على رأسها
السرطان والفشل الكلوى والكبدى، من خلال المبيدات المسرطنة والهرمونات
والهندسة الوراثية المستوردة من الكيان الصهيونى.
سياسات
المخلوع أدت إلى افقار الشعب المصرى حيث يعيش 48% من السكان تحت خط الفقر،
ويعانى 29% من البطالة، ويعانى 11 مليون شاب وشابة من العنوسة، فى الوقت
الذى حققت أسرته ثروة بالمليارات وأنشأ ابنه جمال شركات تحسب أصولها بمئات
الملايين من الدولارات، و بدأ نشاطه الاقتصادى بالمتاجرة فى ديون مصر و هى
جريمة فساد دامغة.
جرائم تزوير إرادة الشعب لا تقل عن القتل الممنهج، بعدما قام بالاستيلاء على الحكم دون إرادة الشعب
لصالح عصابته، من خلال تزوير الاستفتاءات والانتخابات البرلمانية، وهو
التزوير الذى أكدته أحكام القضاء، فضلا عن الإعتداء على استقلال السلطة
القضائية الذى نص عليه الدستور، بوضع سلطة القضاء تحت رحمة وتدخلات السلطة
التنفيذية من خلال وزارة العدل، وتعديل الدستور بما يناسب مصالحه وعائلته
وضمان بقاء الحكم فى نسله.
براءة
مبارك اليوم تمثل مرحلة فاصلة فى الحراك الثوري ورسالة قوية لرأب الصدع بين
رفقاء الميدان وتجاوز الخلافات المرحلية والإتفاق على الثوابت المشتركة،
من أجل استعادة مكتسبات الثورة ومعاقبة مبارك وزبانيته على قتل الشعب
وتفقيره وتجويعه وتزوير إرادته، والتعاون مع الصهاينة بما يضر بمصالح الوطن
وإضعاف الجيش وتدمير الاقتصاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق