الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

حرية الإعلام.. مرسى الأفضل فى 2014 والسيسي الأسوأ

حرية الإعلام.. مرسى الأفضل فى 2014 والسيسي الأسوأ


الرئيس مرسى رجل حرية الإعلام
30/12/2014
يوما بعد يوم يتكشف للشعب المصرى كيف كانت الدولة تتجه نحو ديمقراطية حقيقية وبناء الجمهورية الثانية فى عهد الرئيس الشرعى محمد مرسى رغم محاولات الإفشال والعراقيل التى تكالب ثالوث الدولة العميقة "الجيش والشرطة والقضاء" من تقويض تقدم الثورة ونجاح عناصرها ووقف تمددها ومنع وصولها إلى مؤسسات الدولة التى نخر الفساد أساسه، فضلا عن الدور القذر لعصابة رجال أعمال المخلوع ومجتمع البلطجية الذى نما فى رحاب داخلية حبيب العادلى وصُنع على عين النظام الفاسد.

وبعد 18 شهرا من عمر الانقلاب وحصوله على الدعم الكامل والمطلق من كافة مؤسسات الدولة ولعق سحرة الإعلام فى مدينة الإنتاج الإعلامى والقابعين فى ماسبيرو وتبرير وتمرير قرارت النظام العسكرى، والتعتيم على مفاسده وسقطاته وقمعه واستبداده، تبين للشعب الفارق الشاسع بين من حمل على عاتقه تطهير فساد دولة العسكر وفتح باب المشاركة أمام الجميع ومحاولة استيعاب الفرقاء وإطلاق الحريات، وبين من انقلب على الثورة وعمد إلى ملاحقة الثوار وأعاد زوار الفجر وقيد الحريات وكمم الأفواه واستحوذ على السلطة وأطاح بفصائل المعارضة ما بين معتقل ومنفى وملاحق.

الإعلام كان دائما فى خندق السياسة ولعب دور البطولة منذ ثورة 25 يناير فى توجيه الرأى العام وخلق حالة من التشويه والتشويش والتغييب ساهمت بشكل كبير فيما آلت إليه الدولة المصرية من التردى والتراجع والانهيار، خاصة وأن الشاشات ومدينة الإنتاج الإعلامى تملكها وسيطر عليها رجال أعمال صُنعوا على عين المخلوع وترعرعوا فى بيئة الفساد وجمعوا ثرواتهم من مص دم الشعب، ووسدت الكلمة إلى غير أهلها، لذلك نجح فى تحويل مبارك من قاتل وفاسد إلى بطل حفظ الدولة بل ووصل الأمر من التزييف إلى أن إدعى أحد المذيعين الملاكى أن المخلوع أول من ساند الثورة، ثم تحولت الدفة إلى تشويه الثورة ووصف الثوار بالعملاء والخونة والطابور الخامس، وباتت دولة العسكر التى لفظها الجميع وثار عليها هى الملجأ والملاذ الآمن.. وصدق من وصف الإعلاميين بأنهم "سحرة فرعون".

ورغم أن الإعلام ساهم بشكل أو بآخر، وبقدر كبير أو ضئيل فى إسقاط النظام وتقليب الشعب على أول رئيس شرعي منتخب فى تاريخ مصر، إلا أنه هو ذاته دليل براءة الدكتور محمد مرسى وأنه رجل دولة من الطراز الأول يحمل بداخله مشعل الديمقراطية ويؤمن بالحرية المسئولة التى تبنى الدولة وتساهم فى تنمية منشأتها ونهضتها وإحياءها من موات دام 60 عاما أو يزيد.

مرسى الذى تولى السلطة عقب ثورة أطاحت نظام يسبح الإعلام الرسمى والخاص بحمد رئيسه ولا يقوى إعلامى مهما إدعى من بطولة أو يزايد بعنترية مجانية أن يزعم أنه وقف فى وجه مبارك ودولته أو تناول المخلوع أو زوجته أو نجليه أو حتى صديقه المقرب حسين سالم بسوء، ورغم المآخذ الراسخة فى آذهان الشعب حول الإعلام ودوره إلا أن الرئيس المنتخب رفض التقيد أو التكميم أو الكبت بعد ثورة مجيدة كان أهم مطالبها "الحرية" وأطلق العنان للجميع للتعبير عن الرأى حتى لو بلغ الأمر إلى انتقاد رئيس الجمهورية والحكومة وسائر المؤسسات .

وفى الوقت الذى تخطت حرية الإعلام مرحلة النقد إلى التطاول وتجاوزت رحابة الحرية إلى مستنقع السب، رفض الرئيس أن يمارس دور قمعى برع فيه المخلوع وثار بنفسه عليه وتحمل فى سبيله الاعتقال والملاحقة طوال عهد مبارك، لذلك خرج مرسى بقولته الشهيرة: "لقد تصدقت بعرضى" مشددا على أن تقدم الدولة ونهضتها وحدهما كيفلان بإخراس المغرضين.

فلم تلاحق الرئاسة أحد من المذيعين ولم توقف برنامج ولم تغلق قناة ولم تقصف قلم ولم تصادر صحيفة فى عهد الرئيس مرسى، وفى المقابل عندما قرر الدكتور مرسى توجيه انتقادات لأحد أصحاب القنوات الفضائية لم يكن انتصارا لشخصه –وهو حقه- وإنما وقف ليطالب بحق الدولة عليهم وسداد الضرائب المتأخرة والوقوف إلى جانب الدولة الثورية لا فى صف الدولة العميقة الفاسدة.

وحتى بعد خطف الرئيس بانقلاب عسكرى فاشى، لم يحاول مرسى استغلال وجوده خلف الأسوار لفضح العسكر وقائدهم الذى رفعه الرئيس إلى منصب وزير الدفاع، معتبرا أن ما لديه من معلومات يندرج تحت بند سرى للغاية ووصفها بأنها مسألة تتعلق بالأمن القومى، ورفض أن يستغل الإعلام لفضح الجميع والانتقام ممن خان وغدر.

وفى المقابل نجد الإعلام يمجد ويقدس من جاء على فوهة الدبابة للقضاء على الثورة، وبسط نفوذه على كافة المؤسسات وتوغل فى كل السلطات وسيطر على مقدرات البلاد وكمم الأفواه، ولم يجنى من وراء ممارساته سوى فشل وتراجع وترهل وانهيار اقتصادى.

الانقلاب لم يكن ليسمح بأى صوت ناقد أو هجوم معارض، فقرر ملاحقة الإعلام بالإغلاق والتقييد والتكميم، فبدأ السيسى انقلابه العسكرى بإغلاق القنوات الدينية كاملة ومصادرة جريدة الحرية والعدالة، وملاحقة الصحفيين بالاعتقال، للسيطرة على الإعلام ومنع أى كلمة حق أن تصل إلى الناس.

ثم أكمل الانقلاب جريمته بقتل الصحفيين حتى تجاوز شهداء الصحافة والإعلام فى عهد العسكر الرقم 10، فضلا عن مئات المصابين، وآلاف المعتقلين، ومع توغل العسكر فى السلطة وانبطاح الجميع أمام البيادة لم يعلق أحد على طرد برنامج "البرنامج" الى طالما تطاول على الرئيس مرسى من قناة "cbc" قبل أن يتم إغلاقه إلى غير رجعه فى قناة "mbc" بعد أن أدى دوره وأحترق.

وواصل العسكر مسلسل القمع فأغلق صحيفة "الشعب" وعشرات المواقع الإلكترونية، وعمل على إضعاف نقابة الصحفيين "التى ضربها الموات" بمحاولة تسخير زبانيته لإطلاق كيانات موازية تسحب البساط من تحت النقابة وتمثل ورقة ضغط على صاحبة الجلالة فى حال السير فى عكس الطريق المرسوم لها، لذلك لم يكن مستغرب أن يحارب صحفيو الحرية والعدالة فى النقابة التى تتدعى الحرية وتحرمهم من أبسط حقوقهم. 
2014 هو بإمتياز عام القهر والكبت والتقييد والاعتقال والملاحقة والقتل والتعتيم والتزييف، ليمنح العام الذى يسدل ستائره لقب رجل العام فى حرية الإعلام للرئيس الشرعى محمد مرسى كأفضل من طبق مطالب "حرية الاعلام وتداول المعلومات" كما يجب أن يكون، وفى المقابل كان قائد الانقلاب هو الأسوأ بجدارة بعدما قتل الحرية وانتهك الإعلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق