عصام تليمة : غربيون ومستشرقون درسوا في الأزهر
الحملة التي تمارس الآن على الأزهر الشريف ومناهجه، يوقد نيرانها فئة من أجهل الناس بتاريخه وتاريخ القامات الشامخة التي درست فيه، ونظرا لانبهار هؤلاء بمفكري الغرب ومستشرقيهم، فقد فضلت في مقالي هذا أن أذكر بعض الغربيين الذين تشرفوا بالدراسة في الأزهر، والنهل من علومه، والانتفاع بمنهجه، والأهم من ذلك هو اعتزازهم وافتخارهم بالأزهر ومنهجه، وسوف أذكر بعض من عثرت عليهم من المستشرقين والغربيين الأزهريين، ومنهم:
1ـ المستشرق الإنجليزي الكبير إدوارد وليم لين والذي زار مصر لأول ومكث بها ثلاث سنوات، درس في الأزهر الشريف على طائفة من علمائه علوم اللغة والشريعة، ثم أسلم وغير اسمه إلى منصور أفندي، ثم زار مصر مرة أخرى، ومكث بها سبع سنوات، وترجم كتاب (ألف ليلة وليلة)، ووضع قاموسا شهيرا للعربية والإنجليزية، اعتمد في وضعه على طريقة الفيروزبادي في كتابه (القاموس المحيط) وعلى كتاب (تاج العروس) للزبيدي، وكلاهما من أهم قواميس اللغة العربية، وهذا يدل على تضلع الرجل من علوم العربية والشريعة التي كان الفضل في ذلك لدراسته في الأزهر الشريف.
2ـ لويس ماسينيون: هذا المستشرق الفرنسي، الذي قال عنه الدكتور عبد الرحمن بدوي في موسوعة المستشرقين: (مستشرق فرنسي عظيم، وهو بين المستشرقين في مكانة لا يضارعه فيها إلا (نيلدكه) و(نلينو) و(جولدتسيهر). وقال عنه: (جاء مصر سنة 1909م، وحضر دروسا في الأزهر، وكان يلبس الزي الأزهري، كما فعل جولدتسيهر من قبل عندما كان يدرس في الأزهر سنة 1873-1874.
ولما طلب إلى جولدتسيهر واسنوك هورخرونية القيام بالتدريس في الجامعة المصرية القديمة التي أنشئت سنة 1910، اعتذرا وأوصيا بالأستاذ ماسينيون لهذا المنصب، فدعي وألقى أربعين محاضرة باللغة العربية على طلاب الجامعة المصرية القديمة وكان منهم الدكتور طه حسين. وله عدة مؤلفات مهمة في التصوف الإسلامي، والفلسفة الإسلامية، وتوفي سنة 1962م. انظر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بدوي ص: 529-535.
3ـ عبد الكريم جرمانوس: وهو مستشرق مجري من أعلام المستشرقين الكبار في القرن العشرين، نشأ مسيحيا، ثم درس الأديان، وأسلم، وأتقن عددا من اللغات وهي: المجرية، والإنجليزية، والتركية، والعربية، والألمانية، والفرنسية.
وقد جاء إلى مصر ليدرس اللغة العربية والإسلام بالأزهر الشريف، وهو ما تم فعلا، ورغم كبر سنه على التعليم آنذاك فقد صمد وصبر، حتى خالط كبار علماء الأزهر، وتعلم على أيديهم، ومن أبرزهم: محمد عبد اللطيف دراز، وعلي سرور الزنكلوني، ومحمد أحمد عرفة، ومحمد بخيت المطيعي.
وأصبح عضوا مراسلا لمجمع اللغة العربية بمصر، وبالمجامع العلمية الأخرى في الشرق العربي كمجمع دمشق، وبغداد. ومن أراد استزادة عنه، وعن مؤلفاته التي ناهزت الثلاثين كتابا مهما في الفكر الإسلامي واللغات، فليقرأ كتاب المستشرقون لنجيب العقيقي (3/910-813). وكتاب النهضة الإسلامية في سير أعلامها لمحمد رجب البيومي (2/419-437).
4ـ المستشرقة الفرنسية إيفا دوفيتري ميروفيتش، وقد سافرت عام 1970 من باريس إلى مصر، ودرست في جامعتي الأزهر وعين شمس، ودرست العلوم الإسلامية واللغة الفارسية، وتخصصت بعض دراساتها في التصوف، وتوطدت علاقتها بشيخ الأزهر الشيخ محمد الفحام، والدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف السابق. وأصبحت عضوا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وظلت تكتب بصفة مستمرة مقالات عن الإسلام باللغة الفرنسية في مجلة (منبر الإسلام).
وللوقوف على المزيد من تاريخها: انظر مقال (إيفا دفيتري ميروفيتش: الفرنسية التي سارت على درب الرومي) لخالد محمد عبده. وأذكر مستشرقة جاءت لمصر من أوربا الشرقية، كانت أول طالبة تدرس في الأزهر حتى درجة الدكتوراه، وكان يرعاها الإمام الأكبر الراحل الدكتور عبد الحليم محمود، وكتبت رسالة الدكتوراه في التشريع الإسلامي، وقرأت مقدمتها، وغاب عني للأسف الاحتفاظ بمعلوماتها، ولا زلت أبحث عنها، لأفردها بمقال وحدها، لما في رحلتها من أهمية، وشهادة نادرة عن اعتزاز أوربيين بمناهج الأزهر، والدراسة فيه.
فهل بعد هذه النماذج الرائعة، التي تدل على أثر الأزهر بمناهجه المتزنة الوسطية، فهل كان هؤلاء الأوربيون نماذج للإرهاب، والتطرف؟! وهل عندما عادوا لبلادهم نشروا تطرف الأزهر وإرهاب مناهجه؟! ألا فليستح الجهلاء بقيمة الأزهر ومناهجه، التي نعلم أنها تحتاج لتطوير يقوم به أهله، وليس من يتطفلون عليه، ويحركهم الحكام كدمى، فالعودة إلى تاريخ من ذكرتهم من هؤلاء الغربيين كفيل بالرد الصريح على كذب من اتهموا الأزهر ومناهجه.
الحملة التي تمارس الآن على الأزهر الشريف ومناهجه، يوقد نيرانها فئة من أجهل الناس بتاريخه وتاريخ القامات الشامخة التي درست فيه، ونظرا لانبهار هؤلاء بمفكري الغرب ومستشرقيهم، فقد فضلت في مقالي هذا أن أذكر بعض الغربيين الذين تشرفوا بالدراسة في الأزهر، والنهل من علومه، والانتفاع بمنهجه، والأهم من ذلك هو اعتزازهم وافتخارهم بالأزهر ومنهجه، وسوف أذكر بعض من عثرت عليهم من المستشرقين والغربيين الأزهريين، ومنهم:
1ـ المستشرق الإنجليزي الكبير إدوارد وليم لين والذي زار مصر لأول ومكث بها ثلاث سنوات، درس في الأزهر الشريف على طائفة من علمائه علوم اللغة والشريعة، ثم أسلم وغير اسمه إلى منصور أفندي، ثم زار مصر مرة أخرى، ومكث بها سبع سنوات، وترجم كتاب (ألف ليلة وليلة)، ووضع قاموسا شهيرا للعربية والإنجليزية، اعتمد في وضعه على طريقة الفيروزبادي في كتابه (القاموس المحيط) وعلى كتاب (تاج العروس) للزبيدي، وكلاهما من أهم قواميس اللغة العربية، وهذا يدل على تضلع الرجل من علوم العربية والشريعة التي كان الفضل في ذلك لدراسته في الأزهر الشريف.
2ـ لويس ماسينيون: هذا المستشرق الفرنسي، الذي قال عنه الدكتور عبد الرحمن بدوي في موسوعة المستشرقين: (مستشرق فرنسي عظيم، وهو بين المستشرقين في مكانة لا يضارعه فيها إلا (نيلدكه) و(نلينو) و(جولدتسيهر). وقال عنه: (جاء مصر سنة 1909م، وحضر دروسا في الأزهر، وكان يلبس الزي الأزهري، كما فعل جولدتسيهر من قبل عندما كان يدرس في الأزهر سنة 1873-1874.
ولما طلب إلى جولدتسيهر واسنوك هورخرونية القيام بالتدريس في الجامعة المصرية القديمة التي أنشئت سنة 1910، اعتذرا وأوصيا بالأستاذ ماسينيون لهذا المنصب، فدعي وألقى أربعين محاضرة باللغة العربية على طلاب الجامعة المصرية القديمة وكان منهم الدكتور طه حسين. وله عدة مؤلفات مهمة في التصوف الإسلامي، والفلسفة الإسلامية، وتوفي سنة 1962م. انظر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بدوي ص: 529-535.
3ـ عبد الكريم جرمانوس: وهو مستشرق مجري من أعلام المستشرقين الكبار في القرن العشرين، نشأ مسيحيا، ثم درس الأديان، وأسلم، وأتقن عددا من اللغات وهي: المجرية، والإنجليزية، والتركية، والعربية، والألمانية، والفرنسية.
وقد جاء إلى مصر ليدرس اللغة العربية والإسلام بالأزهر الشريف، وهو ما تم فعلا، ورغم كبر سنه على التعليم آنذاك فقد صمد وصبر، حتى خالط كبار علماء الأزهر، وتعلم على أيديهم، ومن أبرزهم: محمد عبد اللطيف دراز، وعلي سرور الزنكلوني، ومحمد أحمد عرفة، ومحمد بخيت المطيعي.
وأصبح عضوا مراسلا لمجمع اللغة العربية بمصر، وبالمجامع العلمية الأخرى في الشرق العربي كمجمع دمشق، وبغداد. ومن أراد استزادة عنه، وعن مؤلفاته التي ناهزت الثلاثين كتابا مهما في الفكر الإسلامي واللغات، فليقرأ كتاب المستشرقون لنجيب العقيقي (3/910-813). وكتاب النهضة الإسلامية في سير أعلامها لمحمد رجب البيومي (2/419-437).
4ـ المستشرقة الفرنسية إيفا دوفيتري ميروفيتش، وقد سافرت عام 1970 من باريس إلى مصر، ودرست في جامعتي الأزهر وعين شمس، ودرست العلوم الإسلامية واللغة الفارسية، وتخصصت بعض دراساتها في التصوف، وتوطدت علاقتها بشيخ الأزهر الشيخ محمد الفحام، والدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف السابق. وأصبحت عضوا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وظلت تكتب بصفة مستمرة مقالات عن الإسلام باللغة الفرنسية في مجلة (منبر الإسلام).
وللوقوف على المزيد من تاريخها: انظر مقال (إيفا دفيتري ميروفيتش: الفرنسية التي سارت على درب الرومي) لخالد محمد عبده. وأذكر مستشرقة جاءت لمصر من أوربا الشرقية، كانت أول طالبة تدرس في الأزهر حتى درجة الدكتوراه، وكان يرعاها الإمام الأكبر الراحل الدكتور عبد الحليم محمود، وكتبت رسالة الدكتوراه في التشريع الإسلامي، وقرأت مقدمتها، وغاب عني للأسف الاحتفاظ بمعلوماتها، ولا زلت أبحث عنها، لأفردها بمقال وحدها، لما في رحلتها من أهمية، وشهادة نادرة عن اعتزاز أوربيين بمناهج الأزهر، والدراسة فيه.
فهل بعد هذه النماذج الرائعة، التي تدل على أثر الأزهر بمناهجه المتزنة الوسطية، فهل كان هؤلاء الأوربيون نماذج للإرهاب، والتطرف؟! وهل عندما عادوا لبلادهم نشروا تطرف الأزهر وإرهاب مناهجه؟! ألا فليستح الجهلاء بقيمة الأزهر ومناهجه، التي نعلم أنها تحتاج لتطوير يقوم به أهله، وليس من يتطفلون عليه، ويحركهم الحكام كدمى، فالعودة إلى تاريخ من ذكرتهم من هؤلاء الغربيين كفيل بالرد الصريح على كذب من اتهموا الأزهر ومناهجه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق